انعقد اليوم الإثنين 28 أكتوبر الجاري في برشلونة بإسبانيا المنتدى الإقليمي التاسع للاتحاد من أجل المتوسط لمناقشة الوضع المقلق في الشرق الأوسط، بجانب متابعة عملية إصلاح المنظمة، وذلك بمشاركة ممثلون عن 43 دولة عضو في الاتحاد من أجل المتوسط في المنتدى الإقليمي المذكور، تم إستقبالهم من طرف سالفادور إيا، رئيس الحكومة الكتلانية في أسبانيا، حيث ناقش المؤتمرون تطورات هذه الأولويات في ظل المشهد الإقليمي المتغير وأقروا بالدور الحاسم للاتحاد من أجل المتوسط، وقوته على الجمع بين الأطراف، ودعمه المستمر وأهميته للمستقبل الأورومتوسطي.
كما تَرَأَّسَ المنتدى كلاً من جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية. استضاف الحدثَ خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في أسبانيا، بحضور ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط.
كما حضر أشغال المنتدى وليد الخريجي نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ممثلًا اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، وناديا كالفينيو، رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي. تم إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط عام 2008 استمراراً لعملية برشلونة، المنبثقة من الأمل الذي حملته اتفاقيات أوسلو. والهدف الأساسي للاتحاد من أجل المتوسط هو تعزيز الحوار والتعاون الإقليميين بهدف خلق منطقة أورومتوسطية تنعم بالسلم والاستقرار والازدهار.
ولم يخف الاتحاد المذكور، قلقه البالغ إزاء الكارثة الإنسانية المروعة في المنطقة، حيث أبدى إلتزامه بلعب دور نشط في غزة بمجرد أن يكون التعافي المبكر ممكنًا، إذ بدأ الاتحاد العمل فعليًا على برامج في هذا الصدد، بما في ذلك مساندة مبادرة اتحاد الجامعات الأورومتوسطية (UNIMED) وجامعة النجاح الوطنية، لتوفير الدعم التقني لتعليم طلاب التعليم العالي، لتمكين حوالي 50,000 طالب فلسطيني من إكمال دراستهم عبر الإنترنت. كما يبحث الاتحاد مبادرات أخرى في مجالات مثل التوظيف، وترابط المياه والغذاء والطاقة والأنظمة البيئية، والتنمية الحضرية.
من جهته، صَرَّحّ ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، خلال كلمته الافتتاحية: “خلال أربعة عقود من الخدمة، كنت شاهداً على أزمات وصراعات لا حصر لها، ولكن لم أواجه قط مأساة عميقة مثل تلك التي تهدد منطقة المتوسط حالياً. إن الخسائر الإنسانية مذهلة، حيث فقدنا الأرواح وتمزقت الأسر. لم نشعر قط بالحاجة الملحة إلى اتخاذ خطوات جادة أكثر من أي وقت مضى”، وأضاف: “لا توجد طرق مختصرة للسلام؛ إنها رحلة تتطلب الحوار والإرادة السياسية والحلول العادلة. في هذه الأوقات العصيبة سعى الاتحاد من أجل المتوسط إلى تحقيق مهمته، مع اليقين أن تعزيز التعاون الإقليمي جوهري لفت بصيصًا من الأمل”.
هذا، واستنادًا إلى إرث عملية برشلونة، وأهدافها المتمثلة في السلام المشترك والاستقرار والازدهار في المنطقة الأورومتوسطية، يعد الاتحاد من أجل المتوسط إطارًا مؤسسيًا متعدد الأطراف رائدًا للحوار والتعاون، مع مشاريع ومبادرات تعزز دور النساء والشباب، وتخلق فرص عمل، وتسهّل التجارة والتنمية الحضرية، وتشارك في العمل المناخي وحماية البيئة.
وكانت عملية إصلاح الاتحاد من أجل المتوسط، التي انطلقت عام 2023 بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتأسيسه، قد ركزت على تعزيز مسؤوليات المنظمة وقدراتها ومواردها. تضمنت حزمة الإصلاح الأولى تدابير أولية مثل تبسيط منصات الحوار الإقليمي وتقوية التواصل مع الدول الأعضاء، بينما إنصبت المرحلة الثانية، التي انطلقت هذا العام، حول التفكير في أولويات ورؤية الاتحاد من أجل المتوسط المستقبلية.