ســعــاد تـقـيـف :
تشكل غابات إفران والسلاسل الجبلية للأطلس المتوسط التي تحتضنها بامتياز خزانا للمياه، وتمثل إمكانات طبيعية بثروة لا تقدر بثمن يستفيد منها سكان المنطقة. ولتحقيق ذلك، يتعين اعتماد اقتصاد جبلي يضمن تنظيما أفضل لتدفق الموارد، ويعطي دفعة للتضامن الإقليمي والترابي لتحقيق التنمية المستدامة لهذه الموارد والحفاظ عليها.
هذا، ويتميز إقليم إفران عموما ودائرة آزرو بشكل خاص بثروة غابوية غنية تمتد على مساحات شاسعة على الطريق نحو مدينة ميدلت وفي اتجاه مدينة إفران، إذ تحتضن العديد من المنتزهات الطبيعية التي تعد قبلة للزوار بمختلف ربوع العالم ونذكر منها منطقة بنصميم، عين خرزوزة، وأبرزها غابات رأس الماء التي تشتهر بجانب محطات أخرى على غرار “عين أغبال” و”عيون أمغاس الخمسة” بتربية وإنتاج سمك الترويت…
وتتوزع محطات تربية الأسماك التي يشرف عليها المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك على مساحتها 12 هكتاراً وهي: السلمونيات في رأس الماء التي تنتج سنوياً 1,5 مليون وحدة من صغار التروتة المحلية والتروتة القزحية المتأقلمة في المغرب، ومحطة الأسماك اللاحمة في أمغاس التي تنتج سنوياً 400 ألف وحدة من الفرخ الأسود و500 ألف وحدة من الزنجور، فضلاً عن أربعة أقسام موازية تروم جودة المياه وإحياء الماء والطحالب والمصايد..
ويشتمل هذا المركز الوطني لإحياء السمك الماء وتربية السمك الذي يديره المهندس محمد صديق على :
1 قسم علم الحيوان وعلم أمراض السمك ويختص بدراسة الجرد الديناميكي الجزئي والكلي للافقاريات في البيئات المائية القارية.ودراسة الإنتاجية الثانوية- التكميلية. ودراسة ورصد الأمراض الموجودة.
2 قسم الكيمياء الفيزيائية: ويهتم بدراسة نوعية وصنف مياه الصيد ودراسة التلوث في المسطحات المائية الداخلية ونوعية المياه الداخلية.
3 قسم علم الأسماك ويعمل على دراسة جرد المخزون، النظاميات وعلم الأحياء وعلم البيئة للمخزون السمكي ودراسة ديناميات المجتمعات البيئية. وتنمية تربية الأحياء المائية وتقييم مميزاتها.
4 قسم علم الطحالب: ويتكلف بجرد للمجتمعات الطحالب الكلي والجزئي في البيئات المائية ودراسة وسائل السيطرة ومكافحة إلإ ثراء الغذائي واستعادة الموائل المائية.
إلى ذلكــ ، تقع غابات رأس الماء التي على بعد 5 كلمات من مدينة إفران على الطريق الرابطة بين أزرو و إفران والتي تعد أحد مراكز الاصطياف الأكثر ارتيادا، ومجالا للراحة ولممارسة الصيد و القنص.. إذ تعد محطة تربية الأسماك برأس الماء المحدثة مند سنة 1957 أبرز وحدة باتت قبلة إنتاج أفضل الأسماك في إفريقيا حيث تميز المركز الوطني لأحياء الماء تربية الأسماك الذي احدث سنة 1981 بازرو بضم أربع محطات لتربية السمك كضرورة بيئية وايكولوجية فضلا عن ما يلعبه من دور اجتماعي اقتصادي، من خلال الجمع بين المحافظة على مخزون الثروة السمكية من أصل مغربي والسعي وراء تحسين استخدام البيئات المائية بإدخال أنواع أجنبية من الأسماك من المحيط الخارجي وتكييفها بالمحيط البيئي المغربي لضمان التنوع البيولوجي ليكون قادرا على تلبية الحاجيات والاستجابة لمختلف طرق وأنواع الصيد الترفيهي والرياضي والسياحي والتربوي والتجاري والصيد العلمي..
