لقاء بمراكش من أجل تدبير مندمج للموارد المائية إزاء ‏التغيرات المناخية

هاسبريس : ‏

عدسة : محمد أيت يحي :

خلال افتتاح أشغال الملتقى الوطني الثاني “أرض المغرب”( صول ماروك) الذي نظمته في مراكش ‏على مدى يومين مجلة ” الطاقة والمناجم والمقالع” حول موضوع ” تكيف البنيات التحتية ‏والتجهيزات مع التغيرات المناخية”، أكدت شرفات أفيلال،الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء ،في كلمة ‏ألقاها بالنيابة عنها خالد الغمري، مدير التجهيزات المائية أن المغرب انخرط في سياسة تروم تعبئة ‏موارده المائية، وتبني مسار للتخطيط والتدبير المندمج، قصد التغلب على هشاشته في مواجهة ‏التغيرات المناخية. ‏
وأوردت  أن هذا التوجه مكَّن المملكة من ضمان تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، حتى في فترات ‏الجفاف. ‏
وأضافت الوزيرة أفيلال ، أنه تم إيلاء الأولوية لتزويد المناطق الحضرية بالماء الصالح للشرب وتعميم ‏الولوج الى هذه المادة الأساسية بالعالم القروي، مما ساهم، على حد قولها، في تحقيق وتجاوز أهداف ‏الألفية للتنمية. ‏مشيرة الى أن السياسة المائية التي تبناها المغرب، سمحت، أيضا، بتطوير مجال الري من أجل ‏ضمان الأمن الغذائي وتلبية حاجيات القطاعات الانتاجية من الماء ، فضلا عن تطوير الطاقة الهيدرو ‏كهربائية في أفق الرقي بالطاقات المتجددة. ‏
من جهته، أوضح محمد المودارير، مدير مجلة ” الطاقة والمناجم والمقالع” أن المغرب وكباقي دول ‏العالم، يعرف بعض الظواهر الناجمة عن التقلبات المناخية كالفيضانات والزلازل وانجراف التربة ‏والجفاف، التي لها أثر سلبي على النظام الإيكولوجي وكذا على البنيات التحتية، مشددا على أهمية ‏الوقوف على مدى مقاومة المشاريع الكبرى المنجزة أو تلك التي في طور الانجاز لهذه الظواهر، ‏ومدى فعالية مخططات التدبير الاستعجالي لهذه المخاطر. ‏
قي حين أكد التهامي محب،ممثل مجلس جهة مراكش آسفي على أن الجهات مطالبة برفع تحدي ‏التنمية عبر انجاز مشاريع تهم البنيات التحتية، تأخذ بعين الاعتبار بعد التغيرات المناخية التي تعرفها ‏المنطقة، مشيرا الى أن المشاركين في قمة المنتخبين المحليين التي انعقدت بمراكش على هامش ‏الدورة ال22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) ‏، دعوا الى تقديم حلول سياسية وتقنية وتمويلية تهم الجانب المتعلق بالتخطيط ، بالإضافة الى وضع ‏مشاريع تتلاءم مع التغيرات المناخية على مستوى الجماعات. ‏
هذا، وتميزت أشغال هذه الجلسة بتقديم عرض حول سياسة السدود بالمغرب، أبرز من خلاله مدير ‏التجهيزات المائية خالد الغمري أن المملكة تتوفر بفضل سياسة السدود، على أزيد من 140 سدا ‏كبيرا، بطاقة اجمالية تفوق 6, 17 مليار متر مكعب، و13 مشروعا مائيا لنقل هذه المادة الحيوية ‏‏(صبيب يصل الى 200 متر في الثانية، وطول يبلغ 1100 كلم، وبحجم يقدر ب 5, 2 مليار متر ‏مكعب في السنة)، فضلا عن أزيد من مائة سد صغير وسدود تلية. ‏
وأضاف أن وتيرة الانجاز بالمملكة تسير بنسبة 2 الى 3 سدود كبيرة وعشرة سدود تلية في السنة، ‏مبرزا أن من بين المشاريع التي توجد قيد الانجاز حاليا 14 سدا كبيرا و20 سدا صغيرا. ‏

لقاء بمراكش من أجل تدبير مندمج للموارد المائية إزاء ‏التغيرات المناخية
وحسب بلاغ صحافي تسلمته “هاسبريس” فإن هذه الندوة التي تشارك فيها على الخصوص عدد من القطاعات الحكومية على غرار  الوزارة ‏المنتدبة المكلفة بالماء، ووزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، نأتي في ‏مرحلة دقيقة تحتاج فيها المملكة إلى تقوية ترسانتها المعيارية والتنظيمية التي تهم مختلف المجالات ‏المتعلقة بالبنيات التحتية، خصوصا وأن المغرب أصبح من الدول الرائدة في مجال التعبئة والتوعية ‏حول احترام البيئة. ‏
وحسب الجنة المنظمة، فإن المهنيين والفاعلين في القطاع مدعوون لبذل مجهودات مهمة في ميدان ‏ملاءمة الدراسات الهندسية ومشاريع البناء والإعمار للتغيرات المناخية مثل الزلازل وانجراف ‏التربة والفيضانات، وذلك عبر استعمال واعتماد معايير الجودة المعتمدة والمراقبة المفروضة في هذا ‏المجال . ‏
وسيتم خلال هذا الملتقى الذي يستمر إلى يوم غد الجمعة 03 مارس الحالي تقديم مجموعة من العروض التي تتناول مواضيع تهم على الخصوص، ‏المحافظة على القدرة الطبيعية القصوى لمواقع السدود الكبيرة، وأثر التغيرات المناخية في المغرب ‏والتزام المملكة لمواجهتها، والهشاشة والتكيف مع التغيرات المناخية للبنيات التحتية المائية، وتدبير ‏المخاطر المتعلقة بالانهيارات، ونظام التنبؤ والاستشعار بالفيضانات بحوض تانسيفت.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.