معرض”أليوتيس”بأكادير : خيرات البحر وأفاق التنمية
هاسبريس :
انطلقت اليوم الأربعاء في أكادير، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الدولي للصيد البحري ”أليوتيس” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 19 فبراير الجاري ، تحت شعار ” قطاع الصيد البحري : رهان تنمية مستدامة ” حيث يتطلع منظمو المعرض الدولي هاليوتيس أن تستقبل الدورة الرابعة 50 ألف زائر، و300 عارض من المغرب ومن مختلف بلدان العالم.
هذا، وقد ترأس حفل افتتاح المعرض عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري بحضور زينب العدوي،والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، و كارموني فيلا المفوض الأوربي في شؤون البيئة والصيد البحري، إضافة إلى عدد من عمال الجهة ، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية ، وفاعلين مغاربة وأجانب في قطاع الصيد البحري.
إلى ذلكـ ، فقد أقيم المعرض على مساحة تصل إلى 16 ألف متر مربع ، تم تقسيمها إلى 6 فضاءات تضم ستة أقطاب ، وهي قطب “أسطول الصيد ومعداته ” الذي يضم أروقة لورشات إصلاح السفن وتجهيزات الصيد البحري ، وقطب “التثمين والتصنيع ” المختص في صناعات وتثمين المنتجات البحرية ، ثم “القطب الدولي ” الذي خصص للمقاولات والمؤسسات الأجنبية الفاعلة في قطاع الصيد البحري لعرض مهاراتها ومنتجاتها وخدماتها، في حين يتوجه القطب الرابع وهو “القطب المؤسساتي” بالخصوص للمؤسسات العمومية والخصوصية المعنية بقطاع الصيد البحري في المغرب ومساندي معرض أليوتيس 2017 ، بينما وجه “قطب التنشيط ” ليضطلع بمهام فضاء بيداغوجي لفائدة العموم وخاصة الشباب والأطفال قصد تمكينهم من استكشاف عالم الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية ، في ما تم تخصيص القطب السادس والأخير ل”التكوين” ويضم مجموعة من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال.
وتعرف الدورة الرابعة لمعرض أليوتيس الدولي حضور عدد من الدول الإفريقية من ضمنها السنغال ، وكوت ديفوار، وموريتانيا ونيجيريا، وغينيا ـ كوناكري، حيث تضم أروقة هذه البلدان مؤسسات ومقاولات عمومية وخاصة تشتغل في مجال الصيد البحري، وتحويل وتصدير المنتجات البحرية، كما تحضر فرنسا كضيف شرف خلال هذه الدورة ، وذلك باعتبارها شريكا تجاريا مهما بالنسبة للمغرب ، حيث بلغت قيمة الصادرات المغربية للسوق الفرنسية من منتجات الصيد البحري 980 مليون درهم سنة 2016 ، فضلا عن كونها تدعم عصرنة قطاع الصيد البحري المغربي ، وتساهم في تكثيف البحث العلمي المرتبط بهذا القطاع.
وتقدم أروقة معرض أليوتيس بانوراما شمولية عن مختلف الأنشطة والمهن المرتبطة بالبحر من تجهيزات تكنولوجية حديثة ، سواء المستخدمة في البحر أو في البر ، ومؤسسات البحث العلمي ، والتمويل والتأمينات ، واللوجستيك ، وتثمين منتجات البحر ، والتعاونيات ، والمقاولات المشتغلة في مجال تبريد وتجميد الأسماك ، والغرف المهنية ، وتربية الأحياء البحرية وغيرها.
وإلى جانب أروقة العرض ، فإن برنامج الدورة الرابعة للمعرض الدولي أليوتيس، يتضمن تنظيم لقاءات مناقشة يساهم في تنشيطها مجموعة من الأخصائيين المغاربة والأجانب وستتناول على الخصوص مواضيع ترتبط ب”قطاع الصيد البحري في مواجهة التغيرات المناخية “، و” الابتكار : أي رهانات لصناعة صيد مستدامة من الناحية الاقتصادية ” ، و” مراقبة المحيطات في خدمة الاستدامة “، و”استدامة نشاط الصيد “.
كما يشكل هذا الملتقى الاقتصادي الدولي فرصة لعقد لقاءات ثنائية بين الفاعلين الاقتصاديين ، والمستثمرين في مختلف المجالات المرتبطة بقطاع الصيد البحري، وذلك على مدى الأيام الخمسة التي ستستغرقها فعاليات هذا المعرض الدولي الذي يشكل في الوقت نفسه مرآة تعكس التطور الذي شهده القطاع في المغرب ، خاصة منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية “أليوتيس 2020” الموجهة لتنمية قطاع الصيد البحري والرقي بالمنتجات البحرية.
هذا، استطاع معرض “هاليوتيس”، الذي ينطلق غدا الأربعاء في أكادير، أن يفرض نفسه، مع توالي دوراته، كموعد هام بالنسبة للفاعلين في قطاع الصيد البحري على الصعيدين الجهوي والقاري، كما يعكس هذا الملتقى الرغبة التي تحذو المغرب للرقي بهذا القطاع حتى يضطلع بدور محوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويتناغم هذا التطلع مع المؤهلات التي يكتنزها المغرب، والمتمثلة في توفره على واجهتين بحريتين تمتدان على طول 3500 كلم من الشواطئ المتميزة بالثراء والتنوع، سواء على مستوى التنوع الاحيائي، أو في ما يتعلق بخصوصياتها المرتبطة بالنظم البيئية.
