ملتقى فروع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالرباط يحدد الأولويات التربوية
محمـد الـقـنـور :
برئاسة الأستاذ صلاح الدين السمار ، الكاتب العام للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين ، إنعقد بالرباط الملتقى الوطني لرؤساء فروع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر، ومدراء المعاهد التابعة لذات المنظمة ، والممثلة من مختلف مدن وعمالات وأقاليم المملكة، مابين 22 و24 يوليوز الحالي ، حيث تدارس المشاركون والمشاركات بالملتقى أليات تحيين النظام الداخلي الخاص بمعاهد المكفوفين التعليمية، كما تم تدارس نقاط ومستجدات سير العملية التربوية قانونيا داخل هذه المعاهد .
في ذات السياق، تناول المشاركون والمشاركات في إطار أشغال الملتقى الوطني المعني ، شتى المحاور التشاورية حول بلورة الاستراتيجية الوطنية للمكتب المركزي للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين الذي ترأسه سمو الأميرة للالمياء ، في أفق وضع خطاطة برامج عمل تروم تحديث المجال التربوي والتضامني، وتحديد الفرص والخصوصيات والتحديات التي تواجهها فروع المنظمة بمختلف جهات المملكة من خلال التشخيص التشاركي والإجابة عن الأسئلة المرتبطة به مع مختلف الفاعلين المتدخلين في القطاع .
كما تم تقديم خلاصات تتعلق بتنظيم الدراسة وأفاق العملية التربوية، وحصر شتى الإجراءات، التي تروم إصلاح المنظومة التربوية، من خلال اهتمام المكتب المركزي للمنظمة المتزايد بالبحث عن سبل تحسين الأداء والتحصيل الدراسيين بالمعاهد التابعة لها، والعناية بفضاءات مؤسساتها التعليمية، وتوفير الوسائل التعليمية، من قبيل طبع الكتاب المدرسي بطريقة برايل”، وآلات الكتابة برايل، والحواسيب ، وآلات الحساب، والمكعبات،والمسجلات والألواح والورق المقوى الخاص بالكتابة والخرائط المهيئة بــ “برايل” وتوفير الطابعات وإقرار برامج موازية تثقيفية وتنشيطية وترفيهية ورياضية ضمانا لتكافؤ الفرص بين المكفوفين والمبصرين، ومحاربة الهدر المدرسي .
وللإشارة، فإن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء،والتي تأسست سنة 1967، مافتئت تشتغل على إدماج المكفوفات والمكفوفين وضعاف البصر بشتى الوسائل التربوية والسوسيو نفسانية والديداكتية عبر برامج تنبني على دراسات ميدانية، تنطلق من تطوير وتحديث التعليم والتكوين والتأهيل،والمحاور التربوية الموجهة للكفيف كخير وسيلة لإدماجه في الحياة العامة ،
ويذكر أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين تتوفر على 13 معهدا تعليميا، يتابع فيها التلاميذ دراستهم، من التعليم الابتدائي إلى الباكالوريا، ضمن نظام داخلي مبرمج وقار ومجاني، إذ توفر للمكفوفين وضعاف البصر مختلف الوسائل والإمكانات، التي تؤهلهم للاندماج في الحياة المدرسية، ومختلف مظاهر الحياة العامة.
كما مكنت الرعاية الملكية السامية لهذه الشريحة من المتعلمين الشباب من المغاربة، في أن تتحول المعاهد التعليمية التابعة للمنظمة إلى معاهد نموذجية، سواء على المستوى المعماري، وإقرار نظام الولوجيات أو فيما يتعلق بالتجهيزات التقنية والتدريسية القائمة على عصرنة الطرق التعليمية، مما جعلها تواكب البرامج التعليمية المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية.
وإرتباطا بنفس الموضوع، أبرزت الدكتورة لطيفة بلالي رئيسة فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمراكش ،في إتصال لــ “هاسبريس” بها، أن الملتقى الوطني لرؤساء فروع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر، ومدراء المعاهد التابعة لذات المنظمة، جاء قصد تدارس مختلف الآفاق التربوية المستقبلية داخل المعاهد المخصصة للمكفوفين والمكفوفات .
وأشارت بلالي أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر تعمل على طبع المقررات المدرسية لكل المراحل التعليمية، من الابتدائي إلى الباكالوريا، مما يمكن تلاميذ معاهد المكفوفين من تتبع تعليمهم، كالمبصرين، والحصول على نتائج إيجابية في مختلف المستويات، ومما جعل هذه المعاهد تنجب العديد من كفاءات المكفوفين وضعاف البصر، من أطر إدارية و أساتذة جامعيون، ومعلمون، ومحامون، وأخصائيون في المعلوميات، ومترجمون، ومتخصصون في الترويض الطبي، وغيرها من المهن الملائمة لطبيعة المكفوف الفيزيولوجية .
ومعلوم، أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر،أعطت المثال النموذجي إقليميا ودوليا على نجاح التجربة المغربية ، وقدرتها على صقل مواهب المكفوف،وتمكينه من الإضطلاع بالمهام المهنية والمبادراتية والإبداعية المنوطة به، ودفعه قصد المساهمة في النهضة الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والبيئية التي تعرفها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .