جلالة الملك يطلق أشغال لؤلؤة صحية إستشفائية بمواصفات المستقبل في الرباط  

هاسبريس : 

في سياق،الدور المركزي الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله لتعزيز قدرات الموارد البشرية في القطاع الصحي،وعزم جلالته على ضمان تمكين العاملين بقطاع الصحة من التكوين الجيد والمتجدد،الموازي للتطورات العلمية والمستجدات التكنولوجية والمخبرية المسجل في مجال العلاجات الطبية،والوقاية الصحية وحكامة العلاج،طبقا للمعايير الدولية،أعطى صاحب جلالته إنطلاقة أشغال إنجاز المستشفى الجديد “ابن سينا” في الرباط،كمشروع مستقبلي يروم عصرنة وتحديث العرض الصحي بالمملكة،ويستهدف توسيع الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة الصحية بما يفوق الألف سرير، حيث سيمكن هذا المستشفى المستقبلي من تحقيق التكامل في الخريطة الصحية على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، مع تأهيل مستشفى ابن سينا العريق، والذي تم تشييده سنة 1954، وفق مواصفات العصر الطبية والعلمية المخبرية مع الحفاظ على قيمته الحضارية و عمقه التاريخي الذي ظل يتمتع به في الذاكرة الجمعية لساكنة الجهة المعنية، ولدى عموم المغاربة،كمحطة إشتغلت بها العديد من القامات الطبية والكفاءات التمريضية، وكإيقونة ميدانية إستشفائية طبعت مسارات البحث الطبي بكل أبعاده الإجتماعية الوطنية.

هذا، وتطلب هذا المشروع الصحي الإستشفائي الاجتماعي الواعد  تعبئة استثمارات مالية تفوق 6 مليار درهم، ضمن رؤية عصرية تروم تقوية البنية الصحية الحالية للمملكة.

وعلى مساحة تتجاوز 190 ألف متر مربع، سيشتمل المستشفى الجديد على قطب للاستشفاء، ووحدات لأقسام العناية المركزة، ومستشفيات نهارية ومصالح للاستشارات الخارجية، والتنظير المقطعي والداخلي،ومستعجلات،ووحدات للاستشفاء وإعادة التأهيل ووحدات الإنعاش،ووحدة للحروق الكبرى،ومصلحة لأمراض الجهاز التنفسي الحادة،ومركز لمعالجة القصور الكلوي،ومنصات تقنية ومنصات لوجيستيكية وأروقة إدارية ومصالح طبية ووحدة فندقية، كما ستبلغ قدرته الاستيعابية 1044 سريرا،من بينها 148 سريرا في وحدات العناية المركزة،والإنعاش،كما سيتم تزويد هذا المستشفى   بمهبط للطائرة المروحية الخاصة بالحالات الإستعجالية،وموقف للسيارات بطاقة استيعابية تبلغ 1300 موقفا،وفضاءات خضراء لراحة المرضى ممن هم في فترة نقاهة،وفق تصميم عمراني يراعي الأبعاد البيئية، والمقاييس الإيكولوجية بأحدث تقنيات جديد المعدات الطاقية الشمسية،والألواح الكهروضوئية،والتهوية الطبيعية،مع نسق تدبيري لاستعادة مياه الأمطار، يسمح بإستخدامها في سقي المساحات الخضراء بالمستشفى المذكور،مما سيسمح بتحقيق نجاعة طاقية نظيفة تنسجم مع التزامات المملكة بخصوص التنمية المستدامة،وتتوافق مع إنجازاتها الرائدة إفريقيا وعالميا في مجالات الطاقة المتجددة.

وإرتباطا بذات السياق،فإن هذا المشروع الذي سيتم إنجازه في أجل 48 شهرا، يأتي لتطوير عروض العلاجات العامة والإختصاصية على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، وبآفاق وطنية، إذ يشتمل حاليا على 10 مستشفيات جامعية و12 مستشفى إقليمي،بطاقة سريرية تشمل 4433 سريرا من ضمنها 173 سريرا للإنعاش منها 126 تابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا.

كما يرتقب أن تسجل القدرة الإستيعابية السريرية التي هي حاليا في طور الانهاء، إرتفاعا إلى 5049 سريرا في نهاية 2022 مع انطلاق الخدمة في 7 مشاريع استشفائية .

في ذات السياق،فإن هذا المشروع الإستشفائي الضخم،يترجم مدى الرعاية الملكية السامية التي يوليها جلالةالملكـ محمد السادس لسلامة وصحة المغاربة،وحرص جلالته على تطوير البنيات الأساسية،وتحديث المرافق الصحية الأساسية،وعصرنة الخدمات الاستشفائية،وتأهيل نجاعتها وتقريبها من المواطنات والمواطنين.

وللإشارة،فإن المستشفى الجديد “ابن سينا” في الرباط،سيتم تشييده على بقعة أرضية تبلغ مساحتها الإجمالية 11,4 هكتارا، بمواصفات عمرانية صحية، وهندسة عصرية بمواصفات وآليات العرض العلاجي المتنوع،والقابل لإدماج مختلف التكنولوجيات الطبية،والمتطلبات العلاجية المتطورة،لمختلف الاحتياجات الحالية والمستقبلية لساكنة العاصمة،وللجهة،والنزلاء الوافدين، فضلا عن إنشاء برج استشفائي من طابق أرضي و33 طابقا مع طابقين سفليين، وقطب طبي وتقني من خمسة طوابق مع ثلاثة طوابق سفلية، وبرج من 11 طابقا مع ثلاثة طوابق سفلية مخصصة للعصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين، ومركز للمؤتمرات ومركز للتكوين والتدريب وداخلية.
في حين، سيتم تجهيز الجزء الشمالي الشرقي للبقعة الأرضية، والذي يشمل المستشفى الحالي بفضاءات خضراء وحدائق، بالإضافة إلى متحف لتاريخ ومسارات ومراحل الطب المغربي، فضلا عن مواقف للسيارات وبنايات خدماتية مرتبطة.

ومعلوم،أن هذه المعلمة الاستشفائية المستقبلية بمواصفاتها الدولية،ومعاييرها الصحية الحديثة،التي تشكل مرفقا وطنيا جديدا،يستشرف المستقبل،إلى جانب سلسلة من الإنجازات والأوراش التنموية القطاعية والمجالية المتعددة التي أطلقها العاهل الكريم محمد السادس على مستوى  مدينة الرباط حاضرة الأنوار،وعاصمة المملكة الثقافية،مما سيعزز إشعاعها الحضاري وصيتها التاريخي على الصعيد الوطني والإقليمي و الدولي .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.