بلغة الأرقام، عمالة الحوز تقدم معطيات حول إعادة إعمار المناطق المتضررة بالزلزال

مـحـمـد الــقـنـــور :

إلى غاية 31 غشت الفارط ، تكلل مسار تنزيل برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال بحصيلة إيجابية، رغم كل الصعوبات الميدانية والإكراهات الجغرافية المطروحة، إذ عرف تطورا ملموسا يضمن شروط عيش كريمة للساكنة المتضررة، ويوفر لها السكن في ظروف إنسانية لائقة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.

وأفاد بلاغ صحافي صادر عن عمالة إقليم الحوز، أن عملية منح تراخيص البناء خضعت لمعايير دقيقة بإشراف تقني من طرف مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، وعلى أساس دفتر تحملات ينضبط للمعايير العلمية والتقنية المضادة للزلازل، ويأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المعمارية والثقافية للمنطقة.
كما أكد ذات البلاغ ، أن الساكنة المتضررة من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الإقليم وقع زلزال الحوز في المغرب ليل الجمعة 8 شتنبر 2023، حوالي الساعة 11:11 مساءً بالتوقيت المحلي، والذي بلغت قوته 7.0 درجات على سلم ريختر، وكان مركزه في جماعة إغيل الجبلية التابعة لإقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش، استفادت من المساعدات والإعانات التي تستجيب لحاجياتها الأساسية، وتوصلت شهريا وبصورة منتظمة، بناء على الإحصاء الذي قامت به اللجان المختلطة، بالدعم المالي 2.500 درهم، المخصص للكراء والإيواء، بالإضافة إلى 140.000 درهم أو 80.000 درهم المخصصة لإعادة البناء.

إلى ذلك، أشار البلاغ المعني إلى أن مستويات إنجاز الأشغال تطورت بصورة ملحوظة، حيث وصلت إلى 91.33% بعدما انتهى بناء ما يناهز 24000 مسكن، وذلك وفق معايير فنية وتقنية عالية، كما تمت إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة تقدم الأشغال في نهاية شهر شتنبر الجاري 93 %، وفي غضون الشهرين القادمين 96%، علما أن 3% لم تنطلق فيها الأشغال إلا مؤخرا بعد إشعار الساكنة ومواكبتها من قبل السلطات المحلية.

هذا، وبناء على دراسات تقنية معمقة وتدخل ميداني من قبل اللجان المختلطة، تم تنفيذ حلول بديلة لتجاوز الإشكاليات التي كانت مطروحة، تلك المرتبطة بالمساكن المتواجدة في المناطق الوعرة أو المناطق ممنوعة البناء أو التي استلزمت تدابير خاصة بناء على ملاحظات المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE)، مما ساهم بفعالية في استئناف الأشغال، وتسريع وتيرة البناء وإعادة الإعمار.
كما تم تسجيل 4% من المتضررين الذين لم يبدؤوا البناء بعد، ويدخلون إما في نطاق مشاكل بين الورثة، أو ضمن حالات امتنعت عن البناء رغم توصلها بالدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة لهذا الغرض، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا النطاق بعد أن تم إشعارهم وتذكيرهم مسبقًا من قبل السلطات المحلية لبدء الأشغال كما فعل المستفيدون الآخرون.

ووصف نفس البلاغ، أن هذه المعطيات التي تتضمن لغة الأرقام، تؤشر على إيجابية الحصيلة المتعلقة بعملية إعادة الإعمار، علما أن عمليات ما قبل البناء التي سبق أن باشرتها لجنة القيادة والتتبع، والمتمثلة في الإنقاذ، وإحصاء الساكنة المتضررة من طرف اللجان المختصة، وإزالة الأنقاض والخرائب والتراكمات والأتربة لأكثر من 23.500 منزل منهار، ثم منح تراخيص البناء، هي عمليات معقدة تطلبت وقتا وجهدا معتبرين، نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم الوعرة، مما استلزم معدات خاصة وآليات ضخمة وموارد بشرية هائلة، لاسيما وأن معظم المنازل توجد بمناطق صعبة الولوج.

وخلص البلاغ المذكور، إلى أنه تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل تم بوتيرة سريعة في الاشتغال رغم كل الإكراهات والصعوبات الميدانية المطروحة، وذلكــ مقارنة مع تجارب دولية تطلبت على الأقل 3 سنوات لإعادة الإعمار، خصوصا، وأن بداية عملية البناء لم يمر عليها حتى الآن سوى عام ونصف.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.