الصويرة تتوجُ عروسا بالصحافة الدانماركية

هاسبريس :

نشر صحافيان دنماركيان، مؤخرا، روبورتاجا عن إقامتهما في الصويرة، وهي “مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة طالما استهوت الفنانين بأنوارها وبنوارس البحر التي تنتشر في سمائها، وبنشاطها المينائي وبأمواج المحيط الأطلسي المتلاطمة على شواطئها”.

في مقالهما الذي نُشر على صفحات جريدة “بوليتيكن” في ركن “سفر”، وثق الصحافيان شارلوت غيكلير وكلوس هوستينغ أبرز لحظات الدورة الأخيرة من مهرجان الصويرة “كناوة .. إيقاعات العالم” (21-24 يونيو 2017) الذي توليا تغطيته بدعوة في إطار سفر نظمته سفارة المغرب بالدانمارك.

هذا، ويُستهل الروبورتاج، تحت عنوان معبر “مقاربة مغربية من خلال الموسيقى والرقص”، بصور موسيقيين يرتدون معاطف طويلة مزركشة وعمائم وأحذية فريدة وقد ارتسمت على محياهم ابتسامات عريضة، وهم ينفخون القرون ويقرعون الطبول.

كما يصف الصحفيان مشاهداتهما في صورة مجازية بالقول “يتوقف الزمن وننخرط في سفر موسيقي أخاذ. وصلنا للتو، وما زلنا لا نعرف ما يمكن أن نتوقعه من مهرجان موسيقي مغربي يمزج نغمات حبلى بالأسرار، بينما ي فتتح مهرجان كناوة 2017 باستعراض”.

إلى ذلكـ، يتناول أزقة المدينة العتيقة،والحياة الشعبية بها، وتعدداتها الثقافية والحضارية وروعة تسامحها ، حيث يصف مدينة الرياح بكونها بازار  فني مليء بالتحف والنفائس يجتذب الزائر بروائحه وألوانه وبجمالية الصناعة التقليدية التي تبدعها أيادي سكان المدينة من يهود وعرب وأمازيغ وأفارقة.

كما يقدم المقال مدينة الصويرة كمهبط إلهام للعديد الفنانين، على غرار جيمي هندريكس والكاتبين بول بولز وويليام بوروز والفنان الدانماركي بال ميكيلبورغ والكاتب والرسام النرويجي توربيورن إيغنر الذي اتخذ من المدينة نموذجا لمدينة كارينوم، .

في سياق مماثل، يشير المقال إلى أن لمدينة الصويرة لمسة خاصة بالنسبة للدنماركي فريدريك دامغارد، الخبير المعروف في مضامين وتنوعات الفن الإسلامي، والذي افتتح في عام 1988 رواقا فنيا شهيرا ما يزال قائما في وسط المدينة.

ويؤكد الصحفيان أن مدينة الصيادين ظلت تجتذب، على مدى عشرين عاما هي عمر مهرجان كناوة، مئات الآلاف من المتفرجين وأفضل الموسيقيين من جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن هذه التظاهرة تسهم في تعزيز موسيقى كناوة ودمجها مع موسيقى البوب والروك والجاز والتعبيرات الموسيقية الأخرى من بلدان مثل البرازيل واليابان والهند وكوبا وكوريا وإيران.

ويخلص المقال إلى ربط  حيوية الأنشطة التي عرفتها مدينة الصويرة على الساحل الأطلسي في القرن الثامن عشر بأهمية الأنشطة البحرية والملاحة العالمية والحركية التجارية.

عن أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة  موغادور، يشير المقال إلى دور هذا المستشار الملكي في تأهي الصويرة وإنعاشها وإشاعة الموسيقى والفن بها للحفاظ على عراقة الثقافات وفنون العيش في جو من السلام والإختلاف . وكوسيلة للحوار والتسامح”، حيث يؤكدُ ذات المقال أن موسيقى كناوة ليست مجرد تعبير يحتفي بالعبيد السابقين في غرب إفريقيا،ويرتبط بالتجارة الثلاثية بين إفريقيا وأوروبا والعالم الجديد  بل هي حركة روحية تحفل بالصوفية وبالذات وبالحياة المؤسسة على الطقوس الإنسانية في إمتزاج تؤكده هذه الموسيقى يربط بين  الحركات والموسيقى والحلي والأكسسوارات والألوان والطقوس الروحية .

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.