أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس السبت فاتح أبريل الحالي بجماعة غسات على تراب إقليم ورزازات انطلاقة أشغال إنجاز محطة “نور ورزازات4″، المحطة الأخيرة ضمن أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم ، والذي تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 582 ميغاوات، ويأتي هذا المشروع الجديد، الذي سيقام على مساحة 137 هكتار ، والذي سيستعمل تكنولوجيا الأنظمة الكهرو- ضوئية، لتعزيز إرادة جلالة الملك الرامية إلى تثمين استغلال موارد المغرب الطبيعية، إنسجاما مع الالتزامات الدولية للمملكة المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع التوجه الرامي للرفع من مساهمات الطاقات المتجددة ضمن المزيج الكهربائي الوطني إلى 52 بالمائة في أفق سنة 2030. كمشروع يبرز مدى الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للمشاريع الطاقية وللمؤهلات التنموية السوسيو إقتصادية الرامية إلى التصدي للهشاشة والفقر والتهميش . كما يرتكز مشروع نور ورزازات 4، على استثمارات تقدر بأزيد من 750 مليون درهم، وبطاقة قصوى قدرها 72 ميغاوات، حيث يعتمد على تكنولوجية الأنظمة الكهرو ضوئيةة التي تمكن من توليد الطاقة الكهربائية النظيفة مباشرة من الإشعاع الشمسي عبر الخلايا شبه الموصلة. حيث شكل نضج هذه التكنولوجية في سوق متنامية حلا جد تنافسي بالنسبة للمغرب، من خلال تطوير محطة نور ورزازات 4 المذكورة ، التي ستدخل نطاق التهيئة خلال الفصل الأول من سنة 2018، في إطار شراكة تجمع بين الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، الفاعل المركزي في مجال الطاقات المتجددة بالمغرب، ومجموعة من المقاولات والفاعلين الخواص، على رأسهم مجموعة “أكوا باور”، بناء على طلب عروض دولي. في ذات السياق، سيتم تنفيذ مرحلة الاستغلال اعتمادا على نمط للإنتاج الطاقي المستقل ثلاثي الأطراف يدمج المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. من جهة أخرى، سيؤمن تمويل بناء هذه المحطة البنك الألماني للتنمية “كي. إف. دابليو بانكين كـروب”، في حدود 659 مليون درهم، وذلك في سياق الدعم المستمر المقدم من طرف البنك المعني والسلطات الألمانية، مما يترجم الثقة الدولية في المشاريع المنفذة ضمن المخطط المغربي للطاقة الشمسية، كما ستستجيب الهيكلة القانونية المالية لمشاريع “مازن” بدعم من الدولة، إلى تأمين أفضل سعر للكيلوواط في الساعة، حيث يقدر ثمن الكيلوواط في الساعة في 0,44 درهم، وهو سعر جد تنافسي لم يتم بلوغه في السوق العالمي للطاقة الكهرو- ضوئية. وفي ما يخص ، المحطتين الثانية والثالثة من المركب الشمسي نور (نور 2 ونور 3)، اللتينن أعطى انطلاقتها جلالة الملك في 04 فبراير 2016، فقد بلغ معدل تقدم أشغال إنجازهما، على التوالي، 76 و74 بالمائة. وتعتمدان نمط الإنتاج الطاقي المستقل. كما ستعرف محطة “نور 2″، التي تبلغ قدرتها 200 ميغاوات على مساحة قصوىى قدرها 680 هكتار، تطويرا بالاعتماد على تكنولوجية الطاقة الشمسية الحرارية بألواح لاقطة مقعرة، تطلب إنجازها، تعبئة أزيد من 3877 مستخدم إلى حد الساعة، و53 مقاولة من بينها 43 مقاولة مغربية. في حين، سيتم إنجاز محطة “نور 3″، اعتمادا على تكنولوجية الطاقة الشمسية الحرارية مع برج، حيث ستبلغ قدرتها الإنتاجية 150 ميغاوات، من خلال تعبئة 2524 مستخدم كخطوة قابلة للإرتفاع قصد إنجازها، و53 مقاولة من بينها 40 مقاولة مغربية. وفضلا عن ذلك قام جلالة الملكـ بزيارة تفقدية لبرج مركب نور ورزازات، الذي يتميز برؤية شمولية بانورامية على مجمل الموقع، ومركز للسلامة . إلى ذلكـ ، سيشتمل المركب على حضور إيكولوجي بيئي ، عبر منتزه موضوعاتي “مازن بارك” يمتد على مساحة 16 هكتارا يجسد في تصميمه خريطة المملكة المغربية ، فضلا عن تجهيزات مهيكلة، بما في ذلك بناية متعددة الوظائف تضم فضاءات مخصصة لاستغلال واشتغال الموقع، وقاعة عروض، ومكتبة وسائطية.مما يفتح آفاقا اقتصادية جديدة بجهة درعة تافيلالت من أجل اندماج أفضل في الدينامية الوطنية. حيث تدعم المملكة في إستراتيجيتها المتعلقة بالطاقات المتجددة، الإستراتيجية التي أرادها جلالة الملك أن تكون إرادية، شاملة، متعددة الأبعاد، تزاوج بين التكوين والبحث والتنمية على مستوى جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية في بن كرير على تراب إقليم الرحامنة. ومن المنتظر أن يشكل مركب نور ورزازات بمحطاته الأربعة ، أكبر موقع لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيات في العالم باستثمار إجمالي قدره 2 مليار أورو، دون احتساب البنيات التحتية المشتركة المنجزة من طرف الوكالة المغربية للطاقة المستدامة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ، استجابة لحاجيات منفذي المشروع، حيث تلبي هذه البنيات حاجيات الربط الكهربائي، والنقل الطرقي، والربط بالماء الخام والشروب، وبأليات صرف المياه، ومحاور الاتصالات، ومكنيزمات السلامة. فضلا، عن كون هذه المشاريع تشكل تفعيلا لرافعات التنمية السوسيو- اقتصادية من خلال اعتماد إجراءات تشمل الصحة، والتعليم، والفلاحة، والمقاولة، والتنشيط الثقافي والرياضي، مما سيمكن أزيد من 20 ألف شخصا من هذه الآليات الإندماجية في بعدها العصري والحضاري ، وتزويد أزيد من 30 دوارا بالماء الصالح للشرب وفكـ العزلة المجالية لأربعة دواوير من خلال ربطها بشبكة الطرق الوطنية.