خبراء تربويون إمريكيون يزورون معهد ابي العباس للمكفوفين في مراكش
هاسبريس :
في سياق تنزيل وتوطين مبادئ المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب، وضمن إنفتاحه عن محيطه الخارجي الوطني والدولي، إستقبلت الدكتورة لطيفة بلالي، رئيسة مكتب فرع المنظمة بمراكش، والأستاذ عبد الرحيم المهدب مدير معهد ابي العباس السبتي للمكفوفين في مراكش،مرفوقان ببعض أعضاء مكتب فرع المنظمة، وبحضور أساتذة من نفس المعهد، وبعض آباء وأولياء تلاميذ المعهد، وفدا مكونا من عضوات وخبيرات من الإئتلاف الجمعوي الأمريكي “دلتا غاما”Delta Gamma، ومن عضوات منظمة مسارات ريفية الإمريكية Rustic Pathways أثناء زيارتهم الثانية للمعهد المذكور، حيث سبق أن نظمت تفس المؤسستين زيارة سابقة خلال السنة الفارطة لذات المعهد .
هذا، وإطلع الأعضاء من كلا المؤسستين المذكورتين على مختلف أوجه التنظيم والتسيير المتعلقة بشؤون رعاية المتمدرسين من المكفوفين وضعاف البصر،ومقومات تحيين فضاء العيش والإقامة والتغذية بالأقسام الداخلية للمعهد التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، ومجريات تأهيل التجهيزات والبنيات الإستقبالية والتربوية.
وحسب تصريح الدكتورة لطيفة بلالي لـ “هاسبريس” فإن زيارة الإئتلاف الجمعوي الأمريكي “دلتا غاما”، رمت إلى مد جسور التواصل مع الإئتلاف الجمعوي الإمريكي المذكور، وتبادل التجارب التربوية ومختلف التدابير والإجراءات التطبيقية التي تسعى إلى تأهيل ظروف الإعاقة،والرامية إلى تفهم حاجات الناشئة من المعاقين بصرياً ومحاولة تلبيتها، حيث لا تقتصر على إزالة الحواجز الجسدية فحسب ، وإنما تتعدى ذلكـ ، إلى إزالة الحواجز النفسية وفق ترسيخ أجندة من برامج تربوية وتدريبية تنبني على التوقعات الايجابية والاتجاهات البناءة تربويا وتجهيزيا ضد تثبيط استقلالية ضعاف البصر والمعاقين بصرياً وتشجيع مبادراتهم بعدم وضع القيود على مهاراتهم التواصلية و التكيفية وصقل مواهبهم والتصدي لجميع الاعتقادات الخاطئة حول القيود التي تفرضها الإعاقة البصرية على الشخص .
وكشفت بلالي أن مكتب فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب بمراكش، يسعى إلى ترسيخ مختلف أوجه التعاون مع الإئتلاف الجمعوي الإمريكي المعني، في أفق تنظيم زيارات ميدانية لفائدة التلميذات والتلاميذ من المكفوفين والمكفوفات النجباء دراسيا، والمنضبطين تربويا لمقر الإئتلاف بولاية “أوهايو” الإمريكية.
إلى ذلكــ ، قام أعضاء وفد الإئتلاف الجمعوي الأمريكي “دلتا غاما”،وأعضاء منظمة مسارات ريفية Rustic Pathways بزيارة لمختلف فصول الدراسة والمرافق التربوية والمصالح التجهيزية، والحديقة الحسية وغرف سكن التلاميذ والتلميذات من المكفوفين والمكفوفات وضعاف البصر بمعهد أبي العباس السبتي .
وللإشارة، فإن الإئتلاف الجمعوي الأمريكي “دلتا غاما”، يشتغل على قضايا تأهيل المكفوفين وضعاف البصر منذ سنة 1936، بتعاون مع العديد من المنظمات ذات نفس الأهداف، حيث أسس خمس مدارس بأمريكا الشمالية، تستهدف تكريس الأهداف التعليمية والأكاديمية لفائدة الناشئة من المكفوفين وضعاف البصر، والعمل على تحقيق الرعاية الذاتية لهم، وتقوية مهاراتهم الاجتماعية وقدراتهم البدنية والإبداعية فضلًا عن تمكينهم من التداريب المهنية.
في سياق مماثل، فإن برامج التعليم الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت منذ عام 1975 إلزامية،عندما أصدر الكونغرس الأمريكي قانون التعليم لجميع الأطفال المعاقين (EHA) ردًا على المعاملة التمييزية من قبل بعض الوكالات التعليمية العامة ضد الطلاب من ذوي الإعاقة.
ومما هو جدير بالذكر، فقد تم تعديل قانون التعليم لجميع الأطفال المعاقين في وقت لاحق وذلك للتعزيز من حماية ذوي الإعاقة وإعادة تسميته ليكون قانون التعليم للأفراد المعاقين (IDEA). ويشار إلى أن القوانين الاتحادية في الولاية المتحدة الإمريكية تطلب من الولايات توفير التعليم الخاص بما يتفق مع المعايير الاتحادية كشرط لتلقي الأموال الاتحادية.
ويشار إلى أن قانون التعليم للأفراد المعاقين بالولايات المتحدة الإمريكية يعطي كل تلميذ مكفوف الحق في التعليم المجاني العام والمناسب (FAPE) ضمن البيئة الأقل تقييدًا (LRE). ولضمان حق التعليم المجاني والمناسب (FAPE)، قام فريق من المهنيين من وكالة التعليم المحلية الإمريكية بعقد اجتماع مع أولياء أمور الطلاب وذلك من أجل التعرف على الاحتياجات التعليمية الخاصة بالتلميذ المكفوف خصوصا، والمعاق عموما، قصد وضع أهداف سنوية لهذه الناشئة وتحديد المواضع وتعديل البرنامج وفحص الإقامة وتقديم المشورة اللازمة ، بالإضافة إلى الخدمات الخاصة الأخرى التي يحتاجها الطالب المكفوف والمعاق عموما، كما أصبح الآباء والأمهات وأولياء الأمور جزءًا لا يتجزأ من الفريق المتعدد التخصصات جنبًا إلى جنب مع مهنيي وكالة التعليم المحلية بأمريكا بالتعاون مع أعضاء الفريق من أجل اتخاذ قرارات بشأن الوضع التعليمي.
هذا، وتُسجل هذه الخيارات التربوية في صورة كتابية لتصبح برنامجا واضحا للتعليم الفردي (IEP)، كما تعتبر المدرسة المسؤول الوحيد عن تطوير وتنفيذ برنامج التعليم الفردي لفائدة المتعلم المكفوف الذي بدوره يلبي معايير وكالات التعليم الاتحادية الأمريكية .