خاضت الأحزاب السياسية على تراب عمالة مراكش سباقا محموما من أجل احتلال المراتب الأولى والظفر بأكبر تمثيلية ممكنة في المجالس المنتخبة برسم الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية، التي عرفتها المملكة أمس 8 شتنبر الجاري. هذا، وعبأت كافة القوى السياسية بمراكش، ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية في 26 غشت الماضي، أطرها ومناضليها والمنتسبين إليها ولجن دعمها، لشرح مضامين برنامجها السياسي والتدابير والإجراءات التي تعتزم القيام بها للنهوض بالمدينة الألفية، ومحيطها القروي والشبه حضري، في تسلطانت وأكفاي والويدن والسويهلة وجماعة أولاد حسون وسيدي الزوين، حربيل والمنابهة وأولاد دليم ومختلف الجماعات الترابية المرتبطة بمدينة سبعة رجال على كافة الأصعدة. إلى ذلكــ ، وفي الوقت الذي ارتأت بعض الأحزاب ترشيح وجوه معروفة ومألوفة لدى ساكنة تراب مراكش، معللة ذلكــ ، بكون هذه الوجوه راكمت خبرة وتجربة واسعة في تدبير الشأن المحلي والجهوي، ومن هذه الوجوه من سبق لها الظفر بمقعد برلماني في ولايات برلمانية سابقة، فضلت أحزاب أخرى ترشيح وجوه شابة جديدة يحذوها طموح كبير ورغبة جامعة في قلب موازين القوى واستلام مشعل تدبير الشأن العام بعمالة مراكش برؤى وأفكار جديدة.
ومن خلال متابعة “هاسبريس”، للحملة الانتخابية لاستحقاقات أمس 8 شتنبر الحالي، على مستوى عمالة مراكش،تبين أن الحملات كانت مختلفة من حيث طبيعة تنظيمها، إذ إعتبرت أحزاب أن الأشكال التقليدية للتجمعات والمسيرات التي كانت هي أساس الحملة الانتخابية سابقا، لن تعد متاحة اليوم في ظل التدابير الاحترازية، ومنع التنقل ابتداء من التاسعة ليلا، حيث لم يتمكن العديد من المرشحين والمرشحات من استغلال هذا الزمن في حملتهم الانتخابية، مما إضطرهم إلى اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية، كخيار أفضل للمرشحات والمرشحين من أجل التواصل مع ناخبيهم. وإلى جانب المسيرات الدعائية للمرشحين والمرشحات، والتي إتسمت في أغلبها، بالطابع التقليدي، والإعتباطي، من نقر للطبول، وعرض للأزياء، وتزمير وصفير، ونثر للملصقات والمطويات بشوارع المدينة، فقد سجلت بعض الأحزاب، على غرار حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الإستقلال، حضورا إحترافيا بالحملة ،على مستوى المضمون والشكل الإخراجي بالفضاء الافتراضي والرقمي، مما هيأ إمكانيات جديدة لهذه الأحزاب السياسية للتواصل مع المواطنات والمواطنين، خصوصا، بعدما قررت وزارة الداخلية، ومن خلال بلاغاتها التي توصلت بها “هاسبريس”، جعلت كل ما له علاقة بالإنتاج الرقمي من كبسولات وإعلانات وإشهارات تتعلق بالحملة الانتخابية عبر الوسائط الرقمية من ضمن مجالات المصاريف الانتخابية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والمحلية،وتزامن هذه الاستحقاقات مع التفشي السريع لوباء كورونا، واجهت الحملة الانتخابية تحديا جديدا تمثل في اللجوء إلى تقنيات التناظر المرئي الخاص، بين المرشحين والمرشحات، وبين بعض الفئات من السكان، حسب العمر والتموقع الجغرافي، والإنتظارات السوسيو إقتصادية، جعلت من الرقمنة وسيلة إنتخابية غير مسبوقة، وانتقلت ببعض لوائح الأحزاب المتنافسة في مراكش إلى نظام “العمل عن بعد”، لدرجة، أصبحت فيه بعض المصطلحات من قبيل “الحضور الافتراضي” و”التناظر المرئي” و”التجمعات السبرنيتيكة” أكثر تداولا من ذي قبل. في ذات السياق، لم تكن كل الحملات الإنتخابية في مراكش على شاكلة واحدة، من العصرنة والإنضباط للظرفية الصحية والإجتماعية،وإنما نُظمت حملات انتخابية بالأطفال القاصرين والنساء الأميات، و التجمعات الخطابية الغير المدروسة العواقب في سياق انتشار وباء كورونا كوفيد 19 ولم تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات السلبية للتصاعد الحاد لحالات الإصابة بفيروس كورونا وتطور الوضع الوبائي، ولم تساعد من أجل التقليل من الأضرار. كما فضل، بعض وكلاء اللوائح في مراكش، طباعة المنشورات بصورهم الشخصية فقط، دون صور من معهم من المرشحات والمرشحين، مما ولد إرتباكا لدى الناخبين والناخبات في معرفة عموم المرشحين، كما كانت بعض الشعارات ، والجمل الدعائية المتشابهة من حيث الأسلوبية، والمضامين، والقابلة للتأويل، مما عرض البعض منها، للتنكيث والسخرية .