ويعتبر معرض “هاليوتيس” المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، فرصة سانحة لتثمين هذا الموروث الطبيعي الذي يتوفر عليه المغرب، كما يشكل فرصة لإبراز الجهود المبذولة خلال السنين الأخيرة من طرف المغرب، ليس فقط من أجل ضمان التنمية المستدامة لقطاع الصيد البحري ، ولكن ايضا لجعله رافعة حقيقية للتنمية.
وتتجلى هذه الأهمية من خلال الشعار الذي اختير لهذا المعرض وهو ” قطاع الصيد البحري : رهان للتنمية المستدامة”، والذي ينسجم حسب أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ، مع استراتيجية ”هاليوتيس” التي أطلقت سنة 2009 بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تروم تحقيق نقلة نوعية في مجال الصيد البحري المغربي. فالمياه المغربية تعد من بين المجالات البحرية الغنية بثرواتها السمكية على الصعيد العالمي، كما أن المغرب يحتل الرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي بخصوص إنتاج الأسماك، علاوة عن كونه يعد المنتج والمصدر الأول لسمك السردين على الصعيد العالمي.
وكان الوزير أخنوش قد تطرق في كلمة نشرت في الموقع الإلكتروني للمعرض ألى أن الاستدامة والتنافسية والتفوق تشكل المحاور الرئيسية للعمل، مشيرا إلى أن المشاريع الاستراتيجية الـ 16 لاستراتيجية مخطط هاليوتيس، تستجيب لمبادئ التنمية المستدامة باعتبارها تجمع في نفس الوقت بين الأبعاد الاقتصادية الناجعة، والاجتماعية المقبولة، والإيكولوجية المسؤولة.
وبالنظر للتطورات الحاصلة على الصعيد العالمي بخصوص قطاع الصيد البحري، فإن معرض هاليوتيس يشكل موعدا للتبادل والتعاون، وفرصة لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.
وأورد أخنوش أن النموذج المغربي المتعلق بنشاط الصيد البحري يعتبر اليوم نموذجا يحتذى في مجال التعاون بين دول الجنوب، حيث تحضر العديد من الدول الإفريقية في الدورة الرابعة لمعرض ”هاليوتيس”، إلى جانب حضور فرنسا كضيف شرف، وهذا ما له أكثر من دلالة، على اعتبار أن فرنسا تعتبر واحدة من بين الدول التي تحتل مكان الصدارة في مجال النشاط المرتبط بالصيد البحري على الصعيد العالمي.
واعتبارا للنجاح الذي حققه المعرض خلال الدورات السابقة ، فإن معرض “هاليوتيس” أصبح يشكل موعدا عالميا لافتا للانتباه في المشهد العالمي المتعلق بالصيد البحري، فضلا عن كونه يشكل ملتقى لا محيد عنه بالنسبة للمهنيين والفاعلين في مختلف دول العالم.
من جهتها، شددت أمينة الفيكيكي،رئيسة جمعية معرض “هاليوتيس” على أهية معرض”هاليوتيس” من خلال دورة هذه السنة التي تتميز بكون تنظيمه يأتي في سياق احتضان المغرب لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، والذي شكل فرصة بالنسبة للمغرب للتعريف بمنجزاته، وإعلان التزامه القوي بالسير على نهج التنمية المستدامة.
فما يزيد عن 70 في المائة من مساحة كوكب الأرض تشغلها البحار والمحيطات التي تنتج أزيد من 50 في المائة من الأوكسجين، ومن ثم تبدو أهمية العمل على الحفاظ على المحيطات المنتجة لهذه المادة الحيوية، حيث حرص المغرب خلال مؤتمر (كوب 22) على تقديم مفهوم “الحزام الأزرق ” الذي يروم الدفع في اتجاه جعل قطاع الصيد البحري مجالا يحظى بالأولوية ضمن اقتصاد المحيطات.
وفي هذا السياق اعتبرت الفيكيكي أنه من الطبيعي أن يشكل الصيد البحري وتربية الأحياء المائية جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية المندمجة حول التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذا التصور لم يعد مجرد امتنان، ولكنه أصبح تطلعا يقتسمه مجموع المسؤولين والفاعلين في القطاع.
للإشارة فإن الإنتاج السنوي من الصيد البحري يصل إلى أزيد من مليون طن، مما يجعل المغرب يحتل الرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي، والرتبة 25 على الصعيد العالمي.
ويعد المعرض الدولي “هاليوتيس” الذي يجمع مختلف مهنيي قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية وتثمين منتجات البحر، مكونا أساسيا ضمن “استراتيجية هاليوتيس 2020″، حيث سيتيح هذا الموعد الفرصة لمختلف المتدخلين، على مدى 5 أيام ، لعقد لقاءات ثنائية، والاستفادة من مختلف اللقاءات والندوات التي ستسلط الأضواء على قضايا مختلفة تتعلق بالقطاع.