عباقرة الكوميديا المغربية، إبداع مستمر، وخطاب مَرِحٌ يدغدغ الذكاء

مـحـمــد الـقـنــور :

 

حين يكون الفن مرآة المجتمع، ينحاز الإبداع تلقائياً للنص والأداء والإخراج، وعندما تعكس هذه المرآة وجوهاً ضاحكة، فهنا يتألق الإبداع في أبهى صوره، لينطلق إلى عوالم عباقرة الكوميديا المغربية، ضمن إبداع مستمر، وخطاب فني يدغدغ الذكاء  .

فمع الكوميديا المغربية ، برزت أسماء ووجوه نجحت في خطف القلوب والعقول،على غرار عبد الرحيم التونسي “عبد الرؤوف” والراحل محمد بلقاس ومليكة العمري وحنان الفاضلي وحسن الفذ، وعبد الله فركوس، ومحمد الجم، ، ودنيا بوطازوت وعبد الرحيم بن الزبيري، وعبد الجبار الوزير وأمال الأطرش وجاد المالح،وكمال كاظيمي، ومحمد بهزاد وسعيد الناصري، ومحمد الخياري وآخرون من خلال أعمال لامس بعضها الواقع، فسخر من وجعه، ليخفف المصاب، واتجه بعضها الآخر لرسم البسمة على الشفاه، فانصاعت خفة الظل والعفوية في خدمة هذا الهدف بكل حرفية.

ففي المغرب عموماً، ظهرت أسماء عدة صافحت هذا الهدف، فوقفت بكل ألقها على المسرح ووراء الشاشتين، الكبيرة والصغيرة، وتغلبت على كل أوجاعها، في سبيل توصيل رسالة الفن وإضحاك الجمهور.

هن وهم فنانون كبار تألقوا في مجال الكوميديا،، فأبكوا القلوب بعد أن أضحكوها على مدى سنوات طوال، وتركوا أرشيفاً خالداً من أعمال رائعة.

 

ولا شك أن طاقة فناني الكوميديا المغربية ، ستظل ايجابية تثير بدواخلنا أسئلة كثيرة، يتردد صداها عالياً، نتساءل معها عن قدرة هؤلاء الكبار على إثراء الساحة بأعمال غنية، وأفكار متجددة من عام لآخر، لنجد أنفسنا في كل عام أمام هؤلاء المبدعين الذين كبرنا على إبداعاتهم، وهرمنا قبل أن تهرم الابتسامة على وجوههم.

فقد نجح الكوميديون المغاربة من خلال ارتجالهم وموهبتهم، في إضافة الكثير للنصوص المكتوبة، فالموهبة لا يحكمها نص ولا يؤطرها سيناريو.

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.