مـحـمـد الـقـنــور :
تحت عنوان :“واقع الإعلام المغربي .. رؤية استشرافية”، تنظم جمعية الأكاديمية الدولية للتكوين والمواكبةـ والتي يرأسها الزميل الأستاذ محمد خِـبري، ندوة وطنية احتفاء بالإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس” ، وذلك يوم السبت 22 فبراير الجاري في الساعة الرابعة عصرا، بالمكتبة الوسائطية في سيدي يوسف بن علي بمراكش، كما ستعرف الندوة التي سيؤطرها كل من الزميل الأستاذ عبد الله البقالي، والأستاذ علال مهنين، حفلَ توقيع لمجموعة من مؤلفات الزميل كوكاس، مصحوبة بتكريم ثلة من الإعلاميين المراكشيين.
وإرتباطا بذات الندوة فإن الإعلام في المغرب يحظى بموقع دستوري مهم، تطورت مكانته على مر التاريخ، علاقة بمختلف المراجعات الدستورية التي عاشتها المملكة، حيث أفردت الدساتير المغربية مواد وفصولا للإعلام منذ النشأة الدستورية الأولى، أي منذ مشروع دستور 1908 إلى الدستور الجديد لسنة 2011، مما أعطى مكانة جد هامة للإعلام بجميع مكوناته من المرئي والمسموع إلى المكتوب وكذلك وسائل الإعلام الحديثة المرتبطة بالتطور التكنولوجي في القرن الواحد والعشرين، الذي أضحت فيه مجالات النشر وانتشار المعلومات والأخبار جد واسعة، في الوقت الذي ازداد فيه التأثير الإعلامي القوي على الشعوب والمجتمعات، ليصل الإعلام إلى ذروته من خلال التعددية التي تسائل الآن نفسها بحثا عن الاستقلالية والدعم المادي والمعنوي، وبالنظر إلى المستوى الثقافي والتعليمي لجميع الفئات المتلقية والمستهلكة لهذا الإعلام .
وحسب ورقة تقديمية لجمعية الأكاديمية الدولية للتكوين والمواكبة، حول الندوة، فإن الواقع الإعلامي المغربي يعكس تطورًا مستمرًا وتنوعًا في مجالات الإعلام، من الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون إلى الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. إلا أنه يجابه في الآونة الأخيرة تحديات كبرى، بعد إنهاء الدولة لاحتكار القطاع بإحداث الهيئة العليا للسمعي البصري سنة 2002، ووضع مجموعة من القواعد العامة والضوابط الأساسية الساعية إلى هيكلة وتقنين قطاع الاتصال السمعي البصري، وذلك كله بعد أعوام من الركود والجمود، حيث باتت الساحة تعج بالقنوات الفضائية والإذاعات الخاصة، ناهيك عن الجرائد الإلكترونية التي تتفاقم وتتكاثر يوما بعد يوم كالقراد.
كما يقف المغرب اليوم أمام دكاكين إعلامية، مما استدعى تدخل الدولة مرة أخرى بإحداث قانون جديد رقم 88.13 للصحافة والنشر، والذي نشرته الحكومة المغربية في الجريدة الرسمية بتاريخ 15 غشت 2016، غير أن هذه المجهودات كلها لم تؤتي بعد ثمارها، وغير كافية لتقنين هذا المجال وضبطه، حيث غدت الساحة الإعلامية مرتعا لكل الأقلام، وبيتا لكل ضال، ومهنة من لا مهنة له، وانتجت إعلاما يشتغل خارج أخلاقيات المهنة، حيث جعل هذا الأخير المواطن المغربي مادة دسمة يتناولها يمنة ويسرة، ينشر الأخبار الزائفة كالنار في الهشيم، ويساهم في نقل مجموعة من الوقائع الكاذبة وأخرى خارجة عن سياقها، لإحداث الفتن وتشويه سمعة الناس، بطبيعة الحال لا يمكننا أن نضع الجميع في سلة واحدة، ولا يمكن أن نتحدث عن إعلام فاسد دون أن نشير إلى أن الساحة أيضا تزخر بأقلام حرة، تحترم المواطن المغربي، وتشتغل في ظل أخلاقيات المهنة، غير أن الإعلام المغربي ما يزال بحاجة ماسة إلى استراتيجية إعلامية واضحة المعالم، ولعب دوره الأساسي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعلى الدولة أيضا أن تضع مشروعا إصلاحيا دقيقا يضمن إقلاعا حقيقيا لهذا الحقل.
