بدر قلاج، سيرة فنان واعد و تنوعات شاب مبدع

نعمة يوسف السوداني :
كاتب و ناقد  من هولندا :

للشاب المبدع الكاتب والمخرج بدر قلاج سيرة فنية جميلة حقا في عمره هذا , تدعوك الى متابعة نشاطاته المتميزة التي تتنقل بين عالم المسرح والسينما والتمثيل لذلك نراه يتمتع بقدرة مميزه حيث يعمل على افكاره ومواضيعه المستنبطة من المخيلة التي يمتلكها فيحولها الى خيال منبثقة من واقع لايخلى من الغرابة والطرافة في اغلب اعماله الفنية على مستوى الكتابة والاخراج والتمثيل ..
فهو بهذا المستوى يؤكد لنا على أنه يؤسس الى منجز فني أبداعي على مختلف المستويات ..
يعتمد الفنان بدر قلاج على متابعته المستمرة وعلى وعيه المبكر وحبه لهذه العوالم المتعددة المشارب والمدارس كطالب يبحث في الحركات الفنية بلا شروط او محددات عبر منظومة تاريخ الفن محاولا ان ينتج لنا منجزا فنيا خاصا به صوب الابداع بمكنوناته الذاتية , نراه يفتش بين افكاره عن المضامين والاشكال الفنية التي يعيشها في الواقع , متطورا , باحثا , بعيدا عن النمطية والقيود التي تعطل احاسيسه ومشاعره ..
موهبة منذ الصغر ..
كان هاجس المسرح يشتعل فيه منذالصغر , حينما جرب اول مرة يعتلي خشبة المسرح وكان عمره حينئذ لايتجاوز العاشرة , في دار الشباب عرصة الحامض , هذه الدار الفنية التي انجبت العديد من رواد المسرح في مراكش , من تلك التجربة التي منحته الفرصة للانطلاق في عالم وسحر الفن المسرحي الذي لم يفارقة حتى اليوم فكان له تاثيرا كبيرا على شخصيته التي ايضا اقامت علاقات جيدة مع اهل الفن وكان شديد التاثر بالمسرح العراقي , ومنه المخرج الاستاذ صلاح الصكر الذي يعتبره قدوة كبيره له ولاعماله المتعددة .

البناء الذاتي لشخصية الفنان بدر قلاج وعامل الزمن ..

تعتمد شخصية الفنان بدر قلاج على التطور الذاتي من اجل صناعة مستقبل زاهر عبر ثقافته التي جاءت حصيلة للتعلم والمشاهد والفرجة والقراءة في الماضي حتى تكونت له قناعات جديدة ملتزمة بخط انساني واهداف فنية انسانية راقية جعلته ان يكون صاحب قرار حقيقي لايحيد عن فنه وانسانيته متاثرا بمن دعموه من اساتذة وفنانين من المغرب وخارج المغرب , وهنا نذكر من مد اليه يد المساعد الاستاذ السياريست عبد الصمد الفتال ومن الاخراج الفنان عمر الجدلي وكلاهما من المغرب , بالاضافة الى الدعم المشهود من المخرجين العراقيين الاستاذ صلاح الصكر وسلام الصكر , هذه العلاقة الحميمية هي التي جعلت منه فنان مستمع جيد يدير عمله بشكل منظم متواصل مع الفن برسالته الانسانية , عبر تجربة وممارسة يطمح لها ان تكون ناضجة ومسؤوله ! وبالتالي فهو يعتمد في كتابته على لحظات مشروعة وخاصة يوصلها للمشاهد او المتفرج عبر الية العرض المسرحي او الفيلم السينمائي ..
كما استطاع الفنان الشاب بدر قلاج ان يكشف لعبة السيناريو والكتابة المسرحية وكيف تحمل جماليا فن الفيلم ايضا معتمدا على خطة مرسومة للعمل في بناء المادة المسرحية او السينمائية حسب تركيب المشاهد التي ينسجها في خياله مع الواقع المعيش في الجوار والوصف وبالتالي يشكل لنا مجموعة افكار جديدة ..
وبهده الطريقة عكس قلاج اسلوبه الخاص به وطريقة ترتيب افكاره على الورق بحبكة متطوره وفهم الوضع الدرامي وتقديم حكاياته وشخصياته بالافكار الاساسية لما يكتب في السيناريو او المسرحية منبثقا من المشاكل العالقة والمطروحة التي يحاول هو بدوره نعالجتها بمعطيات جديدة !


لذلك فهو استطاع بخلال فترة وجيزة ان يصنع لنفسه مكانة بين كتاب السيناريو بالمدينة الحمراء مراكش حيث كتب مجموعة من النصوص التي نالت استحسان من تعرف عليها:

في المسرح  له أعمال مسرحية كان من ضمنها :
1– امبراطورية الجواسيس
2 – فروج مارس
3– زمان النساء
بالاضافة الى نص متميز مونودرامي من تأليفه بعنوان “مذكرات نعيمه”

وفي السينما كتب بدر قلاج العديد من الافلام القصيرة نذكر منها :
1– الشيطان
2– الاخرس
3– تندوف
4 — أحلام
5 — البكالة
6 — البركاصي
وأيضا كتب فيلما طويلا تحت عنوان (( الغريبة ))

أما  في مجال التمثيل ، فقد شاركـ بدر قلاج في العديد من الاعمال المسرحية منها :
1 — مراكش اركانة السلام … من اخراج ..عبد الحق الصقلي
2 – مذكرات نعيمة …. من اخراج سلام الصكر
3 – امبراطورية الجواسيس ….. من اخراج عبد الله سالم البصري

كما شارك في فيديو كليب ” فنانة سميه عبد العزيز ” بعنوان : نيض ديك السيدا وهو من انتاج القناة الثانية المغربية ..

من هذا الابداع المستمر للفنان بدر قلاج نراه يطل علينا ايضا مشاركا في افلام قصيرة منها البكالة للمخرج احمد ابوي ,, وفلاش باك للمخرجة مريم الدوبي , بالاضافة الى فيلم وما كتابش للمخرج عمر لعوينه ..
مسيرة فتية لشاب مبدع يستحق الثناء والمباركة والدعم في جهوده هذه , لذا هو شاب واعد للمستقبل في حقل الفن المغربي بكل انواعه ..

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.