“سيدي يوب..! حكايات الزمن الأول”.. جديد الأديب حسن مزهار

مـحـمـد الـقـنـور  :

بعد إصدار دواوينه الشعرية الثلاثة : ” أعلنت عليكم هذا النذير ” سنة 2009 عن مطبعة النجاح الجديدة ، و ” حين ينبت الأطفال ” سنة 2011 عن دار إحياء العلوم ، و ” هذا القادم ” سنة 2013 عن دار القرويين ، انتقل الشاعر الأديب حسن مزهار إلى عالم السرد من خلال نشره لمجموعته القصصية الأولى ” أيام من زمن عاق ” سنة 2017 عن دار الثقافة ، ومستمرا في مجال الحكي، ومستغرقا في تفاصيل السرد يطل من جديد بإصداره الجديد لسنة 2018″سيدي يوب..! حكايات الزمن الأول” حيث يأبى الشاعر الأديب حسن مزهار إلا أن يفاجئ قارئيه وقارئاته بمولوده الأدبي الجديد ، حيث لايحدد له هو نفسه نوع جنسه الأدبي تاركا المجال للقارئ ليصنف الكتاب في الخانة التي يراها مناسبة له ، فبعد الإبحار في عوالمه المتميزة بالجدة والطلاوة والوصف الدقيق  التي يتخذ فيها مزهار السارد سمة الشاعر السحرية ليحول تقاسيم الكتاب السردية إلى لوحات شعرية بامتياز .
ومهما يكن، فإن الأديب حسن مزهار على قرائه وقارئاته من خلال عمله “سيدي يوب …!  حكايات الزمن الأول” الصادر عن مطبعة صناعة الكتاب و منشورات دار الثقافة للطبع و النشر بالدار البيضاء ، كدلالة رمزية ذات صلة بتاريخ أعرق مراكش إحدى أعرق المدن المغربية ألا و هي مراكش ، إذ يقع هذا العمل السردي في 320 صفحة من الحجم المتوسط ، و حجم كتاب الجيب ( Livre de poche ) ، حيث يسعى ناشروه في إنتشاره وتيسير إشاعته في الناس على غرار الكتب الغربية خلال السبعينات من القرن الماضي .
هــذا ، ويضم عمل مزهار القصصي الجديد ” سيدي يوب ” مجموعة من الحكايات والقصص التي أشار الكاتب منذ عنوان مؤلفه ،أنها تبلغ 52 حكاية ، حيث تتميز كل حكاية بعنوان خاص بها، مما يجعل القارئ  يظن للوهلة أولى بأنها حكايات منفردة عن بعضها البعض ، غير أن هذا الإنطباع سرعان ما ينمحي أمام الارتباط الدلالي والسردي الذي يحكم المجموعة سواء في علاقتها  الزمنية الوثيقة بالشخوص والأحداث، أو في إرتباطها بالأمكنة والعوالم، ويتمحور الزمن السردي حول فترتي الستينات و السبعينات من القرن الماضي ، أما من حيث المكان فتدور مجمل الأحداث والبؤر والتيمات المكانية في حومة سيدي يوب إحدى أقدم الأحياء في مدينة مراكش، لترتسم ضمن المجموعة القصصية المعنية في خطوط متراصة حينا ومتماوجة أحيانا أخرى، يكللها حكي ممتع، وإنسيابية متباينة تكتنفها الذات وتضع معالمها  الآخر، في نسق أسلوب شاعري بسيط في مبناه ، عميق في دلالاته ومعناه ، يتماهى مع التجربة الإبداعية للأديب حسن مزهار .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.