ورش ملكي في خدمة الشباب المغربي ‏

هاسبريــس ‏\r\n\r\n‏ منذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتاريخ 18 ماي 2005، ما ‏فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسير، سنة بعد سنة، نحو تأكيد مكانتها الراسخة ودورها ‏الجوهري، باعتبارها رافعة محفزة لاندماج الشباب وتفتحهم وانخراطهم الفاعل ضمن النسيج ‏السوسيو- اقتصادي. ‏\r\nوقد تجلى الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك، حفظه الله، للمشاريع المندرجة في إطار المبادرة الوطنية ‏للتنمية البشرية، يوم 16 دجنبر الماضي بالدار البيضاء، من خلال التسليم الرمزي لمفاتيح 16 ‏دراجة تاكسي لفائدة أعضاء تعاونية “المدينة القديمة”، والتي تشرف على تسيير هذه الدراجات التي ‏تم اقتنائها في إطار المبادرة، والتي ستمكن من القيام بجولات سياحية داخل المدينة القديمة للدار ‏البيضاء، علما بأن المستفيدين من هذه الدراجات كانوا قد تلقوا تكوينا في اللغة وحول تاريخ العاصمة ‏الاقتصادية للمملكة. وقد مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعد إطارا استراتيجيا حقيقيا ‏وناجعا لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، والتي لطالما شكلت محط إشادة واسعة على ‏المستوى الدولي، ومصدر إلهام بالنسبة الكثير من الدول الإفريقية، من تسجيل نتائج جد إيجابية ‏يطبعها انخفاض ملحوظ في معدل الفقر بالمناطق المستهدفة.‏\r\nوقد جاءت هذه المبادرة الملكية، التي تستهدف الفئات المعوزة والهشة، والتي تنهل من أسس ومبادئ ‏الثقافة المغربية الأصيلة وتقوم على قيم حفظ الكرامة والتضامن والعدالة الاجتماعية، لتضع المواطن ‏المغربي، لاسيما الشباب، في قلب أولوياتها والمشاريع التي تنجز في إطارها. ولا شك أن المبادرة ‏الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتمد مقاربة تشاركية وحكامة ترابية ناجعة، تعمل بشكل حثيث من ‏أجل تحقيق اندماج الشباب على المستوى السوسيو- اقتصادي، لاسيما عبر النهوض بالأنشطة المدرة ‏للدخل، وتعزيز الملكات المهنية لدى هذه الشريحة الهامة من المجتمع. ومن أجل تحفيز التفتح ‏والنهوض بمستوى الشباب المغربي، تعمل المبادرة على إحداث مراكز اجتماعية، رياضية وثقافية ‏للقرب، تنمي حس الإبداع لدى هذه الفئة المجتمعية وتساهم في تنمية الشعور بالمواطنة والانتماء ‏للبلد لديها.‏\r\nهكذا، وبرسم الفترة ما بين 2005 و2016، استفاد نحو 79 ألف شاب من دعم المبادرة الوطنية ‏للتنمية البشرية في إحداث حوالي 5860 مشروعا مدرا للدخل (60 بالمائة في الوسط القروي)، ‏والتي تهم مجالات متنوعة من قبيل تربية المواشي وتحويل المنتوجات الفلاحية، وتثمين المنتوجات ‏المحلية، والنهوض بالصناعة التقليدية والصيد التقليدي. ‏\r\nفي ذات السياق، استفاد الشباب من 3722 مشروعا وعملا تهم التنشيط السوسيو- ثقافي والرياضي، ‏لاسيما من خلال بناء وتهيئة وتجهيز 1250 فضاء لرياضة القرب، و219 دارا للشباب، و193 ‏مركزا ثقافيا. وسعيا إلى إنجاح هذا الورش الملكي الوازن، لا يذخر جلالة الملك، حفظه الله، وقتا ولا ‏جهدا في تتبع تنفيذ وتقدم إنجاز برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما يشهد على ذلك تدشين ‏جلالته، يوم الجمعة الماضي بمراكش، للشطر الأول من المنتزه الرياضي “أكدال” ومسبح القرب ‏بحي “المحاميد”، المنجزان في إطار المبادرة. وينضاف إلى هذه المشاريع، إطلاق جلالة الملك في ‏‏20 دجنبر الماضي بالدار البيضاء، لأشغال تهيئة 17 ملعبا رياضيا للقرب، وذلك باستثمار إجمالي ‏قدره 45 مليون درهم. وستنجز هذه الملاعب الرياضية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ‏على مستوى مختلف أحياء عمالة مقاطعات مولاي رشيد، وذلك بكل من الزلاقة الذهيبية (8 ‏ملاعب)، المسيرة (3 ملاعب)، لالة مريم (ملعبان)، باكستان (ملعبان)، الجولان (ملعبان).‏\r\nوالأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بقوة في تحسين ظروف عيش الساكنة التي ‏استفادت من أزيد من 42 ألف مشروع تهم مختلف المجالات الاجتماعية على غرار التعليم، الصحة ‏‏.. ، والتي تروم إضفاء دينامية أكبر على النسيج الجمعوي المحلي، وإدماج الأشخاص المعوزين في ‏الحلقة السوسيو- اقتصادية إلى جانب دعم الفئات المعوزة والهشة.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.