المجلس الإداري لأكاديمية مراكش آسفي يصادق على مشروع ‏برنامج العمل الجهوي برسم سنة 2017‏

هاسبريس : ‏
‎ ‎‏ انعقد المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي، يوم الثلاثاء الماضي 28 مارس ، بالقاعة ‏الكبرى للأكاديمية. وقد ترأس أشغال هذه الدورة، يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ‏وذلك بحضور والي الجهة وعامل عمالة مراكش ورئيس مجلس الجهة والسادة عمال أقاليم الجهة و رئيس المجلس ‏الجماعي لمراكش و أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية.‏
‏ وبعد الكلمة الترحيبية، والتأكد من النصاب القانوني، أعطى الكاتب العام للوزارة، رئيس المجلس، الكلمة لعبد الفتاح ‏البجيوي، والي الجهة، الذي ثمن المكتسبات التي حققتها المنظومة على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ‏مراكش آسفي، من حيث توفير شروط إنجاح الدخول المدرسي من خلال الاستثمارات الخاصة بالعرض المدرسي وتوفير ‏الموارد البشرية والتغلب على كافة الصعوبات والإشكالات، مشيدا بالمقاربة التواصلية التي تتبعها الأكاديمية ومختلف ‏المديريات الإقليمية التابعة للجهة، بتنسيق ومؤازرة مع السادة عمال أقاليم الجهة والمؤسسات المنتخبة. كما نوه السيد ‏الوالي بالنتائج المحصل عليها على مستوى الإنجاز وامتحانات البكالوريا، مؤكدا الانخراط الإيجابي لجميع السلطات ‏المحلية والمنتخبة بكل مستوياتها في دعم المنظومة التربوية. وختم الوالي كلمته بتأكيد جاهزية واستعداد الجميع لدعم ‏المنظومة التربوية من أجل الصالح العام ومن أجل خدمة التنمية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد ‏السادس نصره الله. ‏
‏ وبعد ذلك، قدم الكاتب العام للوزارة، رئيس المجلس، عرضا مفصلا بمناسبة انعقاد هذه الدورة، تناول فيه حافظة ‏المشاريع المندمجة لتفعيل الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، مؤكدا على خصوصية وتميز هذه الدورة، نظرا لتزامنها ‏مع مرحلة دقيقة من مسار الإصلاح التربوي، وتركيزها على البعد الاستراتيجي منه. وكذا تداولها في مضمونه وآليات ‏تفعيله وشروط إنجاحه على الصعيدين الوطني والجهوي، تماشيا مع توطيد مسار الجهوية المتقدمة.‏
‏ وأضاف رئيس المجلس، في حديثه عن سياق التفعيل النسقي للرؤية الإستراتيجية، أن هذه الدورة تشكل فرصة سانحة ‏لتقاسم مضامين المشاريع المندمجة للرؤية الإستراتيجية، وتملكها الجماعي وتلمس شروط إنجاحها، من خلال تشجيع ‏التعبئة الجماعية حول أوراش تطبيقها. ‏
وبعد التذكير بالمحطات الكبرى لسيرورة الإصلاح ومرتكزاتها ومرجعياتها الموجهة وفي مقدمتها أحكام الدستور الجديد ‏للمملكة والتوجيهات الملكية السامية، انتقل السيد رئيس المجلس إلى الحديث عن الرؤية الاستراتيجية كإطار مرجعي ‏وطني للإصلاح التربوي، يحدد التوجهات والمبادئ والاختيارات والأهداف الكبرى للمنظومة التربوية. ‏
‏ واستعرض رئيس المجلس، الهندسة العامة للمشاريع المندمجة الستة عشر، ومجالات تدخلها الثلاث على مستوى ‏مجال الإنصاف وتكافؤ الفرص بستة مشاريع مندمجة، مجال الارتقاء بجودة التربية والتكوين بستة مشاريع مندمجة، ‏ومجال الحكامة والتعبئة بأربعة مشاريع مندمجة، مؤكدا انسجام هذه المجالات مع الأسس والخيارات الكبرى الناظمة ‏للإصلاح، كما وردت في الرؤية الاستراتيجية، ومبرزا أهدافها والعناصر الكبرى لكل مشروع من حيث الأهداف المتوخاة ‏والنتائج المنتظرة. ليشير بعد ذلك، إلى أن الوزارة اعتمدت منهجية التخطيط الاستراتيجي ومقاربة التدبير بالمشروع في ‏تنزيلها لمضامين الرؤية الاستراتيجية، بالاستفادة من التراكمات المحققة خلال التجارب السابقة وإعطاء دور أكبر ‏للمستوى الجهوي في تفعيل المشاريع المندمجة. ‏
‏ كما تحدث عن توفير شروط نجاح الإصلاح من خلال مجموعة من المستلزمات الأساسية الضامنة للتنزيل الفعال ‏والناجع للمشاريع عبر تقوية القدرات التدبيرية للموارد البشرية وتطوير آليات ومساطر التدبير، ترسيخ الواجب المهني، ‏الارتقاء بالتواصل المؤسساتي الداخلي والخارجي، إضافة إلى التعبئة المجتمعية حول أوراش الإصلاح، معتبرا الرؤية ‏الاستراتيجية 2015/2030 فرصة تاريخية للارتقاء بالمدرسة المغربية كما وكيفا ومردودية، ومستحضرا فلسفة وروح ‏ومقومات الجهوية المتقدمة التي يتيح استثمار جميع إمكانياتها توفير دعم منتظم للمدرسة المغربية من خلال إدماجها في ‏صلب مقومات التنمية المحلية. ‏
