ندوة بمراكش ترفع الستار عن “طابو” الضعف الجنسي في أوساط المغاربة
مـحـمـد الـقـنـور :
عــدسـة : محمـد أيت يــحي :
خلال ندوة تحت عنوان “الاختلالات الزوجية وأثرها على الكيان الأسري”،التي نظمتها مؤسسة الكتاب للعلوم والآداب والفنون، أمس الجمعة 9 فبراير الحالي في بمراكش، أكد البروفيسور أحمد المنصوري الأخصائي في جراحة الكلي والمسالك البولية والخبير في أمراض الضعف الجنسي وأمراض الذكورة، على أن دراسة أجراها المركز الاستشفائي ابن رشد، أكد أن حوالي 46% من المغاربة يعانون الضعف الجنسي، وأن 75 في المائة من المغربيات المتزوجات غير راضيات عن معاشرة أزواجهن لهن.
وأكد المنصوري، أن اختصاص أمراض الذكورة والعجز الجنسي، عرف في السنوات الأخيرة ثورة علمية هائلة، خاصة مع اختراع “دعامة الانتصاب” التي جعلت الطب قادرا على معالجة معظم حالات الضعف الجنسي، بعد أن كان قبل حوالي عقدين عاجز أمام 80 في المائة من الحالات.
وأشار المنصوري إلى أن “الضعف الجنسي” يُنتج في كثير من الأحيان نوع من العدوانية لدى المصاب، والعنف المبالغ فيه الذي قد يصل في كثير من الأحيان بصاحبه إلى دخول عالم الإجرام، كما هاجم بقوة من أسماهم بـ “المشعوذين” الذين ينصبون على الناس تحت دعوى تقديم العلاج، داعيا كل من لاحظ على نفسه علامات “الضعف الجنسي” بزيارة الطبيب المختص.
كما أبرز المنصوري خلال مداخلته في هذه الندوة العلمية المعنية التي حضرها العديد من الأطباء والمحللين النفسانيين وخبراء العلوم التربوية، ومجموعة من الفعاليات الدينية والسياسية والجمعوية وبعض الإعلاميين أن الاختلالات الجنسية يمكنها أن تتطور إلى أمراض نفسية حادة قد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الاكتئاب المؤدي إلى الانتحار.
واعتبر المنصوري أن المدخل الأسلم لتفادي جميع أنواع المشاكل الجنسي تكمن في التربية الصحيحة، تشجيع الشباب على الزواج في سن مبكر لتفادي الوقوع في التجارب الفاشلة والمعارفة المنحرفة حول المعاشرة بين الزوجين.
وبخصوص تعريف “الضعف الجنسي”، أوضح المنصوري على أنه يعني أي خلل يحدث في إحدى مراحل للمعاشرة بين الجنسين، والتي تبدأ عن طريق الرغبة ثم الإثارة ثم الانتصاب ثم مرحلة الإيلاج أو المعاشرة الحقيقية وتنتهي بمرحلة النشوة، وشدد على أن الدراسات والممارسة الميدانية أثبتث أن معظم المشاكل الجنسية لدى الرجال تقع في مرحلة الانتصاب، مشيرا إلى أن “ضعف الانتصاب” والذي يعني أن الرجل يفقد قدرته على الانتصاب، أو يعجز على المحافظة عليه طيلة مراحل المعاشرة الزوجة، التي تمر من خمسة مراحل تتمثل أولا في الرغبة، ثم الإثارة، ثم الإنتصاب، والمعاشرة وتنتهي بالنشوة وعملية القذف ، كثيرا ما يكون سببه نفسيا أو عضويا،
وشدد المنصوري على أن الرجولة بمعناها الحقيقي تتعلق بأخلاق النبل والشهامة والكرامة وتتمحور على قيم الإحترام للآخر، والتواصل معه، وتحمل مسؤولية البيت ، حيث ليست لها أي علاقة بالمعاشرة الزوجية أو بإنتصاب العضو الذكوري، موضحا بأن أي خلل في هذا الميكانيزم يعتبر مجرد مرض كسائر الأمراض، يحتاج إلى زيارة الطبيب لمعالجته، ول علاقة له بفقدان شرف الرجل كما يعتقد الكثيرون من العامة .
:
وحذر البروفيسور المنصوري، الزوجات من خطورة الاستهزاء من الأزواج المصابين بالعجز الجنسي ، وأثاره السلبية على توازن الزيجات وإستقرار العائلات، كما نبه النساء المتزوجات حول عدم قذف أزواجهن بالكلمات الجارحة، داعيا إلى أهمية تعاون الزوجين وتشجيع بعضهما على زيارة الطبيب المختص ، كما لفت إلى أنه في السنوات الأخيرة سجل حالات كثيرة تكون الزوجة مبادرة لزيارة الطبيب لتشرح له وضعية زوجها وتعمل على اصطحابه ومرافقته طيلة مراحل العلاج، مما إعتبره تطورا حضاريا في العلاقات الزوجية المغربية، وإرتقاء في الوعي الصحي لدى مجموعة من العائلات المغربية يساهم بشكل إيجابي في الحفاظ على استقرار الأسر.
وأوضح المنصوري أن العمليات الجراحية التي يمكن أن تجرى على قضيب الرجل سواء لتكبيره أو لتثبيت دعامة الانتصاب، تعتبر عمليات سهلة وغير ذات أثار جانبية أو عكسية على المريض، كما أن الجرح فيها قد لا يتعدى سنتيميترا ونصف السنتيمتر، والتخدير أثناءها يكون موضعيا وليس كليا،مشيرا أن استعادة الرجل لقدرته على معاشرة زوجته دون مشاكل ، وعلى مستوى العلاجات الإستشفائية قد يتم علميا وجراحيا في غضون ثلاثة أسابيع.