فهد لشهب مخرج شاب يكسب رهان التميز
هاسبريس :
احتضنت قاعة رونيصانص بالرباط، مساء الخميس المنصرم ، عرضا لفيلم “البريء”، أول فيلم طويل للمخرج كاتب سيناريو الفيلم فهد لشهب، والذي تبلغ مدته 82 دقيقة،بحضور نخبة من الممثلين والمخرجين والنقاد وعشاق الفن السابع حيث يقدم الفيلم مأساة ذات طابع اجتماعي وتربوي من خلال معاناة طفل.
إذ يسرد الفيلم ، الذي أنتجه محمد بوشعيبي ويوزعه في القاعات المغربية نجيب بنكيران، قصة أمين، الطفل ذي 13 سنة، اللعوب واللامبالي في المدرسة، نتيجة نقاطه ونتائجه المتدنية في التحصيل الدراسي، مما ينعكس على نفسيته، ويضعه في بوثقة العنف تجاه محيطه. مما يدفع بوالدته إلى استشارة طبيب نفسي الى محاولة تصحيح مساره في مواجهة أب متعنت يجمع بين القسوة تجاه الابن والخيانة والتسلط تجاه الزوجة.
وتستمر مفارقات ودرامية فيلم “البرئ”عندما يتم إحتضان “أمين” وصداقته لطفل آخر من أسرة ميسورة وأم طبيبة وأب مهندس معماري،مما يسهل ولوجه لعالم إيجابي يحتضن شغبه ويتفهم حاجياته.
وتستمر حبكة الفيلم عندما يشخص طبيب نفساني حالة أمين ، ويقدم الإجابات عن دوافعلا مبالاته بالدراسة وشغبه المفرط من خلال ضرورة علاجه بالعقاقير، التي يعتبرها والد أمين نوعا من ”المخدرات” حيث يرفضها لطفله ولا يوافق عليها.
في حين يصمم أمين على إستعداده لقبول العلاج بالعقاقير الموصوفة من طرف الطبيب، ومتابعته للعلاج من أجل تحقيقه ووصوله لهدفه الذي أصبح مؤمنا به ، من أجل النجاح في المدرسة وحياة جديدة ، تمكنه من تجاوز وضعه العائلي المأساوي .
وكان الفيلم، الذي تم تصويره في مدينتي الرباط والقنيطرة ومحيطهما، قد قدم يوم 21 دجنبر الماضي في عرض ما قبل الأول بالقنيطرة، في إطار أربعاء السينما الذي ينظمه النادي السينمائي بالمدينة.
هذا، ويتقمص الأدوار الرئيسية لفيلم “البرئ” المستفيد من دعم المركز السينمائي المغربي، كل من الممثل الفنان فريد الركراكي في دور الأب “عمر” والممثلة الفنانة نرجس الحلاق في دور الأم ”غيثة” والممثل الفنان عبد الرحمن عطار الذي يتقمص دور الطفل أمين ، والذي تميز بدوره المميز وإتقانه لمختلف المشاهد داخل الفيلم، مما يؤكد على ظاهرة سينمائية واعدة, وكذلك بالنسبة للمخرج الشاب فهد لشهب من مواليد 1988، كأحد المخرجين الشباب الجدد ، والواعدين على مستوى تقديم رؤية جديدة للسينما المغربية، تنطلق من مسار مهني سينمائي مكنه من إكتساب آليات تقنية وإبداعية، ونقلته من متدرب إلى مساعد مخرج، ثم تابع دراسته وتخرج من مدرسة السينما والتلفزيون والسمعي البصري بمدريد، ليتوج إبداعيا بفيلم “البرئ” .