الخلفاوي تكشفُ عن دلالات إختيار الآية الكريمة” أدخلوها بسلام آمنين” كشعار لندوة سماع مراكش

هاسبريس :

من المنتظر، أن يرتكز برنامج الدورة الثانية عشرة لسماع مراكـش، للقاءات والموسيقى الصوفية، والمنظمة من طرف جمعية منية مراكش، ما بين 19 إلى 22 أكتوبر الجاري على مدن المغرب ومدينة مراكش العتيقة على وجه الخصوص.


وتستشرفُ الدورة المعنية في شقها الموضوعاتي، الفكري والتواصلي، مظاهر التطور والنمو اللذان عرفتهما المدينة العتيقة في العقود الأخيرة، ومدى تأثيرهما إلى حد كبير في التحولات المادية على ملامحها الحضرية، ونسيجها العمراني، المتراكم عبر القرون، والمتلائم من خلال الفترات التاريخية السابقة، لمدة تناهز الألف عام.
كما تلامس الدورة، وقع ارتفاع وثيرة الأنشطة الحديثة، والحياة اليومية، على هذه الحاضرة العريقة، فضلا عن تداعيات زلزال 8 شتنبر المنصرم، وأثره الواضح على نسيجها المعماري وعلى تراث المباني، والمواقع الأثرية بها، وبمحيطها في جبال الأطلس المطلة عليها.

في ذات السياق، تؤكد الأستاذة فاتحة الخلفاوي، نائبة رئيس جمعية منية مراكش، لــ “هاسبريس” أنه أمام كارثة زلزال الحوز الطبيعية ، ليل الثامن من شتنبر المنصرم، كان من المهم والضروري أمام الجمعية إعادة تركيز التحليلات والمناقشات والمقترحات من أجل الحفاظ على معالم المدينة التاريخية، كعاصمة من عواصم الغرب الإسلامي، وكقاطرة للسياحة وتنوعات الثقافة بالمغرب، مدرجة في قائمة التراث العالمي منذ عام 1985، وكذا صون المباني الجبلية الواقعة بمحيطها، من مزارات وقباب وقناطر، وزوايا ودواوير ومداشر، والسعي من أجل وصونها، والتي شكلت عبر الأزمنة والعصور، إمتدادات ديمغرافية وجغرافية وتاريخية لمراكش، وخزانا ثقافيا وإثنوغرافيا وبيئيا وحيويا بالنسبة لذات المدينة.


وحول شعار الدورة المستوحى من الآية الكريمة ” أدخلوها بسلام آمنين”الآية 46 من سورة الحجر، تبرز الخلفاوي، أن أعضاء مكتب الجمعية، وأطرها، إختاروا هذا الشعار، من القرآن الكريم، للتدليل على روحية الحدث، وللتأكيد على نجاة تاريخ ووجود المدينة من الدمار الشامل بعد وقوع زلزال الحوز، وعن مدى قدرة المغرب تحت لتوجيهات السامية لعاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس، على تجاوز ظروف ومخلفات الزلزال المذكور، كمدينة صامدة لا تعوق الخطوب والكوارث مسيرتها في الحفاظ على صيرورته ووهجها الحضاري، وفي إستمرار جهود الإغاثة والترميم وحصر نتائج الزلزال، والتمكن من إحتضان التظاهرة العالمية، على غرار الاجتماعات السنوية لعام 2023، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، والذي إنعقد في مراكش مابين 9 و15 أكتوبر الجاري، تحت إشراف مسؤولي وخبراء وأطر المملكة المغربية.

كما كشفت الأستاذة الخلفاوي، عضو اللجنة لتنظيمية، للدورة 12 لسماع مراكش، أنه خلال اليوم الأول للموسمية، الجمعة المقبلة 20 أكتوبر، بخزانة ابن يوسف، ساحة ابن يوسف حي الطالعة، بمراكش المدينة، وضمن فعاليات ندوة “حاضر ومستقبل المدن العتيقة بالمغرب” سيقوم الخبراء والأكاديميون والأطر المتخصصين في قضايا العمران والتاريخ وترميم المواقع الآثرية، من المشاركات والمشاركين، ومن ضيوف الموسمية المعنية، بطرح المحاور الأساسية المتعلقة بخصوصيات المدن العريقة، وسبل ترميم معالمها وتطويرها، و تحليلات ووجهات النظر من خلال تجاربهم التي عاشوها في المدينة العتيقة.
في حين سيعرف اليوم الثاني من الندوة، عروضا لمشاريع وإنجازات المهندسين المعماريين والمخططين الحضرين المتعلقة بالحفاظ على المدن المغربية وصونها ومناقشة السياسة العامة للحفاظ على التراث التاريخي وخطط صونها وتطبيق مواثيقها.

كما يتناول اليوم الثالث، طرق ومناهج الممارسات الفضلى على مستوى التناول المعماري، الترميم والصيانة في المدينة العتيقة وفي مختلف الأقاليم الخمسة المنكوبة على السواء.

هذا، ولم تستبعد الخلفاوي، في أن يكون للندوة مخرجات، وتوصيات، وفي أن تعرف نقاشات مثمرة، نظرا لصيت المشاركين والمشاركين الأكاديمي، ومكانتهم الإعتبارية في المجال من جهة، ومدى ماسيكون لها من تجاوب وتفاعل مع صناع القرار من المسؤولين عن تنظيم وتنفيذ منهجيات الحفاظ على النسيج الحضري القديم وترميمه مع تحديد خصائص التطور الحالي، سواء كان قانونيا أو مجاليا أو بيئيا، للموقع التراثي المجدد حسب الموصفات الجاري بها العمل في الترميم عالميا ووطنيا .


ومعلوم، أن جمعية منية مراكش ، سبق وأن نظمت في أكتوبر 2022 ضمن الموسمية الفارطة لسماع مراكش،ندوة دولية بعنوان “حاضر ومستقبل المدن العتيقة، معرفة وذاكرة التراث المعماري والعمراني في المغرب الكبير والشرق العربي” سعت إلى الجمع بين الخبراء والجهات الفاعلة وصناع القرار المشاركين في حماية المدن وصونها، حيث مكنت هذه الندوة الدولية من فهم الوضع الحالي للمدن التاريخية في المغرب الكبير والشرق العربي بشكل أفضل، وتقييم سياسات الحماية الخاصة بها، سواء كانت وظيفية أو معمارية أو اجتماعية أو بنائية.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.