لم استطع منذ أن علمت بوفاة الصديق والأخ، مولاي الحسن العزي العلوي- قبل ثلاثة أيام – أن أستوعب الحدث المفاجيء ، في زمن حَرَمت الجائحة الناس من عيادة المرضى، وتشييع جنائز الموتى، و تقديم التعازي والمواساة إلى أهاليهم … مرت كل هذه المدة وأنا في ذهول كبير، ووجوم كامل، غير قادر على تجاوز الصدمة، قبل أن ينتصر الصبر، وتخف وطأة المصيبة {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. فلم ألبث أن وجدتُني، أسيرَ خواطر وذكريات لا تنتهي … لم يكن الراحل مؤذنا عاديا ، بل كانت له مميزات وخصوصيات، تجعله جديرا بأن يخلد اسمه في سجل تاريخ مؤذني مدينة مراكش الأعلام … لقد كان هو و آبأؤه و أجداده من قبله ، جزءا من تاريخ جامع الكتبيين الذي كان في النية – لولا نزول الجائحة – أن يتم الاحتفال بمرور تسعمائة عام على تأسيسه {541 – 1441هـ} لن أتحدث عن علاقتي بالراحل الكريم التي ترجع إلى زمن الطفولة أوائل الستينيات عن طريق بعض الأصدقاء المشتركين، قبل أن تتعزز وتتوطد عن طريق الأهل والأبناء، لكن سأتحدث فقط، عن مولاي الحسن الإنسان، ومحافظ ومؤذن جامع الكتبيين … لقد كان الرجل على خلق عظيم، وسلوك قويم، في شموخ و كبرياء، و أناقة وتحضر، يخشى الله ويرجو رحمته، يرضى بالقليل الطيب، ويزهد في الكثير المشبوه … أما عن العلاقة التي تربط الراحل وأسلافه بجامع الكتبيين ،فأترك الكلام عن ذلك للمؤرخ البريطاني الراحل روم لاندو المتوفى في سنة 1974م الذي قال : ” لا ريب في أن جذور مدينة مراكش تمتد عميقا في ماضيها البعيد ولا شيء أحق بالحديث عن هذا الماضي من جامع الكتبية الذي يعتبر من أقدم المساجد في الإسلام، ولما كنت قد عشت قريبا منه ، فقد كان في وسعي أن أرى تأثيره قائما حتى في هذا العصر من اللادينية المزعومة ، ففي كل يوم تؤم الحشود المسجد، وفي يوم الجمعة يكتظ بالمصلين حتى لايبقى فيه موطيء قدم.
ولم أوثق علاقتي بالكتبية إلا في المرحلة الأخيرة من إقامتي في المدينة ، فقد جاءني خادمي إدريس بعد الظهر ذات مرة يقول إن سيدين يودان مقابلتي وكانت القاعدة تقتضي عليه بأن يذكر لي اسمي الزائرين مع أنه كان يعرفهما تماما كانا شابين صغيرين يرتديان الملابس الغربية وقدما لي نفسيهما قائلين : نحن جيرانك … والدهما هو الفقيه مولاي عبد الرحمن الذي يعنى بشؤون المسجد، وكان من أسرة علوي… وكانت خدمة المسجد إرثا في عائلتهم يتناقلونه أبا عن جد …” ولا عجب فهناك أسر كثيرة، توارثت مهمة الأذان في تاريخ الإسلام، منذ الصحابي الجليل أبي محذورة مؤذن المسجد الحرام إلى اليوم … قال الواقدي المتوفى سنة 207 هـ : كان أبو محذورة يُؤذِّنُ بمكة إلى أنْ توفي سنة تسع وخمسين فبقي الأذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة . وقد ظل مولاي الحسن يمارس هذه المهمة الشريفة بجامع الكتبيين لأكثر من خمسة عقود شاهدا على ما عرفه المسجد والصومعة من إصلاحات، ومن مر به من أئمة وخطباء وعلماء … وظل في خدمة المسجد وزواره من مختلف الأقدار والمقامات… وحظي بشرف حضور ما عرفه هذا المسجد من صلاة جُمَع متعددة لأمير المومنين جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، ولأمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله … و في الحديث :” من أذَّن اثنتَيْ عشرةَ سنةً وجبت له الجنَّةُ ، وكُتِب له بتأذينِه في كلِّ مرَّةٍ ستُّون حسنةً ، وبإقامتِه ثلاثون حسنةً “ فاللهم تغمد الفقيد بواسع الرحمة والرضوان، وألهم ذويه و كل محبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته قيم ديني بمعنى الكلمة ويتجلى دلك في صوت ادانه المؤتر اللدي يوقظ كل صغير وكبير بغية التقرب من الله، والتسيير والاشراف والمحافظة على مقام المعلمة التاريخية لا لة الكتبية العريقة افتقدناك اللهم اجعل البركة في خلفك ونسلك الصالح .نتمنى أن تظل عظمة الكتبية كما كانت دائما مرتبطة بتسيير الشرفاء العلويين لها.
هشام يقول
رحم الله الفقيد،مولاي الحسن، كان من اطيب خلق الله و الله فقدنا رجلا خلوقا، وطنيا و غيورا عن مدينته و بلده، يؤدي واجبه العملي بكل اخلاص و وفاء.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته قيم ديني بمعنى الكلمة ويتجلى دلك في صوت ادانه المؤتر اللدي يوقظ كل صغير وكبير بغية التقرب من الله، والتسيير والاشراف والمحافظة على مقام المعلمة التاريخية لا لة الكتبية العريقة افتقدناك اللهم اجعل البركة في خلفك ونسلك الصالح .نتمنى أن تظل عظمة الكتبية كما كانت دائما مرتبطة بتسيير الشرفاء العلويين لها.
رحم الله الفقيد،مولاي الحسن، كان من اطيب خلق الله و الله فقدنا رجلا خلوقا، وطنيا و غيورا عن مدينته و بلده، يؤدي واجبه العملي بكل اخلاص و وفاء.