في جنازة مهيبة، وري الثرى اليوم الأحد 9 أبريل الحالي، بمقبرة الشهداء في الرباط، الإعلامي الكبير الأستاذ خليل الهاشمي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، والرئيس الأسبق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ورئيس جمعية أصدقاء غوتنبيرغ المغرب، والذيانتقل إلى ذمة الله، أمس السبت 8 أبريل الجاري في الرباط، عن عمر ناهز 67 عاما، بعد معاناة مع المرض..
هذا ، وكان الفقيد خليل الهاشمي، المزداد في 14 غشت 1956 بدرب السلطان في الدار البيضاء، قد بدأ مساره الإعلامي بفرنسا بالتعاون مع عدد من المحطات الإذاعية.
ويعتبر الفقيد الراحل الأستاذ خليل الهاشمي،أحد مؤسسي المشهد الإعلامي المعاصر بالمغرب، فضلا عن كونه رجلا مثقفا وازنا، وشخصية كاريزمية بلا منازع، وقلما شاعريا بفرنسية رفيعة المستوى، وكاتبا عميقا،ترجم وتفاعل مع مختلف قضايا الشعب المغربي، وملفات الوطن، إضافة إلى كونه محللا صحافيا بارعا، عمل على تحديث وعصرنة آليات الفعل الإعلامي. هذا، وقدم الفقيد خليل الهاشمي للإعلام الوطني خدمات جليلة، كصحافي وكناشر وكمسؤول في الإعلام العمومي، وكان مثالا في الحياة المهنية لأبهى تجليات مهنة المتاعب، وأدوارها الإقتراحية ومضامينها الدلالية،وأبعادها الإنسانية السامية.
وصرح الفنان التشكيلي عز الدين الهاشمي الإدريسي شقيق الراحل، أن أخاه خليل الهاشمي الإدريسي كان رجلاً نبيلا وشجاعا، معروفًا بطيبوبته وعلاقاته الإنسانية المتميزة وبمهنيته، وأنه قام بالكثير على رأس وكالة المغرب العربي للأنباء التي تشرف بإدارتها لسنوات عديدة، وكان معروفا بأنه شخص خدوم وكريم ومرتبط بأصدقائه “.
وأجمع عدد من الشخصيات المنتمية لآفاق متعددة، اليوم الأحد 09 أبريل الجاري،على هامش مراسم تشييع جثمان الفقيد على أن الكاتب والصحفي الراحل خليل الهاشمي الادريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، يعد من الوجوه المتميزة التي بصمت المشهد الإعلامي والأدبي الوطني، مستحضرين مناقب الفقيد ومساره المطبوع بالمهنية والموسوم بالتفاني والالتزام.
حيث أكد محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل،أن الفقيد الهاشمي سيظل اسما بارزا في مجال الصحافة،لكونه ساهم الراحل في تطور هذه المهنة، وعمل منذ تعيينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2011 مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء على تطوير أداء هذه المؤسسة الاستراتيجية، مشيرا أنه واحد من رجال هذا الوطن الذي كان يؤمن بعظمة المغرب وتاريخه،واضطلع بدور كبير في التعريف بالمكتسبات التي حققتها المملكة في مختلف المجالات”.
كما أوضح مصطفى بايتاس الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة،أنه برحيل الهاشمي تكون الساحة الإعلامية الوطنية، قد فقدت رجلا فذا كانت له مساهمات كبيرة في الإعلام الوطني، ومساره المهني مطبوع بالالتزام وبالمسؤولية. بهذا الفقدان والرزء الكبير، تكون بلادنا قد فقدت هرما من أهرامات الإعلام الوطني “.
إلى ذلكــ ، أشار أحمد شوقي بنيوب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، أن خليل الهاشمي الإدريسي كان صحافيا مهنيا من الطراز الرفيع، وأنه التقاه في بداية تسعينيات القرن المنصرم، في خضم التحولات الكبرى التي ميزت تلك الفترة حول قضايا كبرى مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وكان له قلم متميز وعقل متقد وأفق مهني متوهج، مضيفا أن الفقيد كان إنسانا لطيفا بكل المعاني، وسباقا لدعم كل ما يمكن أن يخدم قضية الإعلام والصحافة”.
من جهته، ذكر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية،ووزير الاتصال الأسبق أن الصحافيين والصحافيات ومختلف المغاربة يودعون اليوم أخا عزيزا وصديقا كبيرا ووطنيا غيورا، وقامة من القامات الإعلامية الأساسية في المغرب، كما أبرز بنعبد الله، أن الراحل خليل الهاشمي الادريسي ومنذ السنوات الأولى من شبابه، كان متميزا في مجال الإعلام، حيث بصم وفتح الآفاق وساهم بكتاباته في تقديم تحاليل من الطراز الرفيع، وبرع في فتح عدد من الأوراش لتحديث قطاع الإعلام التي كان المغرب في أمس الحاجة إليها. كما تقلد العديد من المناصب الهامة، كان آخرها توليه إدارة وكالة المغرب العربي للأنباء.
وذكر بنعبد الله أن الفقيد رجل يستحق كل هذا الثناء لخصاله المهنية وأخلاقه الرفيعة ولعمقه الثقافي والفني القوي، حيث كان كاتبا وشاعرا ” .