وللإشارة، فإن اهتمام فريق المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك من المهندسين والتقنيين والأعوان ينصب حول دراسة النظم البيئية والمائية الحية في إطار تنظيم الصيد وإدارة الموائل وتعزيز واستثمار التنمية والثروة السمكية والتخطيط لاستغلال قطاع الصيد وتطوير البحث العلمي في تربية الأحياء المائية الداخلية… حيث يعتمد المركز الوطني المعني على نظام مائي يتمثل في الأنهار بنسبة كبيرة أكثر من 1500كلم مصنفة و700هكتار من البحيرات الطبيعية والمسطحات المائية وما يقارب 140 من خزانات السدود بما يفوق 120000 هكتار… إذ يتم تزويدها بمخزون سمكي من خلال محطتين أساسيتين هما: محطة رأس الماء الواقعة بين ازرو وافران التي تختص بتربية وتفريخ السلمونيات كالتروتة القزحية أو قوس قزح 200000 بلعوط ، والتروتة فاريو –النهرية-160000-سمك السلمون المرقط بالبني والفولاذية- ويشرف على هذه المحطة التابعة للمركز الوطني المهندس حسن جبور بمساعدة تقنيين وأعوان تمرنوا واكتسبوا خبرة في مجال تربية السمك. تليها المحطة الثانية من حيث الأهمية دروة المتواجدة بضواحي بني ملال حيث المياه الدافئة والتي تحتضن أنواع من الأسماك كالزنجور والشبوط والفرخ الأسود- الكارب- وتعمل على تنمية الاستزراع في السدود والخزانات ويبلغ الإنتاج السنوي حوالي 200000 من البلاعيط كما يتم إعادة إنتاج اصطناعي للزنجور ويصل الإنتاج السنوي للشبوط نوع الشائع الى5400000 والفضي780000 والعاشب 1100000، وتنتج من الفرخ الأسود ما يناهز 28000000 من الاصبعيات و2000000 كيس زريعة سمك الكراعي وكذا عملية التوالد والتفريخ التي تتم بالأحواض حيث يتم إخراج البيض من الفحول السمكية ووضعها في إناء لنقل بمفارخ والى صهاريج فيما بعد حيث تعطي سمكة التروتة ذات وزن 1 كلغ 2000 بيضة ويرتفع العدد بارتفاع الوزن وتنطلق عملية التناسل والتوالد والتبييض كلما قصر اليوم… وبخصوص حصول ضعف الإنتاج رد اللمتحدث الاسباب التي تسجل أحيانا واساسا خلال السنوات العجاف الى للظروف المناخية التي تدعو معها الضرورة جلب و استيراد كمية من الفحول من البرتغال كما كان يجري منذ سنة 1989، و لقد تم الاستغناء عن هذه الأخيرة بأخرى جديدة يتم تكييفها مع المحيط المائي لتحسين الإنتاج وحول تزويد الأنهار والمسطحات المائية بهذه الأنواع ومواكبة عملية الإفراغ ومراقبتها وحراستها من الصيد العشوائي.
وجدير بالذكر أن محطة السلمونيات برأس الماء على تراب إقليم إفران تتوفر على نوعين من التروتة القزحية، ويعتمد تغذيتها على الأعلاف المصنعة حيث تطعم من مسحوق سمك السردين ممزوج ببعض الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية، في حين ينفرد المركز كذلك بإنتاج سمك التروتة المحلية التي تدعى التروتة فاريو…
وتتم عملية نقل السمك من المحطة إلى المنظومات المائية المصنفة للسلمونيات بواسطة شاحنة مجهزة بأحواض تستجيب لمتطلبات الفيزيولوجية للسمك… بعد ذلك يتم أقلمتها في المجال الطبيعي.ومن أجل ضمان استمرارية الثروات السمكية وتدبيرها بطرق علمية، تم إنجاز المخطط المديري للصيد بالمياه القارية وفق إستراتيجية عامة تروم حماية الثروات السمكية بالمياه القارية وتنميتها بواسطة عمليات التربية والاستزراع والتي تتم خلال معظم أوقات السنة.. وكذا أقلمة أنواع أخرى من الأسماك لإغناء الثروة السمكية وتحسين الإنتاج السمكي مع مضاعفة المردودية عن طريق أشغال تهيئة المنظومات المائية وتنظيم الصيادين في إطار جمعيات وتعاونيات، وإنعاش قطاع الصيد الرياضي كمنتوج سياحي وترفيهي، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في ميدان الصيد وتربية الأسماك بالمياه القارية، وتعديل النصوص التشريعية والتنظيمية وتحيينها، وإنعاش التكوين والبحث خصوصا في مجال تقنيات تربية الأسماك.