ثنائيات مغربية غنائية ومسرحية، تألقت ثم غابت

مـحـمـد الـقـنــور : 

ظلت الثنائيات الغنائية والمسرحية في سمة فنية وإبداعية في الثقافة المغربية المعاصرة، حيث كانت جزءًا مهمًا من المشهد الفني الغنائي والدرامي المسرحي كذلكــ .

هذا، وبرزت فرق غنائية ثنائية في مجالات الغناء الشعبي، وفي الفكاهة على غرار “باز و بزيز”، ومحماد بلقاس وعبد الجبار لوزير” و “الشفاج ومهِيَول” وفي العيطة مثل “قرزز ومحراش” اللذان تخصصا في تراث العيطة الشعبية.

إلى ذلكـــ ، شكل كل من الفنانيين “قشبال وزروال”، ثنائيًا كوميديًا وغنائيًا مغربيًا شهيرًا، امتدت مسيرتهما الفنية لأكثر من ستين عامًا. بدأ الثنائي نشاطهما في الخمسينيات من القرن العشرين، حيث انطلقا من فن الحلقة قبل أن ينتقلا إلى تسجيل الأسطوانات التي لاقت انتشارًا واسعًا في المغرب.

تميزت أعمالهما الفكاهية بتناول مواضيع اجتماعية مثل النزاعات العائلية والهجرة القروية، مما جعلهما يحظيان بشعبية كبيرة لدى مختلف فئات المجتمع المغربي.

فقد كان قشبال، واسمه الحقيقي علي بشار ، بارعًا في العزف على آلة “لوطار”، في حين كان زروال، واسمه الحقيقي بشار محمد ، من خلال الضرب على البندير، حيث كانا يعرضان فنونهما في حلقة بمدينة سطات، وفي مختلف القرى و الأسواق الأسبوعية المتناثرة على مرأى البصر في مناطق مزاب وجماعات الشاوية.

فخلال بداية سنوات السبعينيات إلى أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم، كانت هذه الثنائيات تحظى بشعبية واسعة، حيث كانت تقدم عروضًا تجمع بين الموسيقى والتمثيل الكوميدي، مما جعلها جزءًا من التراث الفني المغربي، غير أنه مع مرور الزمن، بدأت هذه الفرق في التراجع بسبب تغير التوجهات الفنية ومحدودية الفضاءات التي كانت تحتضن هذا النوع من العروض.

غير أن معظم هذه الثنائيات في الساحة الفنية سواء في الغناء أو التمثيل أو الفكاهة، آلت إلى الاضمحلال والاختفاء لأسباب مختلفة تتعلق إما بوفاة أحد الشريكين، أو لأسباب مالية محضة، أو لاختلاف الآراء وتغير التوجهات، مما جعل هذه الثنائيات الفنية سواء في الغناء أو في التمثيل لم تعد تحظ بالانتشار الذي كان للرواد السابقين.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.