معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين بمراكش يخلد ذكرى المسيرة الخضراء
مـحـمـد الـقـنـور :
عــدسـة : بـلـعـيـد أعـــراب :
تخليدا للذكرى 44 لإنطلاق المسيرة الخضراء، وفي أجواء إحتفالية من البهجة والمواطنة والتبادل الثقافي وتكريس التواصل، نظمت أمس الإثنين 29 أكتوبر الحالي ، جمعية أضواء دارنا للتأهيل والتكوين والإدماج الإجتماعي ، بشراكة مع إدارة معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، وفرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر، حفلا تربويا فنيا وتواصليا ثقافيا، برحاب معهد أبي العباس السبتي في مراكش، تضمن وصلات غنائية وأهازيج شعبية، ولوحات فلكلورية وفقرات موسيقية، وطقوسا رمزية لتكريس ثقافة التضامن، لفائدة نزيلات ونزلاء المعهد من الناشئة المتعلمة من مختلف الأسلاك التربوية بالمعهد المذكور.
هذا، وأستهلت فقرات فعاليات الحفل بكلمة للأستاذ عبد الرحيم المهذب ، مدير معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، أبرز خلالها أهمية الإحتفال بالملاحم الوطنية في إذكاء روح المواطنة في نفوس وضمائر الناشئة، ومالها من ترسيخ قوي وتربوي للانتماء إلى الوطن، مشيرا أن حب الوطن، يتقوى بالانتماء، وبتخليد ملاحمه الوطنية الكبرى، ومؤكدا أن الإحتفالية تأتي كمناسبة لإبراز ضرورة الحفاظ على المنظومة القيمية لبلادنا وغرسها في أفئدة الأجيال الناشئة لتقوية وصقل الروح الوطنية وتوطيد الاعتزاز بالانتماء الوطني والهوية المغربية.
.
كما أشاد المهذب في كلمته التي ألقاها نيابة عن أطر وأساتذة المعهد، وعن الدكتورة لطيفة بلالي رئيسة مكتب فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر،وأعضاء مكتب الفرع ، بمبادرة جمعية أضواء دارنا للتأهيل والتكوين والإدماج الإجتماعي، من خلال إشرافها على هذا الحفل، المندرج في سياق تخليد الذكرى الأربع والأربعين لإنطلاق المسيرة الخضراء، كوقفة تربوية لاستحضار ملحمة وطنية غراء في سبيل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، وكحدث تاريخي شد أنظار العالم وخلف أصداءا دولية كبيرة، من طرف مبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني في 6 نونبر من عام 1975 بمشاركة 350 ألف متطوع ومتطوعة من سائر أنحاء المغرب وبمشاركة وفود من دول شقيقة وصديقة في إطار سلوك حضاري مسؤول ، مرددين شعارات سلمية وداعين إلى وضع حد لاحتلال عمر طويلا،أنهته المسيرة الخضراء باسترجاع الأقاليم الجنوبية في 28 فبراير 1976 ليرفرف العلم الوطني لأول مرة بمدينة العيون تلاه استرجاع اقليم واد الذهب في 4 غشت 1979.
من جهته ، أبرز محمد الدور، رئيس جمعية أضواء دارنا للتأهيل والتكوين والإدماج الإجتماعي ، أن المسيرة الخضراء شكلت إجماعا وطنيا صوب الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح آنذاك تحت وطأة الاحتلال الاسباني، مضيفا أنه أمام الحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الكريم والعلم الوطني لم تمتلك سلطات الاحتلال الاسباني إلا الرضوخ لإرادة جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني وعزم وإيمان المغاربة وإرادتهم في استكمال وحدة تراب المملكة وإعلان انتهاء الاحتلال بالأقاليم الجنوبية .
في ذات السياق، ثمن الأستاذ عبد المجيد البدناوي، عضو مكتب فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر، في تصريح منه لـــ “هاسبريس” أهمية تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، لدى التلاميذ من المكفوفين والمكفوفات وضعاف البصر بمعهد أبي العباس السبتي في مراكش، ودورها في صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والتعريف بها للأجيال الجديدة والمتعاقبة وتثمينها باعتبارها مكونا أساسيا في الذخيرة اللامادية التي تزخر بها المملكة.
وأشار البدناوي إلى أن إحياء الملاحم الوطنية من خلال تنظيم هذه الإحتفالية التربوية حول المسيرة الخضراء يكتسي رسالة تربوية وتأطيرية تروم توطيد قيم الالتزام والوفاء والصدق والإخلاص والإيثار ونكران الذات وروح المسؤولية والتضحية من أجل الثوابت الوطنية والمقدسات الدينية.
هذا، وإختتمت فعاليات الإحتفال، برفع برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس .