مدينة ياكوستوكـ الروسية بوابة مفتوحة على عالم من صقيع
هاسبريس :
تعد مدينة ياكوستوكـ الروسية ابرد منطقة مأهولة في العالم ويسكنها حوالي 500 شخص في تعداد سنة 2012، ويعاني هؤلاء السكان من بروده الطقس الشديد إذ تصل درجه الحرارة 72 درجه تحت الصفر وفي الصيف قد تصل درجه الحرارة 50 تحت الصفر. ويتميز سكانها بعمرهم المديد.
و”ياكوستوكـ” مدينة روسية ، تتنفس ثلجا وترتدي تلجا وتعيش ثلجا بين الدقيقة والدقيقة على مدار السنة، وهي إحدى مدن روسيا في الكيان الفدرالي الروسي . تقع على بعد 350 كيلومترا من الدائرة القطبية الشمالية ويمتزج موقعها الجغرافي ومناخها القاري مع طبيعتها التضاريسية حيث أنها تقع على وادي يرتفع نحو 2000 متر عن سطح البحر مما يفاقم من برودة الجو.
” أويمياكون” بلغة قبائل قومية التنغوس السيبيرية ، والتي تعني “النهر الذي لا يتجمد”، فالماء لا يتجمد هناك حتى عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلى الستين درجة تحت الصفر. وذلك لأن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلى مدى بعيد داخل القشرة الأرضية حتى عمق 1500 مترا، وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد، مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلى السطح.
وتمتاز أسيا بتنوع مظاهر السطح فيها بشكل كبير ، وقد كان للحركات الجيولوجية التي تعرضت لها القارة دورا كبيرا في ذلك التنوع ، فأسيا جيولوجيا عبارة عن جزء من قارتين قديمتين هما لوراسيا وجندوانا فجميع جهات القارة باستثناء شبه القارة الهندية هي جزء من كتلة “إنكارا”Incara القديمة في حين أن شبه القارة الهندية هي جزء من كتلة جندوانا القديمة ، وكان نتيجة ذلك أن الصخور القديمة تظهر في شمالها وجنوبها ممثلة بشبه القارة الهندية وكتلة شبه جزيرة العرب في جنوب والجنوب الغربي من القارة وكذلك الكتلة الصخرية القديمة الموجودة إلى الشرق من بحيرة بيكال .
ويوجد بين الكتلتين السابقتين بحر قديم يعرف باسم بحر تيثس يغمر ذلك اجزء المحصور بين تلك الكتلتين¸حيث غمرت الرواسب قاعه والذي سرعان ما تعرض لحركات التوائية في أزمنة جيولوجية مكونا العديد من المظاهر التضاريسية لعل من أبرزها سلسلة الجبال الالتوائية التي تمتد من غرب القارة إلى شرقها ومن أكثرها ارتفاعا سلسلة لهملايا وقد صاحبت تلك الحركات الالتوائية انكسارات وثورات بركانية أثرت على المظهر العم لتضاريس القارة ويمكن أن نميز في القارة السهول والمنخفضات الشمالية :
وتتمثل بسهول سيبيريا في شمال القارة وتمتاز هذه السهول باستواء سطحها وقلة انحدارها والذي يأخذ اتجاها شماليا نحو المحيط المتجمد الشمالي ويخترق هذه السهول العديد من الانهارأهمها نهر أوب،ونهر ينسي ونهر لينا وجميعها تنبع منطقة من الهضاب والمرتفعات الوسطى.وتمتاز تلك الأنهار ببط جريانها وتجمد مياهها اغلب أيام السنة وقد أدى ذلك إلى قلة أهميتها الملاحية كما أن ذوبان الجليد في منابعها في أوائل فصل الربيع قبل ذوبانه في مصباتها والتي تقع شمالا قد أدى إلى تكوين مناطق المستنقعات التي تنتشر في الأجزاء الشمالية من تلك السهول في فصل الربيع ويمكن تقسيم تلك السهول إلى ثلاثة أجزاء ,الجزء الغربي ويتكون من سهول منخفضة محاذية للطرف الشرقي لمرتفعات الاورال وتبدو تلك السهول معزولة عن منطقة الأراضي المنخفضة التي تقع إلى الجنوب منها بمناطق متوسطة الارتفاع تصل أقصى ارتفاع لها إلى الشمال من بحيرة بلكاش وتلك المناطق هي جزء من منطقة حوض بحر قزوين .
كما يمثل القسم الثاني من سهول سيبيريا القسم الأوسط والذي هو عبارة عن بقايا منطقة هضبية منخفضة قديمة التكوين يبلغ متوسط ارتفاعها 700م وقد قطعتها المجاري المائية في اغلب أجزائها وهي عبارة عن كتلة قديمة التكوين قاومت الحركات الالتوائية التي تعرضت لها القارة ,وهي مغطاة بطبقة من التكوينات الرسوبية الغنية بالفحم ,وقد ساهمت الحركات الانكشارية الحديثة في تعرض أجزائها الجنوبية إلى الكثير من الانكسارات ومن تلك الانكسارات التي تحتلها بحيرة بيكال والتي تعد أعمق بحيرة على سطح الأرض .
في حين يتشكل القسم الثالث من سيبيريا من الجزء الشرقي منها وهي أكثر سهول سيبيريا ارتفاعا ,حيث تمتد فيها العديد من الجبال الالتوائية الحديثة التكوين ,كما يمتاز هذا الجزء من منطقة السهول الشمالية بكثرة التكوينات البركانية بسبب النشاط البركاني الكثير ويوجد في شبه جزيرة كمشتكا العديد من البراكين النشطة.