الزميلة الإعلامية ثريا بلوالي : تكريم في مراكش بعبق التراث وأبهة النساء

 مـحـمـد الــقــنــور :

نجحت المرأة المغربية من خلال حرصها على الأزياء المغربية العريقة، وحلي ومجوهرات ومستحضرات الزينة، وأنواع الأطباق والأطعمة، وفنون الديكور والتصاميم والأفرشة، في تحقيق مختلف رهانات الحفاظ على التراث المادي الوطني ، كما شكل دورها في نشر الأهازيج والمواويل والترانيم والحكايات، وإحياء حفلات الزفاف والعـقيقة والختان وطقوس تقريط الآذنين للفتيات و”الشرشمة” إحتفالا بظهور أسنان الصبيان والصبيات، وتقطير الزهر، والمواسم الصوفية تشريفا للأولياء والأقطاب والإجتماعية على غرار إحتفالات عاشوراء،وغيرها من الطقوس والأفراح وأنماط فنون العيش محورا أساسيا في ضمان إستمرار مظاهر التراث اللامادي الوطني .


ووعيا من المنتدى المغربي للكوتشينغ،برئاسة الكوتش الزميلة الأستاذة حنان التاجر، وشركائه،بأهمية دور النساء المغربيات في الحفاظ على التراث المادي واللامادي الوطني، فإن تنظيم هذه الندوة الفكرية التواصلية،التي قدم عبرها الدكتور مولاي المامون المريني،الباحث في قضايا التراث المغربي والثقافة الشعبية بمراكش، عبر مداخلته، التي أغنت نقاش الحضور حيث عرف بمفهوم التراث المادي واللامادي،مبرزا دور النساء في الحرص عليه، ولكون التراث المغربي عموما تحكمه علاقة تبادلية بين المغاربة ومحيطهم الإقليمي والجهوي والوطني، وأن عناصره غير المادية، المتباينة والمختلفة كما ونوعا، مرت عبر الزمان والمكان بأطوار شتى لا يمكن حصرها ووضعها في أطر زمنية محددة كما هي الحال في التراث المادي لتصل الأجيال المعاصرة بأشكال وصيغ مختلفة، مما أكسبها ألوانا وخصائص جديدة بحسب الأطوار الزمنية التي مرت بها والأماكن التي عرفت فيها.

وأبرز المريني أن المغرب أولى في العقود القريبة الفائتة أهمية قصوى لصون هذا تراثه بشقيه المادي وغير المادي، وطور سلسلة من المواثيق والقوانين والمبادرات التي تشتمل شروطا وسياسات اجتماعية وسلوكية تقوم على إدارة العلاقة التبادلية بين الإنسان والتراث، في سياق خطوات جادة وحثيثة من أجل الاعتراف بحقيقة أن التراث حق مكتسب للفرد وللجماعة ، وأنه يتصل بهوية المغاربة وتوابثهم، ويعمق اندماجهم في المجتمع الدولي الذي ينتمي إليه، ويضع مختلف الأدوات الفاعلة والإجرائية لحفظ هذا التراث من الضياع.

وذكر المريني أن الحفاظ على التراث الوطني المادي واللامادي ونشره، واستكناه مغازيه وأبعاده لدى المغاربة، نظرا للأهمية الذاتية الثقافية الماثلة فيه، وما لها من أثر في ازدهار القطاعات الثقافية والسياجية والصناعية الحديثة والحرفية الفنية،وتحقيق التنمية.

كما أتت فعاليات الندوة من أجل تكريس ثقافة الإعتراف بالأستاذة الصحافية ثريا بلـوالـي، كخبيرة في التراث الوطني وفنون العيش المغربي،وتثمين جهودها الإعلامية وإسهاماتها ولقاءاتها التواصلية الإذاعية والتلفزية وكتاباتها التأطيرية وتصريحاتها الصحفية والمعرفية في هذا الصدد، ومن أجل ، تعريف الرأي العام المحلي والوطني بأحد إهتمامات المنتدى برئاسة الكوتش والإعلامية، الرامية إلى توطيد المساهمة في تنمية الوعي لدى المواطنين والمواطنات بالكوتشينغ الهادف إلى تطوير الشخصية وتنمية القدرات وصقل المهارات،وإكتشاف الكفاءات في مختلف المجالات من خلال التأطير والتحسيس عبر الدورات التكوينية، والأيام الدراسية، والندوات والمحاضرات والملتقيات والمنشورات الإعلانية حول الكوتشينغ القائم على التدريب والتحسيس والتواصل والتأطير والتربية الوطنية وتثمين الثقافة المغربية الأصيلة،وتكريس الحس الوطني الأمن الثقافي ..

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.