مؤتمر دولي بمراكش يحدد أساليب وجمالية السرد العربي

سـعـاد تـقـيـف :
عـدسـة : محمـد أيت يـحـي :

نظم مختبر الأسلوبية ومناهج تحليل الخطاب، بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض ، بمراكش، مؤتمرا حضره مجموعة من الأساتذة الباحثين والباحثات، والفعاليات الأدبية والنقدية والإعلامية المغربية والعربية ، خلال يومي 19 و20 أبريل الحالي .
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” من المنظمين ، فإن السرد يعتبر جنسا من أجناس الأدب وأسلوبا من أساليبه، له قواعد وتقاليد عريقة في الكتابة والتلقي، واتخذ لنفسه أشكالا وتمظهرات نصية وخطابية مختلفة في القديم ( النوادر والأمثال والخطب والسير والحكايات والمقامات) كما في الحديث إذ بشر به النقاد ليكون ديوان العرب في القرن الواحد والعشرين، لاسيما الرواية التي بدأت تؤدي كثيرا من الوظائف الجمالية والتداولية التي طالما أداها الشعر في الثقافة العربية، فعكست بنجاح الرفاهية والتعقيد ثم الاغتراب داخل المدينة الغربية . لقد رصد ذلك جورج لوكاش الذي اعتبر الرواية “ملحمة بورجوازية” وقد تبنى تلميذه لوسيان غولدمان نفس الرؤية لكن بمسحة بنيوية حين ربط فيها مفهوم “الرؤية للعالم” بتطور الأشكال الروائية وذلك في “تماثل بنيوي” يحاكي بعضها بعضا.
وذكر ذات البلاغ، أنه بعد ذلك انكب النقد البنيوي والسيميائي على دراسة السرد دراسة مجهرية فوقف عند مكوناته اللغوية وأنساقه المجردة ونماذجه الرائعة، فبلور نظريات عديدة ذات أبعاد اجتماعية ونفسية وأنتروبولوجية وجمالية.
ومما لاشك فيه حسب البلاغ المذكور ، فإن النقد العربي الحديث، وفي إطار المثاقفة مع الغرب، قد استفاد بشكل أو بآخر من هذه النظريات لمقاربة النص السردي العربي، قديمه وحديثه لاختبار درجات الأدبية فيه واستبطان كثير من الوظائف الجمالية والتداولية التي أداها داخل المجتمع العربي…
إلى ذلكــ ، وفي ذات الإطار الأدبي والنقدي والحضاري سعى مختبر الأسلوبية ومناهج تحليل الخطاب إلى عقد مؤتمر دولي حول أساليب السرد العربي لاختبار هذا المتن الأدبي ودراسته من زوايا نقدية مختلفة: أسلوبية وبنيوية اجتماعية ونفسية لتعميق معرفتنا به انطلاقا من أسئلتنا الراهنة وليس انطلاقا من أسئلة الآخر الذي سبقنا إلى دراسته انطلاقا من أسئلته الخاصة.
كما تناول المؤتمر المعني خصائص السرد العربي القديم من خلال مقاربة أساليب السرد العربي بين الواقعي والعجائبي، وقراءة في أساليب السرد العربي القصير: المثل، النادرة، النكتة، الحكمة، الخبر وغيرها، وسؤال المنطق الداخلي الذي يحكم السرد العربي القديم، وحول كونه منطق وحدة أم منطق تنوع، ثم سؤال علاقة أساليب السرد العربي بمرجعياتها وسياقاتها من خلال أدب الليالي، وأدب الرحلة، والمجالس، والمناظرة.

في حين إنصبت محاور أخرى بالمؤتمر ، حول السرد العربي الحديث، والأساليب في الرواية العربية بين المحلية والعالمية، ومحور الرواية العربية الجديدة من كتابة المغامرة إلى مغامرة الكتابة، وعبر أساليب التجريب خصوصا، وكيفيات الأسلوب وتعدد الأصوات في الرواية العربية المتعلقة بالأسلبة والتهجين والتناص ، وكيفية اشتغال أساليب التراث في الرواية العربية، مع إستحضار أفق أساليب “القصة القصيرة جدا” خاصة مع تعاظم أنظمة التواصل الإلكتروني، وخصوصيات السرد الرقمي وآليات اشتغاله، وجدلية الشعر والسرد في أساليب القصيدة العربية من العمودية، إلى قصيدة النثر مرورا بشعر التفعيلة.
في ذات السياق، أبرزت الدكتورة بشرى تاكفراست ، رئيسة اللجنة المنظمة، والأستاذة الجامعية بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، أن السرد من أجناس الأدب وأساليبه، حيث يتوفر على قواعد وتقاليد عريقة في الكتابة والتلقي، مما مكنه أن يتخذ لنفسه أشكالا وتمظهرات نصية وخطابية مختلفة في القديم مع النوادر والأمثال والخطب والسير والحكايات والمقامات، مشيرة أن في العصر الحديث بدأ يتبوأ أعلى الدرجات تحيل إلى كونه ” ديوان العرب” في القرن الواحد والعشرين، لاسيما الرواية التي بدأت تؤدي كثيرا من الوظائف الجمالية والتداولية التي طالما أداها الشعر في الثقافة العربية، فعكست بنجاح الرفاهية والتعقيد ثم الاغتراب في الثقافة الغربية .
وأبرزت تاكفراست أن إنكباب النقد البنيوي والسيميائي على دراسة السرد دراسة مجهرية تتخذ من المكونات اللغوية والأنساق المجردة موضوعا لها، نتجت عنه نظريات عديدة ذات أبعاد اجتماعية ونفسية وأنتروبولوجية وجمالية.
وشددت تاكفراست على أن أهمية مقاربة النص السردي العربي القديم والحديث، أفادت النقد العربي الحديث من خلال هذه النظريات ، لاختبار درجات الأدبية فيه واستبطان كثير من الوظائف الجمالية والتداولية التي أداها في المشهد الثقافي العربي…

وأشارت تاكفراست إلى أن اهتمام المختبر بأساليب السرد العربي يستجيب لتوجهات المختبر الذي سبق له أن وضع البنى الأسلوبية للقصيدة العربية تحت مجهر النقد الأسلوبي، كما يدخل هذا الاهتمام في سياق مشروع عربي حضاري يطمح إلى تجديد الأسئلة لتعميق المعرفة بتراثنا وواقعنا وذواتنا في محيط عالمي دينامي متسارع.
وخلصت تاكفراست إلى أن قرار أعضاء مختبر الأسلوبية ومناهج تحليل الخطاب بذات الكلية، المتعلق بعقد مؤتمرهم الدولي السنوي حول: أساليب السرد العربي للبحث ، جاء في كنه قراءة المتن الأدبي أسلوبيا وبنيويا اجتماعيا ونفسيا، وإطلاع المؤتمرين على ما يزخر به من أجوبة شافية حول الأسئلة الراهنة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.