مسارات جديدة للتنمية بإقليم الجديدة

هاسبريــس ‏\r\nانخرط إقليم الجديدة سنة 2016 في دينامية اقتصادية واجتماعية ورياضية وثقافية وسياحية، صبت ‏كلها في ترسيخ مسارات جديدة للتنمية.‏\r\nهذا، وقد راكم إقليم الجديدة، التابع جغرافيا وإداريا لجهة الدار البيضاء سطات، خلال السنة الحالية ‏منجزات هامة في عدة مجالات، نظرا لحجم المشاريع التي رأت النور به أو جرى إطلاقها، والتي ‏ساهمت في تعزيز الثقل الاقتصادي لهذه المنطقة الغنية بمؤهلات في شتى المجالات.‏\r\nويأتي في صدارة هذه المؤهلات المركب الصناعي الجرف الأصفر، الذي وسع سنة 2016 من حجم ‏أنشطته بفضل اتفاقيات التعاون المبرمة مع عدد من البلدان الإفريقية، والتي تروم تمكين الفلاحة ‏الإفريقية من أسمدة المغرب بغرض الرفع من الإنتاجية.‏\r\nوهذا يعني أن طاقة الوحدات الصناعية بالجرف الأصفر الخاصة بإنتاج الحامض الفسفوري، الذي ‏يتم على أساسه تصنيع الأسمدة قد ارتفعت بشكل كبير، تنفيذا للالتزامات المتضمنة في تلك ‏الاتفاقيات.‏\r\nأما المجال الثاني، الذي شكل محركا جديدا للتنمية بالإقليم سنة 2016، فهو قطاع السياحة، الذي ‏يتقاطع فيه البعد الخارجي بالوطني بالمحلي، بالنظر لكون الجديدة تستقبل طيلة السنة زوارا من ‏الخارج ومن داخل الوطن.‏\r\nفهذا القطاع يستفيد من وجود وحدات فندقية من الطراز العالي، ومن إطلالة مناطق الإقليم على ‏البحر، فضلا عن المواقع المعمارية التي تحبل بعبق التاريخ والتراث. ‏\r\nولا يمكن الحديث عن التنمية بالإقليم دون استحضار قطاع الفلاحة، الذي دخل عصر الإنتاج وفق ‏أساليب عصرية من قبيل ترشيد استعمال مياه السقي، وهو ما عكسه مشاريع فلاحية خاصة بالسقي ‏أطلقت مؤخرا بمجموعة من الضيعات بالمنطقة.‏\r\nوتنضاف لذلك الطرق العصرية لزرع الحبوب، أي ما يسمى الزرع المباشر دون اللجوء للحرث، ‏وهي طريقة تقلص من التكلفة مع الرفع من الإنتاجية.‏\r\nوبالنظر لأهمية هذه المشاريع، وغيرها التي تغطي أيضا مجالات الصناعة الغذائية وتربية الدواجن ‏وإنتاج الفواكه والخضر، فقد جرى إطلاق الموسم الفلاحي لهذه السنة، انطلاقا من هذه المنطقة، ‏كإعتراف بمكانتها الرفيعة في المجال الفلاحي.‏\r\nوما دامت هذه المسارات التنموية لا تكتمل دون توفر بنية تحتية قوية، فقد جرى تعزيز الشبكة ‏الطرقية أو إصلاحها أو تهيئتها، من ذلك تثنية الطريق الرابطة بين الجديدة وأزمور.‏\r\nوحسب معطيات لعمالة إقليم الجديدة، فإن المسار التنموي بالإقليم تعزز سنة 2016 كذلك بمشاريع ‏غطت مجالات مختلفة، منها تشييد سوق مفتوح لامتصاص الباعة المتجولين، وتوسيع عملية الولوج ‏للخدمات الطبية، وتأهيل مجموعة من فضاءات مدينة الجديدة، فضلا عن إنشاء مركز للتكوين في ‏مجال كرة القدم، ومنشئات رياضية أخرى.‏\r\nلقد شكل إقليم الجديدة دوما، محركا حقيقيا للتنمية الشاملة، على المستويين الوطني والمحلي، بيد أن ‏التوجهات الجديدة المسايرة للجهوية التي تضع نصب عينيها تثمين المؤهلات المحلية واستغلالها ‏على الوجه الأكمل، جعلت هذا الإقليم يمر إلى السرعة القصوى لربح مختلف الرهانات التنموية.‏\r\nفإذا كانت الدار البيضاء هي قلب التنمية بالجهة وعموم الوطن، فإن الجديدة هي أحد الأجنحة القوية ‏التي تساهم في توفير القوة اللازمة لعملية الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي على المستويين الجهوي ‏والوطني.‏\r\nحيث تتصدر الجديدة بمُنتجاتها الصناعية للخارج، كما توجه منتجاتها الفلاحية لعموم الوطن، سواء الطرية ‏منها أو المصنعة، فضلا عن استقطابها لأعداد هائلة من السياح الأجانب والمغاربة، وهذا يعني أن ‏هذا الإقليم استطاع بناء منظومة قوية للتنمية المستدامة، مؤهلة لكي تواجه مختلف التحديات وتربح ‏كل الرهانات.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.