ملامح “موناليزا” دافنشي تعود لواجهة البحث والدراسة من جديد
مـحـمـد الـقـنـور :
مترجم عن مجلة “Les Grandes Peintres“
أثارت لوحة “الموناليزا” التي رسمها الفنان العالم والمخترع الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي، بين عامي 1503 و1519،حيرة كبيرة على مر العصور، وظل النقاد منقسمين بشدة حول ما إذا كانت المرأة التي رسمها الفنان الإيطالي الفذ في العمل الفني الذي يعود إلى نحو أكثر من 6 قرون، مبتسمة،أم متأملة، حزينة أو يائسة، حزينة أم مسرورة .
وكشفت دراسة أجريت في جامعة سينسيناتي الأمريكية، أن الابتسامة التي تعلو شفتي المرأة ليست حقيقية، وسبب هذه الخلاصة هو أن ملامح وجهها لم تكن متناسقة، إذ اعتمد الباحثون في قسم العلوم العصبية بالجامعة، على تقطيع صورة الابتسامة إلى نصفين، ثم جرى عرضهما على عينة من 42 شخصا من خلال تقنية تعرف بـ”صور المرايا” أو الصور المعكوسة.
كما كشفت النتائج أن 92.8 % من المستجوبين لاحظوا سعادة على النصف الأيسر من الشفة، لكن المفاجأة الصادمة، هو أنه لم يلاحظ أي شخص، وجود سعادة في النصف الأيمن.
واستند الباحثون إلى عدد من النظريات التي تربط مشاعر الإنسان بالعلوم العصبية، ووجدت الدراسة أن 35 من المستجوبين رأوا أن الجانب الأيمن من الشفة يظهر حالة من الحياد، فيما لاحظ 5 شعورا بالتقزز، وقال شخصان إنهما رصدا نوعا من الحزن والأسى على شفتي هذه السيدة الفلورنسية التي جعل منها دافنشي إيقونة عالمية خالدة، ومعجزة فنية لم تتكرر حتى اليوم . .
كما أوضح ذات الباحثون أن وجنتي المرأة المرسومة في الموناليزا، تبدوان في حالة السكون، بخلاف الحركة التي تحصل في الوجه حين يبتسم الإنسان بشكل فعلي.
ويعتقد أن لوحة “الموناليزا” التي إستمر دافنشي في معالجتها بلمساته السحرية إلى غاية سنة وفاته، ظلت تنقصها بعض الرتوش النهائية وذلكـ حسب نفس الخبراء، وخصوصا فيما يتعلق بتحديد شعور “الموناليزا” وإحساسها .
ومهما يكن ، فقد غطّت لوحة الموناليزا الشهيرة على جوانب كثيرة من شخصية ليوناردو دافنشي، بل غطت هذه اللوحة – الأسطورة على أعمال فنية مهمة لهذا العبقري الإيطالي الذي ترك “شيفرة” من الألغاز في حياته مازالت مجهولة، ولعلّ لوحة العشاء الأخير، وجدارية “معركة انجياري ، البالغة من الحجم 6 أمتار على 4 أمتار، لا تقلان أهمية عن الموناليزا التي غطت على تصاميمه الهندسية والمعمارية وكتبه في علم التشريح والنحت وفي الميكانيكا .