في حين، عبر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الأسبق، أن وفاة خليل الهاشمي الادريسي تعتبر خسارة كبيرة، فقد كان مثالا للوطني الفاعل والعامل من أجل رفعة وطنه وخدمة قضايا بلده. وكان مجندا على الدوام من أجل الترافع عن قضايا البلاد. طيلة حوالي عشرين سنة عاشره من خلالها،وتعامل معه فيها، ليكشف، أنه وجد في الفقيد الهاشمي شخصية استثنائية.
كما أفاد نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ، أن الراحل خليل الهاشمي الإدريسي ، يعتبر قامة إعلامية شامخة،وأحد مؤسسي الصحافة المغربية الحديثة. فإلى جانب المناصب الهامة التي شغلها في المجال الإعلامي، كان الراحل صديقا حميما له، شاعرا مرهف الحس وكاتب افتتاحيات بارعا ومن الطراز الرفيع بلغة فرنسية راقية.
وأشاد مفتاح بكاريزمية الراحل خليل الهاشمي، مشددا على أنه كان معروفا بقوة شخصيته مما مكنه من إطلاق مشاريع كبرى، ومن ضمنها المشاريع المتعددة التي أطلقها في وكالة المغرب العربي للأنباء ، بعدما كانت تقتصر على منتوج واحد، لتصبح اليوم مؤسسة ذات إنتاج مكتوب وسمعي بصري متنوع.
وكشف مفتاح أن الفقيد خليل الهاشمي الادريسي ظل حتى آخر أيام حياته يفكر في مهنته، وظل وطنيا بارزا يدافع عن الوحدة الترابية للبلاد ويصطف في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى.
وقال يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، أن علاقته بالراحل الهاشمي بدأت عندما كان يشتغل في جريدة (ماروك إيبدو) وعند تأسيسه يومية (أوجوردوي لوماروك)، ثم لما أصبح مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وأفاد مجاهد ، أن الفقيد الهاشمي عندما كان في الفدرالية المغربية لناشري الصحف، اشتغلا جميعا على عدد من الملفات من أهمها الإصلاحات الضرورية في قانون الصحافة والنشر.
وخلص، مجاهد أن الفقيد الهاشمي كان صحافيا متميزا فضلا عن ثقافته الواسعة. وأن رحيله يعد خسارة للصحافة المغربية.
كما أبرز الصديق معنينو الكاتب والصحافي،أنه بوفاة صديقه العزيز خليل الهاشمي الإدريسي، تكون أسرة الإعلام قد فقدت أحد أعمدتها وروادها، وفقدت وكالة المغرب العربي للأنباء مديرا عاما طور إنتاجها ودفعها لتكون في مقدمة وكالات الأنباء العالمية.
وأوضح معنينو ، أن الراحل الهاشمي كان مثقفا وشاعرا ومنظرا في ميادين الإبداع، ومشهود له بقوة الإنصات والحوار والتطوير في مجال الإعلام، إلى جانب خصاله الإنسانية النبيلة، حيث كان رجلا متواضعا وطيبا.
وذكر محمد عبد الرحمن برادة، الإعلامي والمدير العام السابق لشركة “سابريس” أن خليل الهاشمي الإدريسي، فقيد الصحافة الوطنية، لم يكن فقط صحافيا وكاتبا وناشرا وأديبا، بل كان إنسانا تميز بنشاطاته في المؤسسات الاجتماعية والخدمات التي كان يقدمها، من دون الحديث عنها . لقد كان الراحل وطنيا غيورا، وأحد رواد الصحافة والإبداع في المغرب”.
كما أعرب عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال ، أن خليل الهاشمي الادريسي يعد من الوجوه الإعلامية الوطنية، حيث تمكن على مدى عقود من التأسيس لنموذج إعلامي وتدبيري خاص به برز طيلة فترة إدارته لوكالة المغرب العربي للأنباء باعتبارها مؤسسة وطنية إعلامية استراتيجية ورائدة. حينما نذكر السيد الهاشمي الادريسي نستحضر سلوكه المهني المتميز وسعة صدره وكرمه ووقوفه الدائم إلى جانب المهنيين وشركائه الإعلاميين والأكاديميين “.
من جهته، لم يخف مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أنه فقد اليوم صديقا يعرفه منذ فترة طويلة، موضحا أنه لطالما كان معجبا بطريقة تفكيره، وثقافته الواسعة وبساطته، لدرجة أن قطبي كلما أراد كتابة نص، كان الراحل الهاشمي يخصص الوقت الكافي ليصححه، وأكد قطبي أن الهاشمي يعكس عظمة الرجال بالمغرب، وأن رحيله هو خسارة للصحافة ببلادنا”.
كما ذكر الكاتب والصحافي، طالع سعود الأطلسي ، أن صداقة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، جمعته بالفقيد الهاشمي،ضمن علاقات على مستوى العمل الصحفي ومحاولة تطوير الصحافة المغربية.
وأكد الأطلسي ، أن وفاة خليل الهاشمي الادريسي،تمثل خسارة كبيرة له وللوطن ولمهنة الصحافة وقضاياها ومستقبلها، لكون الفقيد كان فاعلا مميزا منذ عرفه في باريس في سياق انفتاح المجال الإعلامي السمعي البصري في فرنسا، حيث استمد من تلك التجربة خبرة كبيرة وعاد للاشتغال بها في المغرب، حيث لم يكن يعتبر الصحافة مهنة فقط، بل كانت بالنسبة له بمثابة رسالة وقناعة ذات بعد ثقافي وسياسي واستراتيجي في سياق محاولته المساهمة في الجهود الوطنية الرامية إلى الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والرقي بالديمقراطية والتطور الاجتماعي”.