فرع مراكش بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين يخلق الإستثناء التربوي في محطة الباكالوريا

هاسبريس :

كباقي المدن والأقاليم، كان لمحطة البكالوريا في مراكش هذه السنة وضعا خاصا، إتسم بطعم إعمال التدابير الإحترازية والوقائية ضد تفشي وباء “كورونا كوفيد 19″، لم بسبق أن عاشه تلاميذ المغرب منذ عقود طويلة،حيث إمتزجت فيه روائح المعقمات بقياس إرتفاع درجات الحرارة المهولة، وتوحدت خلاله الكمامات بالأقلام وبالتباعد الجسدي،وتعددت ضمنه الفضاءات مع مدرجات الملاعب الرياضية ومدرجات الجامعات، كما إختلطت فيه مشاعر الرهبة من الامتحان بمشاعر الخوف من الإصابة بالوباء.

هذا، وعلى غرار 441.238 من التلاميذ والتلميذات من المرشحين لإجتياز إمتحان الباكالوريا للسنة الدراسية 2019/2020،توجه خمسة تلاميذ مكفوفين من معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين بمراكش،يقطن 4 منهم بمراكش، في حين ينحدر التلميذ الخامس من إقليم الصويرة، من سكنهم المدفوع الإيجار بحي أسيف بمراكش من مساء يوم الأربعاء 1 يوليوز 2020 إلى صبيحة يوم 5 يوليوز 2020 ، والذي وفره لهم مكتب فرع مراكش المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، عبارة عن شقة مريحة ومزدوجة بالطابق الأرضي تراعي الشروط الآمنة والقائمة على التعقيم والإبتعاد الجسدي، وخصوصيات تحرك المكفوف، وسلامته الصحية.

وحسب الدكتورة لطيفة بلالي رئيسة فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، فإن مبادرة توفير السكن الآمن والقريب من مركز الإمتحانات بمراكش، جاءت بسبب إغلاق داخلية المعهد بناء على مرسوم بقانون رقم 2.20.292 الصادر في 28 من رجب 1441 الموافق لــ 23 مارس 2020، والمتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية، بالإضافة إلى تنفيذ توصيات المكتب المركزي للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، القاضية بإغلاق الداخلية بالمعهد المعني، ونظرا لخصوصيات المكفوف التي تتنافى مع مقومات التباعد الجسدي، والإستعانة بالجدران أثناء التنقل،وبناء على قرارات المكتب المركزي للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب، تحت رئاسة سمو الأميرة الجليلة للا لمياء الصلح .

في سياق مماثل، إجتهد ثلاث أعضاء من مكتب فرع المنظمة بتنسيق مع الرئيسة طيلة يوم ماقبل الإمتحان، ليلتحق في المساء الأستاذ عبد الرحيم المهذب مدير معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين ضمن عملية البحث عن السكن الآمن والمشروط بقربه من ثانوية سحنون بشارع الأمير مولاي عبد الله في مراكش، والملائم للمواصفات المقررة في إجتماعات المكتب الماراطونية والتداولية، التي إنعقدت طيلة أيام شهري ماي ويونيو، والتي كان من ضمن نقاط جداول أعمالها التحضير لتهيئة أجواء إمتحان الباكالوريا وفق شروط التدابير الوقائية.

في حين، إنتقد أعضاء من المكتب المذكور، ومن جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ معهد أبي العباس السبتي،ما وصفوه بغياب التنسيق والتواصل وتبادل المعلومات حول الوضع مع مكتب فرع المنظمة،من طرف المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بمراكش، ومصالح أكاديمية التربية الوطنية والتكوين المهني بجهة مراكش آسفي، مشيرين أن كلا الإدارتين تركت فرع المنظمة بمراكش، وفق المثل الدارج “بينكـ أيها الموت، وبين صاحبكـ” .

في سياق مماثل، أكد متابعون لأشغال فرع مكتب مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، أن لامبالاة كل من مديرية التربية الوطنية بمراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية والتكوين المهني لجهة مراكش آسفي، وغياب الإستجابة لمطلب مكتب فرع المنظمة بتوفير السكن الملائم ، تتنافى جملة وتفصيلا مع تنفيذ التوجيهات الملكية السامية التي تعكس العناية المولوية بقطاع التربية والتكوين، ومع مقتضيات دستور المملكة لسنة 2011 خاصة الفصول 31 و32 و154، المرتبطة بتطوير المنظومة التربوية، ومع القانون الإطار رقم 17/51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ومع مقتضيات برنامج عمل الوزارة المقدم أمام أنظار صاحب الجلالة بتاريخ 17 شتنبر 2018، وتنافيا مع المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في شقه المتعلق بالتربية والتكوين 2017/2022 والذي يرتكز شموليا على المجال الإستراتيجي التنظيمي ومجال المؤسسة التعليمية.

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.