إجراءات عاجلة من الاتحاد من أجل المتوسط ضد التلوث البلاستيكي في حوض المتوسط

مـحـمـد الـقـنــور : 

في يوم البيئة العالمي دعا الاتحاد من أجل المتوسط، من برشلونة الإسبانية، اليوم 5 يونيو الجاري، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة مستويات التلوث البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط، الذي أصبح أحد أكثر المناطق تلوثًا بالبلاستيك في العالم.

ومن المتوقع أن يتضاعف تسرب البلاستيك إلى البحر بحلول عام 2040 إذا لم يتم تحسين إدارة النفايات بشكل جذري. وتشير الدراسات إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يصبح وزن البلاستيك في البحر أكثر من وزن الأسماك خلال 25 عامًا.

إلى ذلكــ ، يُلقى ما يقرب من 730 طنًا من النفايات البلاستيكية في البحر الأبيض المتوسط يوميًا، مما بات لا يُشكلُ قضيةً بيئيةً ملحةً فقط، بل تمثل تحديًا اجتماعيًا واقتصاديًا وصحيًا عامًا، إذ يُعد التلوث البلاستيكي ناقلًا للأنواع الغازية، حيث تتراكم النفايات البلاستيكية في شكل جزيئات دقيقة في الأسماك والأحياء البحرية التي يستهلكها البشر، مما يؤثر سلبًا على الصناعات الرئيسية في المنطقة على غرار الصيد البحري، والتنوع الإحيائي والسياحة.

وشدد الاتحاد من أجل المتوسط، أن إزالة البلاستيك من حوض البحر الأبيض المتوسط، بات يعتبر أمرا بالغ الأهمية، كما أصبح الحد من استخدام البلاستيك، ومنع تسربه إلى البيئات البحرية أكثر أهمية.

كما أعلن الاتحاد من أجل المتوسط استمرار إلتزامه بتعزيز السياسات والمبادرات الداعمة للاقتصاد الأزرق المستدام، من خلال الشراكة المتوسطية الزرقاء التي تسهم في دفع التحول الأزرق والأخضر الضروري لمنطقة المتوسط.

وأكد الاتحاد من أجل المتوسط الحاجة المُلِحّة على اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التهديدات المتزايدة الناجمة عن التلوث البلاستيكي في المنطقة. فعلى الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط يمثل أقل من 1% من مساحة المحيطات العالمية، إلا أنه يؤوي نحو 20% من جميع الأنواع البحرية المعروفة، مما يجعله أحد أبرز النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي البحري عالميًا، كما يعتبرُ موطنا لأحد أكبر تجمعات التلوث البلاستيكي البحري في العالم، مع تسرب نحو 730 طنًا من النفايات البلاستيكية إلى مياهه يوميًا.

هذا، وتشير التقديرات إلى أنه إذا استمر إنتاج البلاستيك في النمو بمعدل 4% سنويًا، ولم يتم تحسين إدارة النفايات جذريًا، فقد يتضاعف تسرب البلاستيك إلى البحر بحلول عام 2040، مع احتمال أن يفوق وزن البلاستيك وزن الأسماك بحلول عام 2050.

وينتج تراكم التلوث في البحر الأبيض المتوسط عن عدة عوامل، منها الكثافة السكانية الساحلية العالية، والسياحة الجماعية، ومحدودية تبادل المياه بسبب طبيعته شبه المغلقة، ويسبب هذا التلوث مخاطر بيئية وصحية واجتماعية واقتصادية جسيمة لا تزال آثارها قيد الدراسة. ولهذا، يجب أن تركز الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة على تعزيز سياسات الاقتصاد الدائري، للحد من استهلاك البلاستيك وتشجيع استخدام بدائل قابلة للتحلل وأكثر استدامة.

ومعلوم، أن  الاتحاد من أجل المتوسط كان داعمًا قويًا لمبادرات الاقتصاد الأزرق المستدام، حيث تمثلت هذه المبادرات في الشراكة المتوسطية الزرقاء، كصندوق متعدد المانحين أُنشئ بمبادرة من الاتحاد لحشد الاستثمارات في مشاريع الاقتصاد الأزرق المستدامة في جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنطقة البحر الأحمر، حيث من المتوقع الإعلان عن مستجدات مهمة لهذه الشراكة الأسبوع المقبل خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس.

كما تشمل مجالات العمل ذات الأولوية الأخرى للاتحاد من أجل المتوسط: التجمعات البحرية، إزالة الكربون، التنوع البيولوجي البحري، الوظائف الزرقاء، والطاقة المتجددة، حيث تم حشد أكثر من 500 مليون يورو منذ الإعلان الوزاري الأول للاتحاد بشأن الاقتصاد الأزرق المستدام في عام 2015.

من جهته، صرّح ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن يوم البيئة العالمي، يعد محطة للتحسيس بالمد المتزايد للنفايات البلاستيكية كقضية بيئية تؤثر بشكل مباشر على رفاه واقتصاد وأمن  دول حوض الأبيض المتوسط .

كما أبرز كامل أن التحديات العابرة للحدود مثل التلوث البلاستيكي باتت تتطلب حلولًا عبر الحدود، حيث سيظل الاتحاد من أجل المتوسط داعمًا لمبادرات التعاون الإقليمي التي تعزز التنمية المستدامة وتحمي حوض المتوسط الثمين للأجيال القادمة”.

وللإشارة، فإن الاتحاد من أجل المتوسط يشكل منظمة حكومية دولية أورومتوسطية تجمع بين 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي و16 دولة من جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، كما يوفر الاتحاد منصة لتعزيز التعاون الإقليمي والحوار وتنفيذ مشاريع ومبادرات ملموسة لها تأثير ملموس على مواطني الدول الأعضاء.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.