في أجواء إحتفالية باذخة حسب وصف العديد من المتتبعين ، اختتمت مساء أول أمس السبت 16 شتنبر الحالي الدورة الرابع لمهرجان فن الملحون والأغنية الوطنية، على إيقاعات مجد الأغنية الوطنية ، ففي آخر سهرات دورة المهرجان الرابعة ، الذي نظمته جمعية الشيخ الجيلالي أمثيرد ، كان الجمهور على موعد مع الفنان فؤاد الزبادي الذي أطرب وهز الجمهور بصوته الشجي ،وكشكول أغنياته المعروفة، حيث قدم المغني المغربي المميز عرضا رائعا على خشبة المسرح الملكي، امتزجت فيه هارمونية وموسيقى فرقة أصيل للموسيقى تحت قيادة الموسيقي الأستاذ عز الدين دياني، وضمن حضور أسماء كبيرة من عالم الموسيقى على غرار الموسيقار عبد الله عصامي ، والمايسترو المعروف أحمد عواطف ، وذلكـ ضمن سلسلة عروض موسيقية وأصوات غنائية وشذرات فنية طربية في ليلة متنوعة الفقرات، إختار لها منظمو المهرجان، ليلة تكريم الفنان الغيواني مولاي الطاهر الأصبهاني، أحد رواد ومؤسسي نادي الفنون الشعبية “جيل جيلالة” إلى جانب الغيوانيين الكبار عبد الكريم القصبيجي ومحمد الدرهم ومولاي عبد العزيز الطاهري، وآخرون .
هذا، وتمكن الفنان فؤاد الزبادي من أسر الجمهور من خلال الانتقال السلس بين الطبقات الصوتية والنوتات الموسيقية، وكأن الأمر يتعلق بمحيطات نغمية تتماوج في ظل الإيقاعات المسترسلة التي تعبر عن ثراء الأغنية الوطنية المغربية شكلا ومضمونا، خاصة بفضل إلقاءاته الغنائية المميزة .
ومن خلال إرتسامات إستقتها “هاسبريس” من مختلف الشرائح الإجتماعية والمهتمين والمتتبعين للمهرجان ، أبرزت الدكتورة لطيفة بلالي ، رئيسة فرع مراكش بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، والأستاذة الجامعية بجامعة القاضي عياض أنها تشعر بسعادة غامرة لتواجدها في الدورة الرابعة للمهرجان بمراكش، المدينة العصرية والمتعددة الثقافات والرائعة ثقافيا وسياحيا ، حيث لم تخف إنبهارها بإنفتاح دورة المهرجان، على مختلف الشرائح الإجتماعية، وعلى ذوي الحاجات الخاصة من المكفوفين والمسنين ، وتخصيص إحدى فقرات المهرجان عبر أمسية الملحون الثالثة والميازين الشعبية المراكشية، لنزلاء ونزيلات مقر دار البر والإحسان بمراكش، مما أضاف أبعادا إنسانية لأبعاد المهرجان الفنية والفرجوية، إزدانت بها هذه المدينة وأرسلت أكثر الدلالات التكافلية والإستشعارية الإنسانية لجمهورها.
من جهتها ،أكدت الأستاذة نادية الهواري، مهندسة في مجال الطاقة ، ومهتمة بفنون الطرب والموسيقى لــ “هاسبريس” أن منظمي الدورة الرابعة من خلال جمعية الشيخ الجيلالي أمثيرد تمكنوا بفضل مواهب أعضائها من خلق جو من التفاعل مع الجمهور ، بَصَمَ هوية متفردة داخل أجندة المهرجانات في عالم موسيقى التراث، وبرع في إستحضار فنون الفلكلور المغربي المراكشي كالدقة والموازين الشعبية، إلى جانب خالدات قصائد الملحون والأغنية الوطنية .
كما صرح الفنان الغيواني عبد الكريم القصبيجي، نجم ندي الفنون الشعبية ، “جيل جيلالة”، أن تكريم مولاي الطاهر الأصبهاني زميله الفنان ضمن نفس المجموعة، يعبر عن هوية مزيجة من الحضارة والفن الراقي، والتراث والموسيقى العريقة المغربية المفعمة بالمواطنة والإلتزام بالقضايا المغربية ، والتغني بالأمجاد والملاحم الوطنية تحت سحر الإيقاعات الفريدة والموهبة الجلية لجل الفنانات والفنانين، خصوصا الشباب ممن إكتشفهم المنظمين رغم حداثة تواجدهم في عالم الفن. هذا، وعرفت عروض السهرة الختامية باقات غنائية لكل من الفنانات الواعدات شيماء دوبلال ، ومريم وسارة كنون، وسكينة أحميدوش ، والفنان محمد العمراني، حملت الحاضرين في جولة عبر موسيقى المغرب المعاصر، من خلال المعزوفات المتأثرة بكل روافد اللحن المغربي ، وإيقاعات الأنغام الشعبية المغربية. وفي تصريح لــ”هاسبريس” أبرز الأستاذ عبد الرحمان الملحوني، مؤسس مهرجان “فن الملحون والأغنية الوطنية” ، أنه سعيد بروح الإنسجام التي سادت بين كل أعضاء اللجن الساهرة على المهرجان،وروح التعاون بين الجهة المنظمة والجهات الداعمة، ومثمنا البرمجة التي ميزت النسخة الرابعة لهذه السنة 2017، والتي كانت متنوعة من حيث الإيقاعات والأصوات، معتبرا أن “الجمهور كان سعيدا، ومشاركا وهو أمر جيد. وهذا هو الهدف”.
وكشف عبد الرحمان الملحوني ، المشرف العام عن المهرجان ، أن نسخة العام الجاري، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بشعار “نحو تثمين الموروث الشعبي المغربي”، استقطبت العديد من الفئات الإجتماعية والجماهير على إختلاف مشاربها الذوقية والثقافية ، مبرزا أن المهرجان بات يشكل محطة لقاء بين الثقافات المغربية والمواهب المغربية، كفضاء تلتحم قيه الفنون التعبيرية بالفنون التشكيلية، وتحضر ضمن فعالياته الأسئلة الفكرية حول التراث والموروثات الفنية ويتوحد ضمنه الفن مع الفكر، في إستحضار لدور الفنان والحرفي والأكاديمي والتاجر والباحث والطالب في تثمين التراث ، والدفاع عن الهوية الوطنية، مبرزا أن الدورة الرابعة حاولت الإنفتاح على روافد موسيقية جديدة في فن الأغنية الوطنية واكتشاف شذرات فنية خارجة عن المألوف، وتقديم أساليب جديدة، هي مزيج بين عراقة الفن المغربي الأصيل وعلى رأسه فن الملحون وفنون السماع والإنشاد وقسمات الموسيقى المغربية التي فتحت آفاقا جديدة للمواهب الشابة.