في الوقت الذي تعرف فيه، المتنزهات والحدائق العامة والمسابح وحتى ضفاف وادي أوريكا وسد للا تاكركوست وفي مناطق أسني وإمليل بجبال الأطلس الكبير، اكتظاظا منقطع النظير بالمواطنات والمواطنين المراكشيون، حيث تنتشر ظلال بساتين التفاح والكرز واللوز والإجاص، ريثما تنحسر تلك الموجة خلال أيام الحر الحالية، التي تعرف فيها المدينة الحمراء موجة شديدة من الحرارة تشمل محيطها ومعظم الأقاليم المحيطة بها، بعدما تصل معدلات الحرارة إلى 42 درجة مئوية، حيث ينتظر أغلب المراكشين، خصوصا من ذوي الدخل المحدود، ممن لا يملكون وسائل تخفف من حدة هذا الحر،إنحصارهذه الموجة بسرعة، تظل ذت المدينة الحارة، من أبرز الوجهات السياحية المغربية والدولية حيث تصنفها بعض المواقع العالمية المختصة في قطاع السياحة كأول وجهة سياحية في أفريقيا،وبدول العالم العربي، رغم ما عرفته ذات المدينة من تراجع ملموس في عدد السياح الوافدين إليها خلال العامين الماضيين بسبب إنتشار جائحة كورونا، قبل أن ترتفع نسبة مداخيل القطاع السياحي بالمدينة إلى 80 % خلال الفصل الأول من 2022 مقارنة بـسنة 2021 .
هذا، ولاتستقطب مدينة مراكش السياح بتعدد مواقعها الآثرية المختزلة لمسار الحضارات العربية الإسلامية ولمساتها الأمازيغية وأبعادها الموريسكية والحسانية، وبالمتاحف وأروقة الفنون ومعارض التحف والمطاعم المغربية والدولية والمقاهي والمنتجعات الإستجمامية والأندية الرياضية والترفيهية والأسواق العصرية، والمتاجر الشعبية الحضرية والقروية فقط، وعشق إختراق دروب وأحياء وممرات لمدينة العتيقة بعربات الكوتشي، وإنما بدقة وتنوع تفاصيل فنون العيش،وقدرتها على تمكين السياح فيها للقيام برحلات في المكان وحتى الزمان لاكتشاف زخم الثقافات التي تتعايش في مدينة الرجال السبعة.
في هذا السياق، تؤكد الأستاذة سعاد النفاتي هنري، خبيرة سياحة الرفاهية الدولية، أنه لا يمكن للسائح أن يُقيم بمدينة مراكش لتكتمل صورتها في ذهنه إلا إذا لم يقض بها 3 ليالي مبيت، على الأقل، ليلة لزيارة ساحة جامع الفنا والأسواق المرتبطة بها، بألوانها الزاهية وروائحها العبقة،وليلة للتعرف على المواقع الآثرية بها عتيقة وعصرية على غرار حدائق ماجوريل ومتحف إيف سان لوران،والمنتجعات المتنوعة، وليلة للإطلاع على محيط المدينة الخارجي، وما يشمله من واحات وأودية وجبال.
وتضيف النفاتي هنري، أن ارتفاع درجات الحرارة في مراكش،باتت تعتبر قيمة نوعية Valeur de qualité لا تتغير، فمراكش دائما عبر الفصول الأربعة تظل المدينة ذات الجمال الساحر والطبيعة الخلابة والثقافة التي تجمع بين روعة الحاضر وسحر الماضي، والتطلع للمستقبل.