جثمان الفنان عبد الجبار لوزير يوارى الثرى بنظرات المئات من عشاقه في مراكش

مــحـمـد الـقـنــور :

تحت تدابير أمنية إحترازية بسبب تفشي وباء كورونا كوفيد 19، حرصت على عدم الإزدحام ، وإعمال التباعد الجسدي تمت مواراة جثمان الفنان المسرحي والسينمائي عبد الجبار لوزير قبل ساعات من زوال اليوم الخميس 3 شتنبر الحالي ،بمقبرة باب دكالة في مراكش .
وكان الراحل الفقيد الفنان عبد الجبار لوزير الذي لبى نداء ربه أمس الاربعاء 3 شتنبر 2020 الموافق 14 محرم 1442 عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مُعاناته من مضاعفات مرض السُّكري، قد رأى النور في مراكش، بدرب لڭزا قرب رياض العروس بمدينة مراكش سنة 1928 وسط أسرة متوسطة الحال حيث كان والده يعمل اسكافيا قبل أن يتحول إلى تربية الماشية والفلاحة. قضى سنوات طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، وبدأ في تعلم العديد من الحرف التقليدية وتميز فيها، كصناعة الجلد والخشب. قبل أن يلج عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشر من عمره، ويلتحق بعد ذلك سنة 1948 بفريق الكوكب المراكشي في نفس سنة تأسيسه، حيث لعب حارس مرمى لفريق الفتيان. سجن لفترة من الوقت بسبب مواقفه الوطنية بعد نفي الملك محمد الخامس أيام الحماية الفرنسية، وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة والكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة. قضى في صفوف القوات المساعدة أربع سنوات قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل والفن.

هذا، وتزوج الفنان الفقيد عبد الجبار لوزير سنة 1957 من ابنة أحد أصدقاء والده الذي كان يعمل جزارا معروفا في باب تاغزوت بمدينة مراكش. حيث أنجب من زوجته أربعة أبناء هم : سعاد التي ولدت يوم 15 سبتمبر 1958 وأحمد من مواليد 22 أبريل 1960 ومحمد الذي إزداد في 4 شتنبر 1965 وعبد الحكيم من مواليد 10 أكتوبر 1973.

إلى ذلكـــ ، تشبع عبد الجبار لوزير بفن” الحلقة ” الذي تشتهر به ساحة جامع الفنا بمراكش، فتعلم فن الحكي وأصول التمثيل، وتشبع من منابع التعدد الثقافي الذي طبع مدارج الحياة اليومية بالساحة العالمية الشهيرة، وماتعرفه مدينة مراكش من تنوع حضاري، قبل أن ينظم للعديد من الفرق المسرحية المحلية المراكشية ويشارك معها في مسرحيات عرضت داخل المغرب وخارجه، فرقة الأمل والأطلس وفرقة الوفاء المراكشية رفقة زميله الفنان الراحل والفكاهي الشهير محماد بلقاس .

كما قضى عبد الجبار لوزير أكثر من 60 سنة في الفن،على خشبات المسارح، وأمام كاميرات السينما، حيث قدم عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزية والإذاعية وشارك في العديد من الأفلام والإعلانات المغربية وتضل لديه مشاركة فعالة في المسرح ومن أهم أعماله المسرحية “أنا مزاوك في الله” ومسرحية “حارس بمكتب الوكيل” ومسرحية “زواج بلا إذن” ومسرحية فضيلة والشيطان ومسرحية الشداد ومسرحية الموسيقار المجنون ومسرحية الفاطمي والضاوية ومسرحية غلطة أم ومسرحية الشلح والعساس ومسرحية أوليدات جامع الفنا ومسرحية سيدي قدور العلمي ومسرحية الدار الكبيرة ومسرحية هبل تربح ومسرحية مرض النسيان ومسرحية هالالاي ومسرحية الكراب ومسرحية الحراز ومسرحية الزواج بالحيلة ومسرحية مكسور الجناح ومسرحية لبس قدك يواتيك ومسرحية البسايطية، ومسرحية “التبوريدة”
كما ادى الفقيد الراحل الفنان عبد الجبار لوزير ادوارا رئيسية في مجموعة من المسلسلات التلفزيونية ، ابرزها “إنسان في الميزان” وسيتكوم “دار الورثة” الذي عرض في موسمين خلال شهر رمضان ولقي نجاحا كبيرا في المغرب .

وعلى مستوى الأفلام السينمائية، فقد بصم الفنان الراحل عبد الجبار لوزير السينما المغربية بأدائه للعديد من الأدوار ، بدءا من فيلم “حينما ينضج التمر” الذي انتج سنة 1968 وفيلم “البراق” من إنتاج 1973 والشريط السينمائي الرائد “حلاق درب الفقراء” للمخرج الراحل محمد الركاب سنة 1982 وفيلم “مبروك” سنة 1999 فيلم “عبدو في عهد الموحدين” من إنتاج سنة 2006 وفيلم “إنها تثلج في مراكش” وهو الفيلم القصير من إنتاج مغربي سويسري مشترك ومن إخراج الفنان هشام عين الحياة سنة 2007 وفيلم “عقاب” من إخراج هشام عين الحياة سنة 2009 وفيلم “زمان كنزة” سنة 2011 وفيلم “ولدامو” وفيلم “أبو أمل” وفيلم “المكروم” .


وفضلا عن أعماله السينمائية وأدواره المسرحية منذ الخمسينيات من القرن المنصرم ، فقد تألق الفنان الراحل عبد الجبار لوزير في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزية كضيف عرف كيف يضيف نسمات فكاهية مراكشية على مساراتها ، كان من أشهرها برنامج ” جار ومجرور ” و برنامج ” الحياة سينما ” وبرنامج ” با الحنين ” الذي شكل لحظة صلح إنسانية بينه وبين الممثل والمخرج الفنان عبد الله فركوس وبرنامج ” الشجعان حكاية بطل ” تقديم شهادات حول الممثل عبد الرحيم التونسي “عبد الرؤوف” .

وللإشارة، فقد حصل الفنان الراحل عبد الجبار لوزير على عدة تكريمات وجوائز في العديد من الملتقيات عن مجموع أعماله، والتي كانت سلسلة دار الورثة آخرها، قبل أن يدخل المستشفى العسكري في غشت 2010 إثر غيبوبة نتيجة لتأثره بمرض السكري وضغط الدم، ليستمر في فترات إستشفائية ببيته، عرف خلالها زيارات للعديد من المسؤولين الحكوميين والإداريين السابقين كالدكتور الحسين الوردي وزير الصحة السابق والعديد من الفنانين والفنانات من مختلف الاجيال والإعلاميين والمثقفين والباحثين ورواد المجتمع المدني .

رحم الله الفنان الفقيد عبد الجبار لوزير، واسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.