الفنان التشكيلي المغربي عمر بوركبة : نضج الفن و تعدد القيم

مـحـمـد الـقـنـور :

 

تحت شعار “عمر بوركبة.. نضج الفن”يعرض الفنان التشكيلي المغربي عمر بوركبة، حاليا وإلى غاية 28 فبراير المقبل بمراكش، آخر أعماله الفنية التشكيلية برواق الفن “بي سي كا”، ضمن مجموعة من المدارس الإبداعية ومختلف العوالم التي قطعها عمر بوركبة وعلى مدى مسيرته من خلال خمسين سنة من الإبداع الفني راكم خلالها بوركبة مسارا فنيا تميز بخصوبته على مستوى الطيف والظل واللون والقيم ، فأضحى غنيا وخصبا .

ولم يخف الفنان التشكيلي عمر بوركبة، نائب رئيس الجمعية المغربية للفنون التشكيلية، أن اختيار نهاية سنة 2017 وبداية السنة الحالية 2018 لإقامة هذا المعرض بالمدينة الحمراء يرجع بالأساس إلى كون مدينة مراكش تتحول خلال هذه الفترة إلى وجهة سياحية مفضلة للنجوم وقبلة أساسية للسياح المغاربة والأجانب من مختلف بقاع العالم، مشيرا إلى أن المعرض المذكور يعتبر امتدادا إبداعيا وثقافيا لمعارضه الأخرى التي سبق تنظيمها في أكثر من رواق عبر الوطن ، كان آخرها لمعرض المقام حاليا وإلى غاية ال12 من الشهر الجاري بمؤسسة صندوق الإيداع والتدبير بالرباط تحت شعار ” ذاكرة الجسد أو جغرافية القلب”.

إذ يقدم الفنان التشكيلي بوركبة في هذا الرواق لوحات فنية تمتد من ستينيات القرن الماضي إلى غاية اليوم، كما يشكل هذا المعرض فرصة لهواة جمع التحف والمولعين بالفن للتعرف على التجربة الفنية الغنية لهذا الفنان المغربي الذي طبع المسارات التشكيلية المغربية بالكثير من الفرادة والإقتدار.

في ذات السياق، لم يخف بوركبة تأثر أسلوبه الفني في بداية ستينيات القرن الماضي بالمدرسة الانطباعية ، وبروادها أمثال التشكيليين “رينوار” وديغا” و”مونيه” و”تولوز لوتريكـ” وغيرهم ، وفناني المدرسة “الفوفية”، قبل اكتشافه للحركة الفنية “التقاطعية” بعد لقائه بالفنان التشكيلي المغربي الراحل جيلالي غرباوي، مما أغنى تجاربه التشكيلية، وصقل موهبته، ورسم للتشكيلي بوركبة معالم شخصية فنية متميزة وعميقة في تناول الذات والتعبير عن الآخر،ضمن إبداع فردي متكامل ظل محكوماً بالأرضية الثقافية الجمعية المغربية، في علاقتها مع التاريخ والذوق والشعور الوطني من جهة، وفي إنفتاحها عن مختلف التصورات الفنية العالمية بمعناها الخلاق المغامر والمبدع.

وفيما يتعلق بالحركية التشكيلية في مدينة مراكش ، فإن الفنان التشكيلي بوركبة ، أن الفن التشكيلي بمراكش يعيش وضعية جد جيدة، نظرا لكون المدينة تضم العديد من التشكيليين المرموقين،وتدعو للمزيد من الإبداع على إعتبار كونها “مدينة ملونة” ومبرزا أن المغرب بحاجة إلى مساهمات هؤلاء المبدعين في تعزيز الاشعاع الثقافي والفني والحضاري للمملكة.

هــذا، وتميز افتتاح هذا المعرض بتوقيع “مونوغرافيا” هذا الفنان، الذي أصبح عضوا بالجمعية الوطنية للفنون الجميلة منذ سنة 1964، تحت عنوان”عمر بوركبة، فنان  لا يمكن وصفه”، والمتواجد حاليا بمكتبة متحف المعادن بمراكش ومتحف محمد السادس للفن المعاصر بالرباط..

ومعلوم ، أن الفنان التشكيلي عمر بوركبة المزداد بمدينة مراكش سنة 1945 والمنحدر من أسرة محافظة، كان قد تلقى  تعليما منفتحا على كل أوجه الإبداع، ولم يتوانَ في توسيع مجال اشتغاله لينفتح على جميع الإبداعات الفنية، كما تمكن خلال مقامه بالرباط ، من اكتشاف الوسط الفني خلال سنوات الستينيات من القرن الماضي، مما كان له بالغ الأثر على مشواره الفني .

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.