‏ وختم الكاتب العام للوزارة، رئيس المجلس، كلمته، بالتوجه بالشكر والتقدير لأعضاء المجلس الإداري، ولكافة ‏الشركاء، على الدعم والمساندة من أجل الارتقاء بالمنظومة التربوية على صعيد الجهة، وبالإشادة بأداء ومجهودات ‏مختلف الأطر التربوية والإدارية. داعيا الجميع إلى المزيد من التعبئة والانخراط من أجل إنجاح هذه اللحظة التاريخية ‏وتدشين مسار متميز وحاسم لإصلاح المنظومة التربوية، وتجديد المدرسة المغربية على أساس الإنصاف والجودة ‏والارتقاء، في أفق جعلها دعامة حقيقية لترسيخ المشروع المجتمعي الذي يقوده، بكل حكمة وتبصر، صاحب الجلالة الملك ‏محمد السادس نصره الله وأيده. ‏
‏ ومن جهته، قدم مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية، عرضا تناول فيه السياق العام للمنظومة التربوية ‏ومونوغرافيا الجهة ومؤشرات التمدرس ووضعية تنفيذ ميزانية الأكاديمية برسم سنة 2016 والحصيلة المرحلية لتنزيل ‏المشاريع المندمجة على مستوى الأكاديمية برسم سنة 2016، ومشروع برنامج العمل الجهوي المميزن برسم سنة ‏‏2017. ‏
‏ وللإشارة، فقد تخللت عرض مدير الأكاديمية، مقاربة تحليلية لخصوصيات الجهة مع التركيز على الأدوار الأساسية ‏وإسهامات الفاعلين، وكذا إبراز بناء مشاريع الإصلاح الحاملة لأجوبة عملية ونوعية عن الأسئلة التي يطرحها واقع ‏المنظومة التربوية بالجهة. كما أظهر مدير الأكاديمية، المؤهلات المساعدة غلى تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المشاريع ‏مع تحديد أهم مستلزمات إنجاحها. ‏
‎ ‎وبعد تلاوة تقارير كل من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية ولجنة التنسيق مع قطاع التكوين المهني ولجنة التنسيق ‏مع قطاع التعليم العالي، فتح المجال للتدخلات، والتي تناولت أداء الأكاديمية والمديريات الإقليمية والتفاعل الإيجابي مع ‏مضامين وأهداف مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، مع الدعوة إلى التصدي لبعض الإكراهات والسعي إلى ‏تحقيق المزيد من الإنجازات خصوصا بالوسط القروي تفعيلا لمبدأ التمييز الإيجابي على مستوى الدعم الاجتماعي وتحفيز ‏الموارد البشرية، إضافة إلى تقديم بعض المقترحات حول تأهيل البنايات وتعزيز المسارات بين التعليم والتكوين المهني ‏وتوسيع العرض التربوي والمهني وتنويعه.‏
‏ وقد عبرت جل المداخلات، على تثمينها لأدوار المنظومة التربوية وتعبيرها عن الاستعداد الكبير لدعم المجهودات ‏المبذولة، خصوصا بعد الشروع في تنفيذ المشاريع المندمجة ووضوح الرؤية من حيث التخطيط والتوطين والإنجاز، عبر ‏برنامج جهوي يستحضر المستلزمات والتعبئة.‏
‏ في حين أكد أحمد أخشيشن، رئيس مجلس الجهة، على أن الدولة والفاعلين التربويين يقومون بمجهود استثنائي، داعيا ‏إلى ضرورة تغيير المنظور السائد حول المدرسة المغربية وعدم الخوض في قراءات مجتمعية غير مشجعة. وفي معرض ‏حديثه عن الصعوبات المطروحة، أشار إلى ظهور مؤشرات من نوع جديد تبعث على التفاؤل إذا تمت قراءتها بشكل ‏متأني وصحيح، موجها الحضور إلى ما جاء من نسب ومؤشرات في عرض مدير الأكاديمية، وداعيا إلى استحضار مثل ‏هذه القضايا بقوة. وفي حديثه عن مخطط التنمية الجهوي، ذكر رئيس مجلس الجهة بما خلص إليه التشخيص القبلي من ‏مؤشرات حول الوضع الاجتماعي والهشاشة ببعض أقاليم الجهة. وختم كلمته بالدعوة إلى عدم إلقاء المسؤولية الكاملة على ‏الدولة، مؤكدا عزم الجماعات الترابية الدائم على الانخراط والتعاون المستمر مع المنظومة التربوية ومشيرا إلى طموحات ‏الجهة على مستوى دعم المجهودات المرتبطة بتنزيل الرؤية الإستراتيجية 2015/2030. كما أعلن عن عزم مجلس ‏الجهة، تخصيص دورة استثنائية لمجال التعليم، خلال السنة الجارية.‏
‏ في ذات السياق، أوردت مختلف الردود والتوضيحات، العديد من المقترحات ، مشيدة بالتدخلات المتنوعة التي ستفتح ‏آفاق جديدة أمام التنزيل الميداني لمشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، ومثمنة للاهتمام الذي تحظى به المنظومة ‏التربوية لدى أعضاء المجلس الإداري وفي مختلف الأوساط المجتمعية. كما تمت الإشارة إلى ضرورة استغلال فرصة ‏الجهوية التي ستعطي دفعة قوية للمنظومة التربوية والتنمية المجتمعية، خصوصا أمام مؤشر احتضان الجهة للمدرسة ‏عبر مخططها الجهوي. ‏
هذا، وبعد المناقشة والردود، صادق أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية بالإجماع على مشروع برنامج العمل الجهوي ‏المميزن برسم سنة 2017. ثم تمت تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ‏بمناسبة اختتام أشغال المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.