ندوة دولية بمراكش تضع مقاييس السلامة الغذائية بعد الجائحة وحرب أوكرانيا تحت المجهر

مـحـمـد الـقـنـور : 

أبرز الخبير فيصل بلطيف، Fayçal Bellatif والمدير العام لمؤسسة “أوروفين فود اسيرونس” أن أزمة فيروس كورونا كوفيد 19، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية،كان لها تأثير قوي على إنتاج الغذاء على نطاق عالمي، مما دفع بالعديد من المشتغلين في قطاع التغذية وصناعة وتسويق المواد الغذائية،والدول يعيدون حساباتهم من أجل التسابق والإتصال بالجهات والجهات المصدرة للمواد الغذائية،من خلال إعمال رؤية جديدة،ومنهجية مبتكرة في التواصل مع هذه الجهات،واكتساب معارف جديدة لتطوير السلسلة الغذائية ،بناء على مقاييس السلامة الصحية والجودة الإنتاجية،والأصالة المتعلقة بمكونات المنتوج الغذائي،و بنجاعته المتعلقة بمسارات ومراحل التصنيع،وما تتضمنه من تعليب وتغليف ومراقبة بعدية طبية ومخبرية،ثم شحن،قبل عملية التصدير .

وأكد الأستاذ الخبير فيصل بلطيف خلال المؤتمر الدولي الذي نظمته مؤسسة “أوروفين فود اسيرونس” Eurofins Food Assurance” حول “الأمن الغدائي في ظل جائحة كورونا كوفيد 19، والحرب الروسية الأوكرانية، التحديات والرهانات”وحضره العديد من الخبراء المختصين في علوم التغذية، والباحثين والإعلاميين، اليوم الإثنين 3 أكتوبر الجاري، بمراكش، أن الأزمة الصحية العالمية،والحرب في أوكرانيا كانا لهما تأثير واضح،في إعادة تحديد رؤية جديدة لوضع تعديلات على مستوى التعامل العلمي والتجاري مع المواد الغذائية، حيث دفعت كل  الجائحة والحرب نحو أليات جديدة من أجل ضمان المستقبل الغذائي الآمن، وأساليب علمية دقيقة للتعامل مع مصادر المواد الغدائية بشكل متسارع منذ إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 مارس في 2020 بعد التقييم الذي أجرته، خلصت من خلاله أن تفشي كورونا كوفيد 19 جائحة عالمية، دفع العديد من الدول على رأسها المغرب إلى مراعاة سلامة الأغذية من مرحلة وضع المواصفات العالمية وصولاً إلى الإشراف على عمليات الإعداد التسويقي، في أفق الحصول على أغذية آمنة ومغذية،تواكب اهتمامات المستهلكين ممن باتوا يبدلون جهدا إضافيا في الحصول على الأغذية السليمة ومعرفة مكوناتها قبل شرائها.

وأوضح بلطيف،أن إرتفاع درجة الوعي الإنتقائي في الثقافة الغذائية، صار ينطلق من شروط النظافة والنجاعة وآصالة المكونات المشكلة للغذاء، وسلامتها من المؤثرات الجانبية، ومن التسبب في الأمراض أو نقلها، مشيرا، إلى أن سلاسل الإمداد العالمية للأغذية، ذات العلاقة الإنتاجية مع الحقول والمزارع والمسالخ ومصانع تجهيز الأغذية ثم كيفيات عمليات الشحن والبيع بالجملة أو بالتقسيط عرفت أليات مراقبة دقيقة ومستمرة في ظلّ المخاوف السائدة من فيروس كورونا، أو من النقصان نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية، مما إنعكس على وثيرة الاقتصاديات نتيجة إغلاق الموانئ، وتوقف السكك الحديدية ووسائل الشحن، وبفعل الاختلالات في الخدمات اللوجستية وتوقف الإمدادات الغذائية بسبب إصابة العمال بكوفيد 19 بمختلف سلسلة الإنتاجات الغذائية.

في ذات السياق،تناولت الخبيرة كريسا ديمترياديس Chryssa Dimitriadis مديرة التدبير النوعي بمؤسسة IFS الفرنسية طرق مؤسستها في حصر وتحديد وتطبيق المبادئ العلمية حول السلامة الغذائية وتداعياتها الإجتماعية والبيئية،وأفق تعاونها مع دول أخرى في هذا الصدد،المغرب والبرتغال وبولندا .

في حين تطرقت الخبيرة بولين ميغرا Pauline Maigrat مديرة جمعية FSQA إلى مبادئ جمعيتها، وأهدافها المتعلقة بالمراقبة القبلية والبعدية للأغذية ولمختلف المنتوجات، ومدى مطابقته لمقتضيات الدستور الغذائي العالمي المحدد لأجود الممارسات الدولية الضامنة لنظافة الأغذية ومكافحة المكونات التصنيعية والفيروسات في الأغذية،وتشجيع البلدان على التطبيق الأفضل لمجابهة المخاطر الصحية والإيكولوجية للأغذية، القائمة على مراقبة العلم والدراسات المختبرية،وتوطينه كمعيار أساسي في التجارة العالمية بالمواد الغذائية،وسلامة الأغذية في ظلّ بيئة تجارية مسؤولة وشفافة قائمة على قواعد محددة لضمان حماية صحة المستهلك.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.