وعي المغاربة البيئي يتجِهُ بأكياس ‏البلاستيك إلى الإنقراض ‏

محمــد القـنــور

عدســة : محمد أيت يحي  : ‏

أوضح مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي أمس بالدار ‏البيضاء، أن استعمال الأكياس البلاستيكية قد تقلص بشكل ملحوظ منذ دخول القانون حيز التنفيذ، ‏مشيرا إلى أنه تم التخلص بشكل شبه مطلق من استعمالها في التجارة العصرية، مع اللجوء إلى ‏منتوجات بديلة، والتي شهد استعمالها نموا ملحوظا على مستوى تجارة القرب، مشيرا إلى أن حصيلة ‏تنفيذ قانون منع تصنيع وتسويق واستعمال الأكياس البلاستيكية، بعد مرور ستة أشهر عن بدء تفعيله، ‏كانت “مثمرة”، وذلكـ خلال ندوة صحافية خصصت لتقديم حصيلة القانون رقم 77-15 المتعلق بمنع ‏تصنيع واستيراد وتصدير وتسويق واستعمال الأكياس البلاستيكية الذي دخل حيز التنفيذ منذ فاتح ‏يوليوز الماضي، وفيما يتعلق بمراقبة الحدود، فقد تم حجز 19 طنا من الأكياس البلاستيكية، وإصدار ‏ما مجموعه 139 حكما، مع فرض غرامات تبلغ قيمتها 76ر2 مليون درهم. ‏
وأرجع الوزير العلمي الانخفاض الملحوظ لاستعمال الأكياس البلاستيكية لعمليات المراقبة الفعالة ‏التي تباشر على المستوى المحلي، وفي الوحدات الإنتاجية وبنقط البيع وفي الحدود، مؤكدا أن ‏المغرب، باعتماده على هذا القانون، يسير في اتجاه وضع حد للأكياس البلاستيكية، بما يراعي كافة ‏المتطلبات البيئية، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ”مشروع وطني نتعبأ جميعا من أجل إنجاحه”، شرط ‏وجود إرادة جماعية لكسب هذا الرهان. ‏
وأكد العلمي أنه تم إجراء 1536 عملية مراقبة، وإحالة 20 محضر مخالفة على السادة وكلاء جلالة ‏الملك، مسجلا فيما يتعلق بمراقبة السوق، رصد 9077 مخالفة على مستوى 261 ألف و855 نقطة ‏بيع مراقبة، وإحالة 1076 محضر مخالفة على السادة وكلاء جلالة الملك. ‏
وأوضح الوزير أنه فيما يتعلق بعمليات الجمع والتخلص من الأكياس البلاستيكية التي تشرف عليها ‏وزارة الداخلية، فقد سجل جمع أزيد من 6800 طن من الأكياس التي أحرقت بأفران الإسمنت، وذلك ‏بتعاون مع الجمعية المهنية للإسمنت، كما أكد العلمي أن هذه الحصيلة “الإيجابية” جاءت نتيجة ‏تفعيل استراتيجية شمولية وتشاركية لمواكبة تفعيل القانون، وبفضل التدابير المتخذة، والتي تخضع ‏لمتابعة منتظمة في إطار لجنة بين وزارية تضم كلا من وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات ‏ووزارة الصناعة والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، ومن ‏خلال تقديم خبرة تسمح بإعداد برامج استثمارية، وتحسيس المصارف بشأن منح شروط تفضيلية ‏لهم، وتحسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بأهمية تفعيل مسلسل التعويض عن البطالة. . ‏
وأشار مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي إلى أنه مواكبة ‏للفاعلين الذين تأثروا بتنزيل مقتضيات القانون، فقد أحدث قطاع الصناعة صندوقا تبلغ قيمته 200 ‏مليون درهم، خصص لتمويل ومواكبة عمليات الانتقال نحو الأكياس الورقية والقماشية الطرية ‏البديلة، والغير المؤثرة على الفرشاة المائية والحياة الإيكولوجية .‏


وأفاد العلمي في معرض جوابه عن سؤال لــ “هاسبريس” أن 72 مقاولة قدمت طلبات خلال شهر ‏ماي المنصرم ، قصد تمكينها من الاستفادة من دعم الصندوق، غير أنه استدرك أن 16 مقاولة منها ‏فقط هي التي أودعت ملفاتها الاستثمارية حتى حدود ساعة الندوة الصحافية،حيث خُول لها الإستفادة ‏من دعم الدولة، مؤكدا على أن دعم الدولة موجه إلى المقاولات التي تحقق أزيد من 30 في المائة من ‏رقم معاملاتها في إنتاج الأكياس الممنوعة من طرف القانون، وكذا بالنسبة للمقاولات التي تنتج ‏أكياسا غير ممنوعة الصنع، والتي تتطلع إلى الانخراط في مسلسل امتثال وحداتها للمتطلبات ‏المعيارية الجديدة، علاوة على المقاولات التي يمثل نشاطها الإنتاجي الخاص بالأكياس البلاستيكية ‏أقل من 30 في المائة من رقم المعاملات الذي تنجزه. ‏
وخلص الوزير العلمي إلى أن الانخراط الجماعي للمغاربة ووعيهم البيئي، إستطاع أن يُقَلِصَ من ‏استعمال الأكياس البلاستيكية بوضوح، وأن يضع الظاهرة على سكة إنقراضها و التخلص منها ‏نهائيا، ‏
وشدد العلمي على أن دخول القانون حيز التنفيذ شجع على انبثاق أنشطة جديدة تروم تلبية الحاجيات ‏المتنامية للسوق على مستوى الحلول البديلة، إذ تقدر الطاقة الإنتاجية السنوية للمنتوجات البديلة ‏ب6،4 مليار كيس ورقي، و100 مليون كيس منسوج و 120 مليون كيس غير منسوج. ‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.