“أصوات نسائية”تصدح بالقوافي على نغمة 8 مارس في دار الشعر بمراكش

هاسبريس  :

 احتفاء باليوم العالمي للمرأة، شاركت شاعرات من مختلف المدارس الشعرية والتجارب الإنسانية، ممن يمثلن التجربة الشعرية النسائية،في أمسية شعرية بدار الشعر في مراكش، تخللتها فقرات موسيقية أحيتها الفرقة الموسيقية “راحة الأرواح” التي قدمت وصلات من أغانيها.

هـــذا، وتحت عنوان “أصوات نسائية”، نظمت دار الشعر بمراكش، عاشت المكتبة الوسائطية بالمركز الثقافي الداوديات، على إنبجاسات أمسية شعرية نسائية،وبحضور مجموعة من هواة القصيدة والنقاذ والمهتمين بالقصيدة الشعرية، والتي قامت بتنشيط فقراتها الشاعرة  فتيحة النوحو، والشاعرة رشيدة الشانك، والتي تزاوج بين الفصيح والزجل، والشاعرة فدوى الزياني التي أطربت الحضور بهدوئها ورونق عباراتها وصدق عاطفتها وقوة ترجمة ما يختلج في عوالمها  .

كما عرفت الأمسية إلقاء قصائد شعرية بصيغة المؤنث من قبل الشاعرة خديجة ماء العينين، كصوت شعري من الجنوب المغربي، والتي ترى في القصيدة العمودية خيارا إبداعيا لتجربتها الشعرية وملاذا روحيا ووجدانيا، إلى جانب الشاعرة فدوى الزياني، وهو صوت عميق من تجربة قصيدة النثر، تبنى فرادتها من شعرية الألم وترى في التجربة الحياتية بوصلة الشاعرة الحقيقية والوجودية.

في ذات السياق، ثمنت الأستاذة مليكة أبابوس الباحثة والمهتمة بقضايا الشعر المعاصر في المغرب فعاليات الأمسية الشعرية، مشيرة أن الشاعرات المغربيات خصوصا من الجيل الجديد أصبحن يتحلين بشخصية فنية متفردة، سواء على مستوى الشكل أو من حيث المضامين التي يلامسها شعرهن، وأن حضور شاعرة من عيار ماء العينيين يعبر عن مدى التلاقح بين الأجيال الشعرية المغربية النسائية.

وذكرت أبابوس أن إرهاصات التجربة الشعرية النسائية في المغرب لم تختلف عن نظيرتها الرجالية، بل ظلت نفسها محكومة بشروط إنتاج هذه القصيدة على المستوى الثقافي والاجتماعي، فالشعر المغربي لم يتخل عن نبرته الاحتجاجية منذ أكثر من خمسين سنة من عمر التجربة الشعرية الحديثة، وكان أن تأثر الشعر النسائي وخضع لنفس معايير إنتاج القصيدة ومقاييس الأدب على وجه العموم. لكن -تضيف أبابوس- فقد بدأت تبرز أشكال شعرية لدى النساء الشاعرات المغربيات ، تستثمر مساحات واسعة من إستعمال الرمز والدلالات ، ومن ركوب تفاصيل البوح مما مكن كل من ماء العينين كرائدة وفدوى الزيان ورشيدة الشانكـ ، الشاعرات المغربيات الثلاث المشاركات في الأمسية،من التمايز فيما بينهن شكلا ومضمونا، قِيما وأفكارا.

ولم تخف الباحثة المختصة في قضايا الشعر والشعرية مليكة أبابوس إعجابها بالشاعرة فدوى الزياني، حيث إعتبرت شعرها كينبوع دافق من صور و كلمات التي تكتسي دلالات عميقة ، تترجم أن الشاعرة فدوى الزياني تدأب على صقل روحها التعبيرية وتنمية فكرها الشعري، مما ميزها بعاطفة جياشة ، وعبارات نافذة في أن واحد ، تنساب على وقع كلمات تمس شفاف قلوب القراء والمستمعين، وتثير ما بطن في نفوسهم من عواطف إنسانية عميقة و” وطنية ” مجتاحة ، ومشاعر قوية مستغرقة تتجاوز المألوف وتستهين بالعوائق ..

هذا، وتواصلت خلال اليوم الموالي بدار الشعر فقرة “شاعر في ضيافة الأطفال”، وهي فقرة تروم إطلاع الناشئة من الشغوفين بالشعرعلى تقنيات الكتابة الشعرية، بحضور الشاعرة خديجة ماء العينين، كضيفة على الورشة، قصد تقريب المستفدين من قضايا الشعر وعرض أبرز ملامح تجربتها الغنية والخصبة في مجال الفن التعبيري .

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.