العمدة بلقايد يضع مشاكل النقل السياحي بمراكش تحت المجهر، في لقاء مع مهنيي القطاع

ثــريا بــلــوالــي :

في احترام تام لإجراءات التباعد الجسدي والتدابير الإحترازية وشروط الوقاية المنصوص عليها قانونيا، للحيلولة دون تفشي وباء “كورونا كوفيد 19” وضمن  سلسلة لقاءاته التواصلية والتشاورية مع الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين بالمدينة، للتداول حول الاثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا كوفيد 19، ترأس محمد العربي بلقائد رئيس المجلس الجماعي لمراكش أمس الاثنين فاتح يونيو الحالي بقاعة الاجتماعات الكبرى بالقصر البلدي، اللقاء الثاني ضمن هذه السلسلة مع الهيئات الممثلة لأرباب النقل السياحي بمدينة مراكش ،وبحضور أعضاء من المجلس المعني إضافة الى المدير العام للمصالح وبعض الأطر الإدارية للجماعة،ورؤساء وممثلي هيئات أرباب النقل السياحي بمراكش.

وفي معرض كلمته الافتتاحية، ذكَّـر بلقائد بالظروف الاستثنائية للقاء،وما عرفه المغرب مرحلة التمديد الثاني لحالة الطوارئ الصحية، دفعت بالمجلس إلى عقد هذه اللقاءات قبيل الاعلان عن رفع الحجر للتواصل مع المهنيين والتشاور معهم، وإيصال القضايا ذات المطالب التجهيزية والإجرائية والقانونية إلى الوزارة الوصية على القطاع، ومختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة بالنقل والطرق والتجهيز.

وحول تدارس قضايا قطاع النقل السياحي على المستوى الجهوي، فقد أوضح بلقايد أن المجلس الجماعي سيتدارس متطلباتها مع مجلس جهة مراكش آسفي، مؤكدا على أم المجلس الجماعي على استعداد للتدخل في القضايا التي تسمح  إختصاصاته الموخولة له قانونيا.

واكد الرئيس بلقايد على ان الاهتمام بتقوية وتشجيع السياحة الداخلية واستقبال الزوار المغاربة من خلال عروض مغرية وتفضيلية، هو المدخل الاساسي لاعادة الدينامية للقطاع السياحي حلال المرحلة القريبة المقبلة، خاصة بالنسبة لمدينة مراكش التي تعتبر العاصمة السياحية بيلادنا، وما يرتبط بها الى جانب الفنادق والمطاعم والمقاهي من انشطة موازية كالنقل السياحي والصناعة التقليدية.

من جهتهم، ثمن ممثلو هيئات أرباب النقل السياحي في تدخلاتهم هذه البادرة الطيبة والمحمودة التي اطلقها رئيس جماعة مراكش والمثمثلة في هذه اللقاءات التواصلية المباشرة، خصوصا في هذه الظرفية الصعبة، علما ان قطاع النقل السياحي يعتبر احد المكونات الرئيسية في المنظومة السياحية، الا انه لا يحظى بالاهتمام اللازم إلا ناذرا ولا يجد من يدافع عنه؛ مذكرين بالجهود المبذولة من طرفهم، ومساهمتهم في ظل هذه الجائحة من خلال تخصيصهم لأزيد من 45 حافلة لنقل الأطباء والأطقم الصحية بالمجان ودون مقابل مادي خلال فترات علاج مرضى كورونا .

كما أجمع المتدخلون على أهمية السياحة في الإقتصاد الإجتماعي لمدينة مراكش، وارتباطها بالصناعة التقليدية،والعديد من الخدمات الأخرى، معتبرين، أن مراكش تظل الوجهة السياحية الأولى بالمغرب على الصعيد الوطني،والقاري والعالمي ، مما يتطلب الترويج لهاوتسويقها والإستمرارية تلميع آفاقها الدولية، وإعداد عمليات إعلامية وإنتاج تسجيلات سمعية بصرية في إطار الشراكة بين جماعة مراكش ومديرية وزارة السياحة، للترويج للمدينة والجهة، وتحسيس السائح بالتوفر على جميع المقوّمات والظروف المناسبة، وعلى رأسها وفي مقدمتها الأمن والسلام؛ كما أكد المتدخلون انخراطهم الكلي مع الوطن واستعدادهم للعمل لهيكلة وتطوير قطاع النقل السياحي لما يخدم مصلحة القطاع.

على ذات الواجهة، أشار ممثلو مهنيو النقل السياحي إلى أن توقفهم عن الاشتغال منذ شهر مارس الماضي مما أثر على وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية، وما نتج عنه عدة مشاكل مع مؤسسات وطنية، ومنها بالأساس قطاع الأبناك التي طالبت بالفوائد عن الديون رغم مخرجات لجنة اليقظة، مما جعلهم يتقدمون بمراسلات إلى الجهات الحكومية الوصية وعلى رأسها وزارة السياحة، و إلى العديد من الفرق البرلمانية، للتدخل وإيجاد حل مناسب مع الأبناك، تفاديا لإفلاس القطاع بشكل تام.، في الوقت الذي ركز متدخلون آخرون على أهمية تجاوز المنهجية التقليدية والنمطية في الترويج للمنتوج والمرفق السياحيين ، والدفع من أجل اكتشاف مواقع سياحية متميزة بالمغرب وما تزخر به من تنوع طبيعي وثقافي .

من جهة أخرى، تطرق المجتمعون إلى عدم عقد كل الآمال على السياحة الداخلية لانقاد القطاع، نظرا، لاعتبارات متعددة ترتبط بالميزانية التي يخصصها المغربي للسفر وعدد ليالي المبيت، وعلى إعتبار المرحلة تأتي في أفق عيد الأضحى وضعف القدرة الشرائية،

كما طالب المتدخلون بتنمية القطاع السياحي في إطار الجهوية المتقدمة، والاعتماد أساسا خلال المهرجانات والمنافسات المحلية على الموارد واللوجستيك المتوفر محليا بدل الاستيراد من جهات أخرى، حيث يشكل أسطول مدينة مراكش ثلث الأسطول الوطني من سيارات النقل السياحي وذلك لإرجاع الثقة في السياحة الداخلية.

هذا، وثمن أعضاء المجلس الجماعي جودة المرافعات المقدمة، وتم الخروج بمجموعة من التوصيات منها، عقد لقاء خاص مع المكتب الصحي الجماعي وتنظيم دورات تكوينية حول سبل الوقاية الصحية، والتحسيس بالإجراءات الاحترازية والوقائية الأساسية، كما وافق على مراجعة ودراسة محطات ومواقف سيارات النقل السياحي، لمعرفة الممكن والمتاح نظر للضغط الذي تشهده المراكن، ورحّب بالتنسيق للعمل على معالجة الإكراهات المالية والمشاكل المهنية مع الأبناك، لارتباطها الإجتماعي بشريحة واسعة من شغيلة القطاع، حيث شدد رئيس المجلس الجماعي محمد العربي بلقايد على ان باب مكتبه الجماعة سيظل مفتوحا امام الجميع، من أجل مد مختلف جسور التواصل  ودراسة مختلف الإقتراحات الرامية لتطوير قطاع النقل السياحي.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.