تجويد الخدمات التربوية للمكفوفين تحت مجهر النقاش بمراكش

مـحـمـد الـقـنــور : 

تحت شعار “من أجل خلق دينامية إيجابية بين فروع المنظمة ومديري المعاهد التعليمية والمراكز الاجتماعية التربوية خدمة للمكفوفين”، انطلقت صبيحة اليوم الأربعاء 5 فبراير الجاري بمراكش، أشغال   الملتقى الوطني لفروع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، وذلكــ بحضور مديري المعاهد التعليمية، ومدراء المراكز الاجتماعية التربوية التابعة لذات المنظمة، حيث تمت مناقشة سبل تجويد الخدمات التربوية المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر وتيسير إدماجهم في الحياة العامة.

في سياق متصل، ناقش المجتمعون من أعضاء من المنظمة، ورؤساء فروعها، ومسؤولون من التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وأطر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، صياغة برنامج موحد يرتقي بالعرض التعليمي المقدم للمكفوفين وضعاف البصر ممن يتابعون دراستهم من الابتدائي إلى الباكالوريا، ضمن نظام داخلي مجاني، داخل المعاهد الثلاثة عشر التعليمية التابعة للمنظمة المذكورة، والمنتشرة بأغلب جهات المملكة.

وخلال كلمته في إفتتاح أشغال الملتقى، أكد الأستاذ صلاح الدين السمار، الكاتب العام للمنظمة، أن “المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء الصلح، تعمل بشكل دائم، على إدماج المكفوفين وضعاف البصر من خلال النهوض بالتعليم والتأهيل والتكوين، وتعبئة كل الوسائل الكفيلة بالنهوض بأوضاع هذه الفئة التي يخصها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعنايته السامية” .

كما أبرز الأستاذ السمار، أن هذا الملتقى يروم إضفاء دينامية جديدة لتجويد الخدمات المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر على مختلف المستويات، سواء داخل المعاهد التعليمية أو بالمراكز الاجتماعية التربوية التابعة للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، ومناقشة مختلف السبل الرامية إلى إيجاد صيغة عمل موحدة بين جميع فروع المنظمة والمعاهد، وتوطيد الانسجام بين أطر وزارة التربية الوطنية وفروع المنظمة، في أفق الوصول لتدبير أمثل لهذه المعاهد ولمختلف المراكز، ووضع فئة المكفوفين وضعاف البصر في صلب التحولات التي تشهدها المنظومة التعليمية الوطنية.

إلى ذلكــ ، ثمن السمار علاقات الشراكة، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون تتضمن مبادرات تستهدفُ الإرتقاء بالخدمات التعليمية والاجتماعية المقدمة للناشئة من المكفوفين والمكفوفات، مع التركيز على تجاوز الحواجز التي تحول دون تحقيق تكافؤ الفرص مع غيرهم، وتيسير تمتيعهم بالحقوق والحريات وضمان حقهم في الإدماج.

في ذات السياق، أبرز الأستاذ مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، بأن هذا الملتقى يأتي تنزيلا لاتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، وتماشيا مع البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، قصد تمكين فئة المكفوفين وضعاف البصر من تتبع تعليمهم، والحصول على نتائج جيدة.

وأشار الأستاذ الكريمي، أن الشراكة بين الأكاديمية وفرع المنظمة بمراكش، الذي ترأسه الأستاذة لطيفة بلالي، تتجسد عبر معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، كمؤسسة دامجة لهذه الفئة، والتي تعمل بشكل متواصل على تجويد مناحيها التربوية، وخدماتها الاجتماعية، وتأطيرها النفسي لفائدة المكفوفين والمكفوفات وضعاف البصر، تكريسا للإنصاف والمساواة، وتفعيلا لمبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة لمختلف المتعلمين على شتى وضعياتهم.

كما أفاد الكريمي أن المنظومة التربوية على صعيد جهة مراكش آسفي، تتوفر على استراتيجية مندمجة لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، تستهدف تجويد وتحسين العرض المدرسي للتربية الدامجة الموجه لهذه الفئة، مشيرا أن الجهة تضم أزيد من 1552 مؤسسة دامجة، يتمدرس بها نحو 5400 تلميذة وتلميذ في وضعية إعاقة، بُناءً على اعتماد مقاربة تشاركية، تروم تدبير المرافق المختلفة التابعة لفروع المنظمة المعنية، وتوحيد الرؤى والمنهجية والمعرفة من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة.

وللإشارة، فإن هذا الملتقى، المنظم على مدى ثلاثة أيام، إلى غاية 7 فبراير الجاري، من المرتقب أن يناقش المجتمعون بأشغاله، العديد من المحاور المتعلقة بحصر “الآليات الممكنة لتحقيق أهداف المنتدى على مستوى الفروع والمرافق المختلفة المكلفة بتدبيرها مع باقي الشركاء”،وطرق إعداد المشاريع الخاصة بالبحث عن الموارد المالية وآليات إعداد التقارير الخاصة بها”، وكيفيات “التدبير المالي لفرع المنظمة، و”تطوير وتجويد البرامج التعليمية التربوية والاجتماعية في إطار التنسيق بين قطاع التربية الوطنية والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب” . 

كما سيتناولون ”كيفية الاستفادة من الموارد المختلفة المتاحة لتطوير المؤسسة” و حصيلات مسار التطور وآفاق العمل” و”دور التربية البدنية والرياضة في الحياة المدرسية للتلميذ الكفيف”.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.