كلية اللغة العربية بمراكش تكرم كاتبها العام التاريخي مصطفى بوفردي
محمـد الـقـنـور :
عـدسـة : يـوســف تاشـفـيـن :
“يحْدُوني شعورٌ غامرٌ وإحساسٌ مفعمٌ بالمشاعر تتداخل فيه لحظاتُ ذكرى لقاء إتسم برسم وحفظ معالم رجلٍ منفرد الطبع، مُميز الهيئة له من القسمات ما ينبئ بالحزم والجدية المتواصلين، كل شيء يوحي بالاختلاف، وكل حدث يلهَجُ برؤية مُغايرة، عن الأخر بهذه الكلمات قدمت الأستاذة فاتحة الخلفاوي، رئيسة مصلحة قسم الموارد البشرية بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش، شهاداتها في حق زميلها الأستاذ مصطفى بوفردي، الكاتب العام بذات الكلية، في حفل بهيج نظم بمناسبة إحالته على التقاعد، وتكريما لعطاءاته الإدارية والوظيفية ضمن مسار يراوح أكثر من ربع قرن ..
وأضافت الخلفاوي : “لازلتُ أذكُرُ، … حِرص الزميل الأستاذ مصطفى بوفردي ،… ونبلا متأصلا من حضارة عربية لها من المنطق الرجولي ما يُؤهِّل الرجل ليشعر بواجب الحماية والصَون، تلكـ كانت البدايات التي اكتشفتُ عبرها معالم شخصية بدت غريبة ونادرة، تخللت لحظات التعارف فيها شجارات ومشاحنات لها من عَبَقِ الذكرى ما أسس لعلاقة صداقة مهنية وزمالة وظيفية، يَسِمُها البوح والمُكاشفة في مُعترك العمل الذي لم يكن بالسهل يوما، والذي راكم تجربة غنية بكل المقاييس.
كنتُ أحِسُّ بالإصرار المتجدد، والعزيمة على التشبث بأشرعةٍ تمخرُ عباب الأمواج نحو مرافئ الحياة، وسمتها ندوبٌ على جسد الدرب، ورشفة من كأس ود وصفاء محبة، يسقيها الزمن لنا، حتى الثمالة، تلكــمُ ملامحُ طيف مصطفى بوفردي كما عرفتُه” تؤكد الخلفاوي .
هذا، وحضر حفل تكريم الأستاذ مصطفى بوفردي الكاتب العام السابق لكلية اللغة العربية ، والذي جرت فقراته بمدرج الشرقاوي إقبال بذات الكلية، عميد الكلية بالنيابة، ونائب العميد والكتاب العامون للكليات التابعة لجامعة القاضي عياض،والعمداء السابقين لنفس الكلية وأساتذة الكلية وأطرها الإدارية وموظفيها، ورئيس المجلس العلمي لمدينة مراكش وممثلين للعديد من المدارس العليا والمعاهد، إضافة إلى مجموعة من المنتخبين والفعاليات الجمعوية المهتمة بقضايا التعليم العالي، وطلبة الكلية من مختلف الأجيال، وممثلي وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والإليكترونية، فضلا عن أسرة المحتفى به مصطفى بوفردي.
هذا، وأبرزت معظم شهادات المتدخلين خلال حفل التكريم ، أهمية ثقافة الاعتراف كتقليد من التقاليد الجامعية العريقة التي دأبت كلية اللغة العربية على ترسيخها وتوطين دلالاتها عبر محطات لاتزال تسم ذاكرة الكلية بكل فخر واعتزاز، من خلال إستحضار رموزها العالمة وكفاءاتها الأكاديمية وفعالياتها الإدارية الوظيفية، وبجميع مواصفات التآخي والتدابير الإيجابية للإختلاف الذي لا يفسد للود قضية، مشيرة أن التكريم مشتق من كرم النفس وسماحة الأخلاق وطيبوبة السريرة ، وأن اللحظات التي تقاسمها الحضور بكل أطيافه ومشاربة الفكرية والأكاديمية والإدارية تعتبر دليلا على مدى أهمية هذا التقليد الحميد في الحياة العامة،ودوره القوي في إرساء ثقافة الاعتراف وخلق وتمتين الروابط الإنسانية بين مختلف مكونات الكلية بناء على مشاعر التقدير والاحترام .
في حين، لم تخف مداخلات أخرى، نجاعة الدور الإداري الذي قام مصطفى بوفردي، كموظف وكإداري، وكإنسان غيور على كلية اللغة العربية بمراكش ، طيلة مساره المهني ضمن مَسِيرةٍ حَافِلَةٍ بالعطاءِ في ميدانِ الشَّرَفِ، ميدانِ التربيةِ و التعليمِ والحياة الجامعية بكل تفاصيلها الإدارية ومناحيها الوظيفية .
كما أبرزت ذات المداخلات، أن تكريم بوفردي زميلاً عزيزًا، لهُ في القلوب محبّةِ و تقديراِ، وعرفانا بتضحيات جسورة قدمها بكل تفان ونكران ذات، مساهما في تكريس روح الجدية والانضباط.، كرَجُل ينتمي لأسرةٍ وظيفية وينحدر من تجربة إدارية عميقة تحمل أسمى رسالةٍ، ألا و هي رسالةُ خدمة آفاق التربيةِ ومقومات التعليم، والمساهمة في تيسير أجواء البحث الأكاديمي والخدمات الإدارية .
وأجمع كل المتدخلون والمتدخلات أن المحتفى به الأستاذ مصطفى بوفردي كانَ و لا يزالُ وسيبقى إداريا مُحنكا في ذكرياتهم وذاكراتهم يحمل الكثير من الدلالات المهنية ، وكرجل يتمتع بضميرٌ حيّ، و قلبٌ مُحِبٌّ، و إخلاصٌ في العملِ، وعصامية مكنته من صقل مواهبه وبناء الذات من خلال الذات ، و قد تَوفرتْ جميعُها فيه طيلة حياتِه المِهنية ، و هو ما استحق به الحفاوةَ و العرفانَ بالجميلِ، فقد أدى الأمانةَ، و حقّق الرسالة، و سجل بَصَماتٍ يَشْهَدُ له بها الأساتذة والإداريين والطلبة ومختلفُ الأطرِ التي اشتغل معها، و ستبقى شهادات الجميع في حقّ زميلهم مصطفى بوفردي وِسَامًا فَخْرِيّا يُتوّج مسارات هذه المؤسسة العتيدة، بعد نيله لوسام الإستحقاق من طرف جلالة الملك محمد السادس .