القوى الإقتراحية تتحركـ من أجل إستعادة روح ساحة جامع الفناء

الأستاذ عبد السلام الــدامــوسي : 

ترجمة : د. محمد أيت العميم :

مقال منشور بالفرنسية في مجلة “دفاتر تراث مراكش والجهة

الصادرة بشراكة بين جمعية منية مراكش .
ومتحف دار الصورة، ومتحف الموسيقى بحي المواسين في مراكش.

عرفت ساحة جامع الفناء منذ سنوات، مجموعة من التغييرات الهيكلية والثقافية والروحية والتنظيمية والاجتماعية والاقتصادية. كان لهذا التحول نتائج سلبية على الرواد والزوار على حد سواء. وبذلك فقدت الساحة روحها، وتضررت قيمتها الفنية. لقد تركت الثقافة مكانها للتجارة وللانتهازيين الذين لا هم لهم إلا استنزاف خيراتها بأي وسيلة كيفما كانت على حساب موروثها الإنساني. فالعديد منهم ينتهزون فرصة حلب البقرة من دون أن يقدموا لها ما تأكله. فالفنانون يعانون بينما التجار يمرحون.

تمثل جامع الفناء مركز جذب، ونشاطا تجاريا، وعلاقات عامة لمدينة مراكش. لكن المستفيدين من الساحة لا يخصصون أية ميزانية لمنشطي الساحة الحقيقيين. في نظري، يجب إعادة النظر في إسهام كل مكونات الساحة من خلال سياق جديد في عالمنا الجديد المتغير.
أي عالم جديد هذا ؟
إنه عالم الرقمنة.

والحقيقة، أن كل مجال ينبغي أن نحدث له منصة رقمية كي يصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس. يجدر بنا أن نقبل بأن العديد من الشباب أثناء وجودهم في الساحة يكونون غارقين في هواتفهم متصلين بشبكة الأنترنيت، من أجل الدردشة أو التصوير أو الأنستغرام أو التيك توك…. .

فبرقمنتنا لساحة جامع الفناء سنقرب الجبل إلى محمد إذا كان محمد لا يذهب إلى الجبل، فالمتخصصون في المواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، والبحث المباشر سيعملون على إدخال جامع الفناء إلى جيوب الناس سواء في المغرب أو خارجه. وكذلك بث أمسيات خاصة عند الفنانين بين الفينة والأخرى.

كما يمكننا، من خلال تدبير وتسيير دقيق، وهندسة ثقافة هادفة أن نجعل من جامع الفناء مكانا باذخا لثقافتنا بدل أن يكون مكانا للتسول والاستجداء (درهم على الله).

أ‌- ولنبدأ بالمكان نفسه:

1- عرصة البيلك:

مكان نموذجي للحكواتيين والزجالين. يتم اختيار أربعة حكواتيين إلى خمسة بعناية فائقة تصاحبهم لجنة تناقشهم وتقترح عليهم موضوعات للحكاية، على سبيل المثال حكايات من ألف ليلة وليلة، والدعابة المراكشية، والحديث عن حكواتي الساحة في الماضي. وعن الكتبية والكتبيين …
ويمكن للزجالين أن ينشدوا زجلهم ويطلبوا من الجمهور أن يشارك معهم في إتمام جمل من قصائد الزجل، وينبغي أن يكون الزجل متنوعا، المراكشي الصرف، والصحراوي ولعروبي والأمازيغي. مع ذكر منطقة كل زجل وثقافتها. هذا البرنامج اليومي تسطره اللجنة الثقافية المختصة.

2- بائعو العصير:

حيث أقترح أن يصطفوا في خط مستقيم مواز للبازارات بجانب مقهى أركانة حتى جامع خربوش. هذا الشكل سيوفر ستارة خلفية Bakdrop برتقالية اللوح لساحة جامع الفناء. ويستعمل حجابا للبازارات مثل خلفية toile de fond .

فزائر جامع الفناء ينبغي أولا أن يلتقي بالثقافة وبروح الساحة قبل أن يُستدرج لشراء العصير .

3- فنانو الساحة:

كما ينبغي أن تمنح الساحة الكبرى لمختلف الفرق الموسيقية في النهار، وفي الليل يصطف شارع الطعام في خطين متقابلين، متوازيين مع معصرات البرتقال. ليكون هناك ما يؤكل وما يشرب وما يرى.

