في عالم يزداد وعيًا بأهمية الرؤية الواضحة، تبرز المياه البيضاء، أو ماي طلق عليه المغاربة” الجلالة” كواحدة من أبرز العقبات التي تحول دون تحقيق هذه الرؤية.
فالمياه البيضاء، أو الكاتاراكت، ليست مجرد مرض يصيب كبار السن فحسب، بل هي ظاهرة تُلقي بظلالها على مختلف الأعمار، مُحدثة تغييرات جذرية في نمط الحياة والقدرة على الإبصار.
ما هي أسباب المياه البيضاء؟ ما هي أعراض المياه البيضاء؟ هل يمكن علاج المياه البيضاء بدون جراحة؟ كيف يمكن الوقاية من المياه البيضاء؟ المياه البيضاء في العين هل هي خطيرة؟ متى يجب إجراء عملية إزالة المياه البيضاء؟ كم فترة الراحة بعد عملية المياه البيضاء؟ كم تستغرق عملية سحب المياه البيضاء من العين؟ هل عملية سحب المياه البيضاء من العين مؤلمة؟ هل يرجع النظر بعد عملية المياه البيضاء؟ هل يُفضَّل استخدام عدسات معينة بعد العملية؟كيف أعرف أن عملية المياه البيضاء نجحت؟ هل يتم التخدير في عملية المياه البيضاء؟ هل يمكن تأجيل عملية المياه البيضاء؟ كيف يكون النوم بعد عملية المياه البيضاء؟ متى يستطيع المريض السجود بعد إزالة المياه البيضاء؟ هل البكاء يؤثر على عملية المياه البيضاء؟
كلها أسئلة تطرح بشدة حول الكاتاراكت،التي تنتج عن أسباب متعددة من ضمنها التقدم في العمر، حيث تُعد التغيرات المصاحبة للتقدم في العمر من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالمياه البيضاء.كما تؤدي بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية الفينوثيازين إلى الإصابة بالجلالة “المياه البيضاء”، بالإضافة التعرض غير المحمي للأشعة فوق البنفسجية ، والتي تزيد من خطر الإصابة،فضلا عن نقص التغذية، حيث كشفت الدراسات عن وجود صلة بين الإصابة بالمياه البيضاء وبين النقص في مستويات مضادات الأكسدة في الجسم.
ونتيجة لعوامل جينية ووراثية تظهر المياه البيضاء لدى الأطفال منذ الولادة بسبب ،كمايُعد مرض السكري من عوامل الخطر المسببة للمياه البيضاء، فضلا عن الإستخدام بشكل مزمن لبعض الأدوية على غرار أدوية الستيرويدية، والإدمان على التدخين والسمنة، وكلها عوامل خطيرة تزيد من احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء، وارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه. هذا، وتختلف الأسباب الرئيسية للمياه البيضاء من شخص لآخر بناءً على عوامل متعددة.
كما تتطور أعراض المياه البيضاء تدريجيًا، من الرؤية الغائمة للأشياء، حيث يشعر المريض كأنه ينظر من خلال زجاج سميك أو غير نظيف. وضعف الرؤية في الإضاءة الخافتة،مما يجعل الأنشطة مثل القراءة أو القيادة ليلًا أكثر صعوبة، فتبدو رؤية الألوان باهتة، وغير واضحة أو مصفرة، مع رؤية هالات حول الأضواء، خاصة عند النظر إلى مصادر الضوء مثل اللمبات أو أضواء السيارات. الحساسية للضوء، حيث يجد المريض الضوء الطبيعي أو الصناعي شديد السطوع.
ويعاني مرضى الجلالة من ازدواجية الرؤيةفتبدو الصورة لديهم مزدوجة للأشياء، وتغير لون عدسة العين إلى اللون الأصفر أو البني.
وتؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على جودة الحياة وقدرة الشخص على أداء مهامه اليومية، حيث يُنصحُ عند ملاحظة هذه الأعراض،إستشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
ومع ذلك، هناك بعض الطرق البديلة التي يمكن أن تساعد في تحسين الرؤية أو تأخير تطور المياه البيضاء، على غرار المكملات الغذائية، مثل الجلوتاثيون وإن-أسيتيل سيستين (NAC) التي تساعد في تحسين الرؤية، كما تعتبر بعض الأعشاب والوصفات الطبيعية، مثل عشبة الأويسة والقمح التي يُعتقد أنها تحتوي على مضادات أكسدة قد تساعد في تحسين صحة العيون، ثم الشاي الأخضر لما يحتويه من مضادات أكسدة قد تساعد في حماية عدسة العين.ومع ذلك، فإن فعالية الجراحة، تظل هي الحل الأمثل لــ “جلالة” .
وللوقاية من المياه البيضاء، يُنصح باتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات. وبتناول مكملات فيتامين سي، تحت إشراف الطبيب، والأطعمة الغنية بفيتامين أ والبيتا كاروتين، مثل الجزر والطماطم وفلفل الألوان والبطاطا الحلوة. التوقف عن شرب الكحوليات، والإقلاع عن التدخين، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس،مع ضرورة ارتداء نظارة شمسية قبل الخروج من المنزل، وتجنب زيادة الوزن، عن طريق حساب السعرات الحرارية اليومية والمواظبة على ممارسة الرياضية، وإدارة المشكلات الصحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وفحص العين بصفة دورية، للكشف المبكر عن المياه البيضاء والسيطرة عليها، وكلها إجراءات يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بــ “الجلالة”أو المياه البيضاء والحفاظ على صحة العيون.