شجر الأركان : كنز مغربي متعدد فوائد ومنتوج فريد بصيت عالمي

هاسبريس :

كشفت الأرقام الصادرة عن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان (ANDZOA)، أن قطاع الأركان يشغل حاليا أكثر من 25.500 شخصا، ويحقق رقم معاملات سنوي في حدود 1.2 مليار درهم.


ومكن تثمين هذه الشجرة الأسطورية، المتوطنة جنوب غرب البلاد، من جعلها قطاعا تصديريا بامتياز، حيث يقدر الإنتاج السنوي لزيت الأركان، والذي يحظى باهتمام كبير في جميع أنحاء العالم بالنظر إلى فوائده الغذائية والطبية، بحوالي 5000 طن، بينما بلغت صادراته مع نهاية سنة 2020 أكثر من 1200 طن، محققا رقم معاملات تصديرية يناهز 280 مليون درهم.
ويتجاوز حجم الاستثمارات، التي أقامها جميع شركاء (ANDZOA) بين سنتي 2012 و2020 في مختلف القطاعات المرتبطة بتنمية مناطق الأركان 31 مليار درهم.

في سياق مماثل، وفي ندوة افتراضية، نظمتها مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان لتخليد هذا اليوم العالمي، ذكر أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان، إن “شجرة الأركان، العالمية بطبيعتها، شهدت تكريسا للدينامية والمشروعية العميقة لكافة مزاياها، عبر إقرار يوم عالمي يصادف 10 ماي من كل سنة من قبل الأمم المتحدة”.
وشدد أزولاي، على أن الطابع غير المسبوق للعتبة التاريخية التي اجتازها المغرب، عبر إقرار هذا اليوم العالمي، يشكل اعترافا بثبات وصرامة التزامات المغرب من أجل الحماية والتثمين والنهوض بالمحيط الحيوي والمنظومة الإيكولوجية لشجر الأركان المغربي. وتابع أزولاي أن هذا الاعتراف يعد نتاجا لتعبئة جماعية للكل، وزارات ومؤسسات ومجتمع مدني، مؤكدا أنه من الرباط إلى نيويورك، ومن الصويرة إلى أكادير، مكنت السلسلة الطويلة لصناع القرار، والباحثين وأصدقاء شجرة الأركان، من تقاسم، مع أكبر عدد ممكن، المؤهلات والفرص والالتزامات، التي “تمليها علينا هذه اللحظة وهذا الاعتراف الدولي”.


هذا، وكانت فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان، قد انطلقت بأكادير حيث ترأس حفل الافتتاح المنظم بمبادرة من المغرب والأمم المتحدة،عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
كما نقلت فعاليات الإحتفاء مباشرة على القناة الإلكترونية “WebTV” التابعة للأمم المتحدة، وعلى موقع YouTube وشبكات التواصل الاجتماعي.
إلى ذلكــ ، شاركت في هذه الإحتفائية جهات رفيعة المستوى، على غرار السفير عمر هلال،الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، وفولكان بوزكير،رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة وأمينة محمد، رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، و”تيدروس غيبريسوس”،المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، و”أنيتا باتيا”، نائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، و”ماريا هيلينا سيميدو” المديرة المساعدة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ، ويانيك كليماريك المدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ .


من جهتها، أكدت زبيدة شروف، أستاذة الكيمياء بكلية العلوم في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن التثمين الاقتصادي لشجرة الأركان، وخاصة في مجالات التجميل والطب، يعد أحد الدعائم الرئيسية التي من شأنها الحفاظ والاهتمام أكثر باستدامة هذه الأشجار الصنوبرية.
وأوضحت شروف، أن إحدى الدراسات التي قامت بها في بداية التسعينات، كانت قد تناولت من خلالها أهمية تثمين منتجات شجرة الأركان وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الجهوي والوطني،
وأبرزت شروف أن “الاقتصاد دائما ما يكون هو الذي يحرك البيئة”، مؤكدة أن النتائج التي تم تحقيقها حاليا، تؤكد تلك التوقعات.


وعن هذه النتائج المحققة، أشارت شروف أن شجرة الأركان عرفت تطورا اقتصاديا هاما خلال السنوات الأخيرة، ما انعكس ايجابا على المساحات المعاد تأهيلها والتي شهدت قفزة نوعية، حيث أعاد المغرب تأهيل 146 ألف هكتار ما بين سنة 2011 و2020، بالإضافة إلى زراعة حوالي 5000 هكتار على أراض خاصة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.