فــأية حلول لكل هذا ؟

إن المحنة التي قطعناها وما نزال (كوفيد 19) هي فرصة استثنائية كي نعطي لجامع الفناء ما لجامع الفناء. ينبغي أولا أن نصف الحالة ونقيم الوضعية ونقوم بتحليل عميق للنقاط الإيجابية والسلبية للساحة. من أجل أن نجعلها مكانا لدعم ثقافتنا ونشرها على المستوى الوطني والدولي، وأن نصالح الشباب مع موروثهم المادي واللامادي. وأن نقبل أن جامع الفناء فضاء حركي ودينامي إذ لا يمكننا أن نوقف الزمان ونجعله راكدا.
فمن الأفضل أن نوجه هذه الدينامية نحو الإيجابي بدل أن نتركها للعشوائية، يفترض أن تكون ساحة جامع الفناء واجهة مراكش، وساحة تفاعلية، فهي اليوم في حاجة لتسيير وتدبير حتى يكون تأثيرها على الآخرين إيجابيا وتجعلهم يعيشون تجربة فريدة.
فكيف يمكننا أن نتصرف في ظل متغيرات زمن الوباء، ومع التباعد الاجتماعي الذي يناقض بالمرة المبدأ الأساس للساحة. كيف يمكننا أن ننظم الفنانين وشارع الطعام، وجامع الفناء في النهار والليل.

أ‌- في النــهــار:

ينبغي للمدير الفني مع لجنة الاقتراحات أن يختار الفرق حسب نوعيتها وأصالتها، وأن تضم الساحة عشر فرق من الآن نفسه من أجل التحكم في الضوضاء المعتادة، وسيموقع المدير الفني الفرق المتعددة، ويمكن للفرق أن تلعب بالتناوب. وأقترح الفرق الآتية من أجل الصوت واللون:
الدقة المراكشية، التقيتقات، كناوة، عيساوة، الجفنة، الهواريات، والفناير ضيفا.
كل فرقة توزع منشورات تتضمن بعض المعلومات حول الفرقة وأصولها. ويمكن أحيانا استدعاء علماء في الموسيقى وانثربولوجيين، لتقديم الفرقة وتفسير الأصول الغنائية لديها، كل هذا شريطة العناية بالنظافة والتباعد الاجتماعي والانضباط، ويقترح توقيت العروض في البداية وتقديم تقرير التقويم في النهاية، من أجل التشجيع.

ب‌- في الَّلــيـــل :

أثناء الليل تنتعش الساحة بمعصراتها وبساط الأكل فيها المتنوع، كل واحد حسب تخصصه. هذا الأمر ستجنى منه ثمار على مستويات عديدة، اقتصادية وغذائية وثقافية. ضرورة تعليق في كل رواق أكل بطاقات مكتوب عليها الوجبات وبعض الشروحات حول الأكلة وأصولها. وكذلك ينبغي أن يكون هناك منشط ينشد مثلا قصيدة الطنجية على سبيل المثال.
الفرق الموسيقية في الليل مختلفة عن فرق النهار.
ناس الغيوان، الشيخات، القعدة، الملحون، أمازيغ مع بعض الحكواتيين.

جامع الفناء الصغير:

أقترح في جامع الفناء أمام جامع خربوش أن يكون فيه الفراشة، والحنايات، بمعية فرق صغيرة في النهار. وفي المساء، الحلزون، والصحراويون حمادشة، وكناوة.

لقزادرية:

كما يمكن لساحة لقزادرية، في نهاية شارع الموحدين، عرصة المعاش، أن تكون امتدادا لجامع الفناء مع التركيز على الثقافة اليهودية المغربية. موسيقى وفكاهة ومطبخ يهودي مغربي.

بنك المغرب:
متحف التراث الشفهي.

بائعو النعناع والنباتات من جانب، ومن جانب آخر بائعو العصير من أجل الرائحة واللون بطاولات صغيرة لتقديم أنواع الشاي المغربي للزبائن مع الرغايف والبغرير. ودائما مصحوبة ببطاقات تعريفية.
ثم ماسحو الأحذية يبقوا في مكانهم، مع تحويل بائعي الأقراص المدمجة، وإلزامهم بضرورة خفض صوت المسجلات.

التمويل:

ينبغي رصد ميزانية سنوية للتسيير ولدعم الفنانين وتعويضهم.
من الذي سيخصص هذه الميزانية ؟
– جهة مراكش تانسيفت الحوز.
– وزارة الثقافة.
– وزارة السياحة.
– ONMT
– أصحاب الفنادق.
– تجار المدينة، 100 درهم لكل واحد في الشهر.
– المستشهرون.
– شركات الميديا.
– المحسنون.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.