بشَراكة إمريكية ،جمعية جسور تُحـلل وضعية النساء بالمغرب

مـحـمـد الـقـنـور  :
عــدســة : محمد أيت يحي :

تحت عنوان ” العقبات والتقدم: نحو مشاركة منصفة للمرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”، نظمت “خلية جبران خليل جبران” بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الإمريكية ، وبشراكة مع جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، على مدى يومين بالرباط ، دورة تكوينية تناولت عرض وتحليل وتقييم مختلف أوجه التقدم الذي أحرزه المغرب في هذا المجال وكذا العقبات التي تواجهها القيادات النسائية في المشاركة الفعالة في المجتمع المغربي على جميع المستويات القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأكاديمية والثقافية والإعلامية والبيئية …
هذا وسعت الدورة التكوينية المعنية ، والتي جاءت في إطار مشروع مشترك، وبتمويل من مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية “ميبي”، إلى تعزيز القيادات النسائية وادماج المساواة والنوع الاجتماعي في السياسات العمومية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إستنادا على بيانات كمية ونوعية لمدة سنتين وعلى مستوى ثلاثة بلدان ،المغرب والأردن والكويت، حيث تم إختيار ثلاثين فاعلة مغربية ذات رصيد حافل بالعطاءات على مستوى تكريس المساواة بين الجنسين أو التصدي لمختلف أشكال العنف والإقصاء والتهميش ضد النساء.
هذا، وتناولت أشغال الدورة التكوينية، التي أطرتها كل من “ماي الريحاني”، رئيسة خلية “جبران خليل جبران” في “جامعة ميريلاند” بالولايات المتحدة الإمريكية، واميمة عاشور رئيسة جمعية جسور، وغزلان بنعاشر منسقة المشروع، البحث في مختلف المعايير الاقتصادية والمنطلقات الاجتماعية والكيفيات السياسية والمعطيات التعليمية الرامية إلى تأسيس ثقافة منصفة تعتمد على المساواة بين الجنسين،وتسعى إلى تجاوز الإكراهات الثقافية والحواجز والقيود الاجتماعية التي تحول دون إحراز تقدم في أبرز المجالات الرئيسية المتعلقة بالمسألة النسائية في البلدان المستهدفة من طرف البرنامج ، والبحث عن وسائل للتغيير.
إلى ذلكــ ، سجلت المشاركات أنه على الرغم من إحراز تقدم كبير على مستوى بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الثلاثين الماضية بخصوص إدخال آليات التمييز الإيجابي لضمان تمثيلية اكبر للمرأة في الحياة السياسية، وإعمال القائمة الوطنية والقائمة الخاصة بالنساء والشباب، والكوطا, هي بالتأكيد من الضروريات. لكن على الرغم من الجهود المبذولة منذ عدة سنوات، والدعوة الى تمكين المرأة في مواقع صنع القرار، سواء داخل الأحزاب السياسية أو في قبة البرلمان مما يفيد أن النتائج في هذا الإتجاه، لاتزال هزيلة بخصوص تكريس المشاركة الفعالة للنساء على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
كما شددت المشاركات على أن المساواة بين الجنسين في مختلف مظاهر الحياة العامة، باتت تقتضي الإرادة السياسية وتتطلب وضع برامج وسياسات عمومية للقضاء على شتى مظاهر الفقر والبطالة في أوساط النساء،نتيجة عوامل موضوعية لاتزال تحول دون تمكين النساء من المشاركة الفعالة في الحياة العمومية والسياسية، وتعرقل وصولهن إلى مراكز صنع القرار.
في سياق مماثل، عرفت فعاليات الدورة التي حضرتها ثلاثين فاعلة مغربية من الأكاديميات والنشيطات الجمعويات والحقوقيات والاعلاميات والفنانات، على غرار عائشة بلعربي، وفاء بنعبد النبي، سمية منصف، سوليمة حداوي، وفاء حجي،سميشة رياحة ،وأمينة حنصالي، زهرة وردي، بشرى بوشنتوف، خدوج السلاسي؛ سهام روندا ؛ لطيفة احرار، أمينة غريب،خولة بن عمر الصباحي، نرجس الرغاي و ثريا لحرش، إيمان الرازي وخديجة الزومي، وأخريات من النساء المغربيات الثلاثين ممن تم إختيارهن كمجموعة عمل إشتغلت على محاور همت المساواة بين الجنسين وأسس المواطنة والتربية المدنية. وحصر وسبل مناهضة كل أشكال العنف؛ ومفاهيم وآليات القيادة النسائية؛ وقضايا التعليم، وملامح ومؤشرات التحديث والعصرنة، وأهمية المشاركة السياسية في الدفاع عن حقوق النساء، عبر الحملات التحسيسية والدورات التوعوية ، وإعمال الطرق المبتكرة على غرار المعلوميات والكاريكاتور والمسرح وفن الشارع.
هذا، وأعربت “ماي ريحاني”مسؤولة “خلية جبران خليل جبران” بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الإمريكية ، أن هذه المجموعة من الفاعلات يمكن أن تساهم بشكل كبير في خدمة المغرب مضيفة ان الهدف منالمشروع يروم تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين،وتحديد الأولويات، من خلال تعميق المعرفة والإنجازات والتحديات المستهدفة.
في حين، أوضحت أميمة عاشور رئيسة جمعية جسور أهمية المشروع كمساهمة في تمكين القيادات النسائية وتقاسم الخبرات الدولية الرائدة، وفي نهاية المطاف تحديد قضيتين ذات أولوية للخوض فيها ومعالجتها لمدة سنتين في سياق دعم الجمعية للحركة النسائية ، وإستمراريتها في مد جسور التواصل والتلاقح النضالي والحقوقي والمعرفي الأكاديمي مع مختلف الجمعيات والمنظمات التقدمية والديمقراطية.
وذكرت عاشور أن جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات التي تأسست في فاتح يوليوز1995 إطار مستقل وديناميكي متفتح على كل النساء الحريصات على نيل حقوقهن والمؤمنات بالقضية النسائية. جسور هي ملتقى للنساء المغربيات اللواتي يطمحن إلى التقدم والعصرنة، معتمدة على المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان متشبعة بالقيم الإيجابية الثقافية والحضارية للمجتمع المغربي والمرتكزة على مبادئ التسامح والتضامن والحوار والانفتاح والعدالة الاجتماعية والحريات والمساواة والوحدة والسلام .

 

ومعلوم، أن شراكة الشرق الأوسطية هي مبادرة شراكة بين منظمات وأشخاص من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تدعم جهود منظمات المجتمع المدني والنساء الناشطات والشباب والجماعات وغيرها لمساعدتهم على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
كما تعمل خلية جبران خليل جبران على ترسيخ قيم السلام والتفاهم بين الثقافات الشرقية والغربية بشكل عام، والروح العربية والقيم الأمريكية على وجه الخصوص.وقد انضمت ماي ريحاني إلى خلية جبران في مايو .2016، وهي الخلية التي تأخذ إسمها من جبران خليل جبران الشاعر الأديب والفنان التشكيلي اللبناني الشهير الذي عاش بالولايات المتحدة الإمريكية ، بعد رحيله في طفلا عن بلده لبنان، حيث كرس حياته واعماله النثرية والشعرية، التي أشهرها “دمعة وإبتسامة” و”الأجنحة المتكسرة” و”العواصف” وغيرها على إظهار أهمية القيم العالمية والترابط بين الأديان والأرض المشتركة بين الثقافات، قدسية الحوار ومبادئ الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة والمساواة والوحدة والسلام.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.