“كورونا” البعض عند البعض الآخر ملاييرُ: قطاعات رابحة من إنتشار الفيروس
هاسبريس :
شكلت التداعيات السلبية لفيروس كورونا المنتشر حول العالم طغت على كافة المجالات والقطاعات، أرباحا عملاقة لبعض الأعمال، ولحركة التجارة الدولية، بات لفيروس كورونا المستجد تأثيرات إيجابية مالية تعود بالملايير من الدولارات والأوروات، حيث كشف تقرير صادر عن “سيتي بنك” أن الرابحين من انتشار فيروس كورونا، كان قطاع التجارة الإلكترونية، والمدفوعات الرقمية، والطب وقطاع الأدوية،ثم قطاع الترفيه، وهذه هي أبرز القطاعات:
قطاع التجارة الإلكترونية
صحيح أن حركة التجارة العالمية منيت بخسائر كبيرة، جراء توقف النشاطات في العديد من الدول، إذ يشير تقرير نشر في مركز ستاتفورد للدراسات إلى أن الحركة التجارية في إيطاليا، خاصة شمال البلاد، قد توقفت نهائياً، ولذلك، اتجه السكان لشراء احتياجاتهم اليومية من خلال المتاجر الإلكترونية.
ونتيجة الخوف من انتشار فيروس كورونا، والتحذيرات التي أطلقتها العديد من الدول، إضافة إلى إجراءات العزل لبعض المدن التي كانت مركزاً لانتشار كورونا، مثل مدينة ووهان في الصين، البندقية في إيطاليا، وغيرها من المدن في أوروبا، تهافت الناس على شراء المنتجات الغذائية، وتجنبوا المتاجر التقليدية خوفاً من انتقال العدوى، وبالتالي اتجهوا نحو متاجر التجزئة عبر الإنترنت.
قطاع الأدوية والرعاية الصحية
المستفيد الأبرز والأهم في القائمة بالتأكيد قطاع الأدوية والرعاية الصحية، حيث ساهم انتشار الفيروس في زيادة الإقبال على الأدوية المضادة للالتهابات، والمسكنات، وبحسب تقرير نشر في مجلة “سنشري فاينانشال”، فإن انتشار فيروس كورونا انعكس إيجاباً على بعض القطاعات مثل المستحضرات الصيدلانية والرعاية الصحية.
وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسهم الشركات بشكل لافت، وعلى سبيل المثال ارتفعت أسهم شركة “ألفا برو تك” الكندية التي تصنع الأقنعة والملابس الواقية، وشركة “نوفافاكس” ومقرها جايثرزبرج في ولاية ماريلاند الأميركية التي أطلقت برنامج لقاح ووهان-التاجي و”أيثلون ميديكال” المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية بسبب الخوف من الفيروس.
قطاع المنتجات الوقائية
بعد الإرشادات التي طالبت المواطنين في جميع أنحاء العالم بضرورة الاهتمام بالوقاية، زاد الإقبال على المنتجات الوقائية، ومنها الأقنعة والقفازات، إذ في الدول المغاربية ودول الشرق الأوسط ، شهدت هذه المنتجات قفزة نوعية في أسعارها، وعلى سبيل المثال، بعدما تم الإعلان عن اكتشاف حالات كورونا في لبنان، زاد سعر الأقنعة من 66 سنتاً إلى 3.31 دولارات.
كما زاد سعر الأقنعة في المغرب وفي تونس وفي العراق بسعر جنوني، إذ بات سعر القناع أكثر من دولارين، أما بالنسبة إلى الأدوية المعقمة، والمطهرات، فقد ارتفع سعرها من 3 دولارات في لبنان إلى أكثر من 10 دولارات.
قطاع التكنولوجيا المالية
وفق تقرير سيتي بنك، فإنه من المتوقع أن تشهد التكنولوجيا المالية زيادة في الحجم، نظراً إلى أن المزيد من المدفوعات سيتم إجراؤها إلكترونياً، في ظل عدم تمكن المواطنين من الانتقال من مكان إلى آخر، فضلا على أنّه من المتوقع أن يزداد عمل وأرباح البطاقات الإلكترونية، في ظل تهافت الناس على شراء السلع من المتاجر الإلكترونية.
قطاع الترفيه والإعلام
كما كان قطاع الترفيه والإعلام من القطاعات الرابحة بسبب انتشار كورونا، وقد قفز سهم نتفليكس، وهي شركة لإنتاج الأفلام والمسلسلات، بنسبة 0.8%، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد. ويرجع ارتفاع الأسهم إلى أن الناس يجبرون على البقاء في منازلهم، إما من خلال الحجر الصحي الرسمي أو الحذر الشخصي، إذ يلجأ كثير منهم إلى بث الأفلام والبرامج التلفزيونية الشهيرة لقضاء بعض الوقت.
ووفق “دان سالمون” الخبير الاقتصادي من “Capital Market” فإن “نتفليكس من المستفيدين في حال بقي المستهلكون في منازلهم بسبب الخوف من كورونا، وهذا ينعكس في أسعار الأسهم”.
ويؤكد تقرير سيتي بنك إن الإقبال على ألعاب الإنترنت، والألعاب الإلكترونية، وتطبيقات ألعاب الهواتف الذكية زادت بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، كما زاد الإقبال على تصفح الإنترنت، ومتابعة الأخبار، ما زاد من نسب الإعلانات الإلكترونية.
قطاع شركات الاتصالات
وكان من القطاعات الرابحة بسبب فيروس كورونا شركات الاتصالات، إذ صار يزداد شراء بطاقات الاتصال، نتيجة العزل، وترتفع وثيرة الإقبال على التطبيقات الخاصة بالتواصل، حيث يسعى الأفراد إلى تجنب اللقاءات المباشرة والاستعاضة عنها بالاتصالات.