وأبرزت ذات الورقة، أن الواقع الإعلامي في المغرب يتميز بـــ
-
تنوع وسائل الإعلام:
-
الصحافة المكتوبة: شهدت الصحافة المكتوبة في المغرب تراجعًا في السنوات الأخيرة بسبب تزايد الاعتماد على الإنترنت، لكنها لا تزال تلعب دورًا مهمًا، خاصة الصحف الكبرى.
-
الإذاعة والتلفزيون: تحتفظ القنوات الوطنية المغربية مثل القناة الأولى وقناة 2M بوجود قوي في المشهد الإعلامي، بينما ظهرت قنوات خاصة مثل المغربية وميدي 1 تيفي.
-
الإعلام الرقمي: أصبح الإنترنت يشكل الجزء الأكبر من الاستهلاك الإعلامي في المغرب، مع مواقع إخبارية عديدة و\ات مصداقية حيث تُعتبر من بين الأبرز في تقديم الأخبار بسرعة وبأسلوب نقدي.
-
الحرية الإعلامية:
ورغم أن المغرب يُعتبر من بين الدول التي تشهد تطورًا في مجال حرية الصحافة، إلا أن هناك تحديات كبيرة فيما يتعلق بحرية التعبير. فرغم وجود قوانين تضمن حرية الصحافة، لكن الصحفيين في بعض الأحيان يتعرضون للتهديدات أو الاعتقالات بسبب تقاريرهم، خاصة حينما يتعلق الأمر ببعض المواضيع الحساسة سياسة كانت أو اجتماعية أو دينية، وقد تُواجه رقابة من جهات معينة.
-
الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي:
أدت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و إنستغرام إلى تغيرات كبيرة في طريقة استهلاك الأخبار. العديد من الصحفيين والمدونين ينقلون الأخبار مباشرة إلى الجمهور عبر هذه المنصات، مما سمح بالوصول السريع للمعلومات وبمشاركة الآراء الشخصية بشكل أكبر. كما برز الإعلام الرقمي عبر المدونات والمواقع الإلكترونية التي تُغطي مواضيع محلية وعالمية بنهج نقدي وبأسلوب أكثر حرية مقارنة بالصحافة التقليدية.
-
تحديات الإعلام المغربي:
-
التمويل والموارد: تواجه وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون صعوبة في إيجاد مصادر تمويل مستقلة وموارد كافية للحفاظ على صحافة عالية الجودة.
-
الرقابة والمضايقات القانونية: تواجه بعض وسائل الإعلام مشاكل قانونية ورقابية قد تؤثر على حرية الصحافة، سواء من خلال القوانين التي تُقيد حرية التعبير أو من خلال ممارسة الضغوطات الاجتماعية.
-
ويبقى أهل مكة أدرى بشعابها، فهم العالمون والعارفون بتحديات القطاع.
-
التوجهات المستقبلية:
-
الإعلام الرقمي: يتزايد الاعتماد على الصحافة الإلكترونية، ومن المتوقع أن يستمر في التوسع بشكل ملحوظ في السنوات القادمة.
-
الصحافة الاستقصائية: تشهد الصحافة الاستقصائية المغربية تطورًا، إذ بدأت بعض المنصات الرقمية في تبني أسلوب التحقيقات الصحفية المعمقة التي تكشف قضايا الفساد والمشاكل الاجتماعية.
-
التفاعل مع الجمهور: يُتوقع أن تزداد الوسائل الإعلامية في تفاعلها مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما سيزيد من دور الجمهور في تشكيل المحتوى الإعلامي.
-
الإعلام الخاص والعام: