المُنية تقرر تأجيل موسمية سَمَاع مراكش،تحت ترقب ولهفة المتابعين وعشاق التراث بالمغرب والعالم

مـحـمـد الـقـنــور :

على بضعة أيام من موعد اللقاءات، قرر مكتب جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، مضطرا، تأجيل فعاليات سماع مراكش.
وحسب بلاغ توصلت به “هاسبريس” فقد جاء قرار التأجيل من مكتب الجمعية المعنية، على إثر اجتماعه أمس الجمعة 18 أكتوبر الجاري، في انتظار أن تتوفر الشروط لإقامة موسمية سماع مراكش التي صُممت لتكون جديرة بسنة 2024 كسنة إحتفال بمراكش عاصمة ثقافية للعالم الإسلامي.

وكشف ذات البلاغ، أن قرار مكتب جمعية منية مراكش بالتأجيل، صدر بعد الاطلاع على سير الأعمال والوقوف على مستوى كافة تحضيرات فقرات سماع مراكش والتي تنظم بشراكة مع قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل.بما فيها الاتصالات اللازمة بالشخصيات الأكاديمية من علماء وخبراء مغاربة ودوليين، وبالمشاركين والمشاركات في ندوات سماع مراكش العلمية بشقيها العمراني والمعماري من جهة والروحي التاريخي من جهة أخرى، وبعد حصر برمجة مجالس سماع السماع ليلة بليلة طيلة مدة الموسمية من 30 أكتوبر الحالي إلى 3 نونبر المقبل.

هذا، ومعلوم أن لقاءات سماع مراكش التي ينتظرها الجمهور المراكشي والمتابعين لها من مختلف أقاليم وجهات المملكة، كانت تتضمن خلال هذه السنة ثلاث ندوات علمية ، تتعلق الأولى بحاضر المدن العتيقة ومستقبلها: المعمار والعمران مرآة الروح ، حيث تستلهم مادتها من قول الإمام أبي حامد الغزالي “فاعلم أنه قيل في المثل المشهور: إن النفْسَ كالمدينة”، مما يجعل كنوز المدينة المعمارية والعمرانية مرآة لعالم الروح الباطني وصدى للميراث المعرفي للتصوف.

في حين كانت ستنصب الندوة الثانية حول الإمام الصوفي ابن العريف دفين مراكش، تحت شعار “مراكش مقامة لسعادة الروح” لتختتم هذه الندوات بتقديم أنشغالات وأعمال مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية التراث وتثمينه ببلدان العالم الإسلامي تحت إشراف منظمة الإيسيسكو.
هذا بالإضافة إلى إقامة خمسة مجالس لسماع السماع وحفل الصبوحي العريق والذي ينظم بالصباح الباكر تزامنا مع إشراقات ضياء الصباح بقبة المنارة التاريخية، حيث تتوحد مياه صهريجها مع نوبات ومقامات الطرب بفضائها وأرجائها.

وأفاد ذات البلاغ المتعلق بتأجيل لقاءات سماع مراكش، والتي تأتي خلال هذه السنة 2024 في سياق الإحتفاء بمراكش كعاصمة الثقافة بالعالم الإسلامي ،أن اللجنة المنظمة لهذه اللقاءات، حرصت على أن تتوصل بالتراخيص اللازمة وبأن تقام هذه فقرات وفعاليات هذه اللقاءات بأكثر المواقع في المدينة الحمراء ذات الدلالات التاريخية، والبصمات المعمارية، والأبعاد الحضارية من خلال بث أجواء ثقافية ورسائل فنية وروحية ملموسة على غرار مدرسة ابن يوسف وخزانة ابن يوسف وقصر الباهية وقبة المنارة ، ولما في ذلكـ من انتصار لتراث المدينة التاريخي وعلى إعتبار تثمينه وإعادة اكتشافه من طرف ساكنة مراكش بمختلف أطيافهم الثقافية والاجتماعية، ولفائدة زوار المدينة من المغاربة والسياح الأجانب.

وتجدر الإشارة، أن لقاءات سماع مراكش ظلت تشكل أحد أبرز أجندات الثقافة والفن والتواصل بمراكش خصوصا وبالمغرب عموما، لما تعرفه من فقرات فنية تراثية، ومجالس سماعية، وتعريف بالدراسات والبحوث التراثية الحديثة، ومداخلات علمية رصينة توثيقية وإبداعية حول التصوف وفنون السماع والعمران المغربي، يقدم من خلالها الأكاديميون والخبراء والمهندسين والباحثين من المشاركين والمشاركات المغاربة والأجانب أسرار التراث الوطني، والقيم الحضارة المغربية الأصيلة، كما تعرض ضمن فقراتها آصالة فنون أدب السماع وخصوصيته الإبداعية المتفردة، وذلك على امتداد قرون من التراكم القيمي والرقي الفني في رحاب الثقافة المغربية وروافدها الغنية، مما يزكي فرادة الرسالة المغربية الحضارية، الفنية والإبداعية.

في سياق مماثل، دعت العديد من الأوساط الثقافية المغربية، والمراكز العلمية، والدوائر الأكاديمية والجمعيات المشتغلة على التراق المادي واللامادي المغربي إلى ضرورة استثمار لقاءات سماع مراكش كمنجز تواصلي وثقافي يروم إرساء أسس بنية علمية وفنية بأبعاد تنموية قائمة على مرتكزات صناعة ثقافية مندمجة، ذات حمولات قيمية تاريخية، وجغرافية، وتوجيهية أخلاقية، وروحية تعبيرية، وفنية وجمالية، تختزلها ما يقدم خلال الشق الأكاديمي للقاءات سماع مراكش من محاضرات وما يعرض بها من وثائق وشهادات وما تعرفه من مُجالسات حوارية ونقاشات وتحليلات موضوعية لواقع العمران التراثي بمراكش سواء في السهل أو في الجبل، وبأمانة علمية، استنادا على الأنساق البحثية المتعلقة بالقيم الثقافية الإنسانية والأنماط الجمالية للمعمار، ومن استناد على لغة الأرقام ورهاناتها الاستقرائية.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.