كرة القدم تجمع شمل العرب عوض السياسة، والجمهور المغربي يبرز حضارته المُتمدنة

هاسبريس :

جمعت كرة القدم شمل عرب إفريقيا خلال مباريات الكأس الإفريقية، في شكل تلقائي مما لم تستطع أن تفعله السياسة، حيث تشابكت الأعلام واختلطت ألوانها ونجمتها الخماسية الخضراء المغربية، ونجومها الأخرى العربية وأهلتها ونسورها، في مشاهد عكست قيمة بطولة أمم إفريقيا، التي تحتضنها «القاهرة»، والتي عرفت إستقبال خمسة منتخبات عربية.

وبعد خروج المغرب الذي أبرز جمهوره حضارته المُتمدنة، وعقلانيته وروحه الرياضية، ومغادرة كل من مصر وموريتانيا، أكملت الجزائر وتونس مشوار المنافسة، فقطعت الأولى مسافة كبيرة ببلوغ ربع النهائي بعد الفوز على غينيا بثلاثية، فيما خاضت تونس مباراة دور الـ16 بلقاء غانا في ساعة متأخرة .

هــــذا، وتجسدت مظاهر الانسجام الجماهيري العربي في المدرجات، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهتف المغاربة مع أشقائهم الجزائريين، وظهرت الراية المغربية والأعلام المصرية والتونسية بين أنصار منتخب الجزائر، في رسالة كشفت رفض المصريون لما يشاع حول عُقد الماضي، على خلفية آثار وتداعيات المباراة الكئيبة التي جمعتهما في أم درمان السودانية بتصفيات مونديال 2010، وتسببت بجرح أصبح مع مباريات الكأس الإفريقية في قاهرة المعز طي النسيان.

وبعد العروض المبهرة لمنتخب الجزائر، تفرغ الجمهور المصري رغم المشاحنات الماضية، لمؤازرة «محاربي الصحراء»، وأغدق المشجعون والنقاد الرياضيون المصريون وحتى اللاعبون الدوليون السابقون، يتقدمهم محمد ناجي “جدو”، الثناء على كتيبة نجم مانشستر سيتي رياض محرز، الذي يمضي بنجاح نحو لقب جزائري ثانٍ، تنتظره بلاده منذ 1990.

وكتب «جدو»، على حسابه في «تويتر»: «‏أن منتخب الجزائر يتوفر على إمكانيات فنية كبيرة وقدرات بدنية قوية وروح عالية لدى محاربي الصحراء».

كما إنبهر «جدو»  باللاعب الشاب آدم وناس، المحترف في نابولي الإيطالي، الذي يشترك دائماً بصورة احتياطية، بيد أنه في كل مرة يفاجئ المراقبين بتسجيل أجمل الأهداف، التي وضعته في صدارة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف، إلى جانب النيجيري أوديون إيغالو، والكونغولي سيدريك باكامبو، والسنغالي ساديو مانيه.

وللإشارة، فقد ترجم المنتخب الجزائري آمال المغاربيين والعرب نحو التتويج باللقب، قياساً بالمستوى الرائع الذي قدمه لاعبوه، مهد لحصولهم على الكأس السمراء.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.