تقديم الترجمة العربية لكتاب “فنون وعادات البيضان” بالرباط
هاسبريس :
عدســـة : محمـد أيت يـحـي :
تم اليوم الأربعاء فاتح نونبر الحالي بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، تقديم الترجمة العربية لكتاب “فنون وعادات البيضان” لكاتبته أوديت دي بويغودو . ويضع هذا العمل الذي أصدره مركز الدراسات الصحراوية التابع لجامعة محمد الخامس بين أيدي القارئ مجموعة من المقالات حول عالم البيضان تم نشرها ما بين 1968 و1980 في مجلة “هسبيريس تامودا”، الصادرة عن كلية الآداب بالرباط حيث تتناول هذه المقالات طبائع البيضان وعاداتهم وحياتهم الأسرية وملابسهم وحياتهم الثقافية وصناعتهم التقليدية.
كما تشمل معطيات عن المدن القديمة الرئيسية في هذا المجال الجغرافي، الذي يمتد من الأطلس الصغير إلى نهر السنغال ومن غرب مالي إلى المحيط الأطلسي.
ويتضمن هذا المؤلف الذي يقع في 477 صفحة، تقديما للسيد أحمد البشير ضماني، مترجم المؤلف ، ورسومات لم يسبق نشرها لأعمال على الجلد والخشب والمعادن وأدوات ولعب من تراث المنطقة.
ويشكل هذا الكتاب مساهمة مهمة في التعريف، على المستويين الوطني والدولي، بأحد المكونات الأساسية للثقافة المغربية المتعددة.
ومن خلال نصوص ورسومات ونقوش، يكتشف قارئ الكتاب الإرث العلمي لأوديت دو بويغودو، التي ولدت في عام 1894 في سان نازير بمنطقة بروتاني بفرنسا وتوفيت في الرباط سنة 1991.
هذا، وتجولت أوديت دو بويغودو العالم الصحراوي الحساني ما بين 1933 و1960 وناضلت من أجل الحفاظ على غناه التراثي والإنساني.
وقال مترجم الكتاب، أحمد البشير ضماني، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الكاتبة المتميزة رحالة بالأساس جابت تراب البيضان خلال فترة تاريخية حاسمة نظرا لطول المدة التي عاشت فيها بالمنطقة ولتعدد الرحلات التي زارت من خلالها كل نواحي المنطقة.
كما أبرز ضماني أن الكاتبة حاولت انقاذ ما يمكن انقاذه من الثراث والتقطت بواسطة الكتابة والرسم مميزات هذا المجتمع وأشياء وعادات وتقاليد أصبح الكثير منها غير معروف أو تحوم حوله الكثير من المغالطات . من جهته، أكد رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية بجامعة محمد الخامس، أن هذا الكتاب الذي نشر في شكل مقالات في الستينيات من القرن الماضي يوثق جزء هاما من الثقافة البيضانية التي وثقتها الباحثة من خلال دراسات ميدانية لمنطقة الصحراء من بداية أواخر الثلاثينات إلى أواخر الستينيات. وأضاف أن الباحثة وثقت ثقافة البداوة والترحال في جانبها المادي وغير المادي وهو ما دفع المركز إلى ترجمة هذا العمل. ويأتي إصدار هذا المؤلف ليغني رصيد مركز الدراسات الصحراوية، الذي أصدر أكثر من ستين عنوانا منذ تأسيسه بمبادرة من جامعة محمد الخامس بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.