مراكش تحتفي بـ”رحلات باتي بيرش : الشغوفة بالحضارة المغربية
هاسبريس :
تحت عنوان “رحلات باتي بيرش : شغف ومجموعات “إفتتحت المؤسسة الوطنية للمتاحف ، أمس الخميس فاتح نونبر الحالي ، بمتحف الروافد بدار الباشا في مراكش ، معرضا فنيا بعنوان تكريما لباتي بيرش المتبرعة الأمريكية الذائعة الصيت ومواطنة من العالم التي أغنت بتجربتها المشهد الثقافي للمدينة الحمراء،فقد ولدت بيرش ، سنة 1923 بمدينة نيويورك ، ودخلت منذ شبابها الميدان الفني وعالم المتاحف حيث عملت كمحافظة بقسم الفن الاسلامي بمتحف ميترو بوليتان بنيويورك ، مما مكنها خلال ستينيات القرن الماضي من القيام بعملية ترميم واسعة استطاعت خلالها ترميم منبر الكتبية المعروض حاليا بقصر البديع بمراكش، كما تمحور اهتمامها فيما بعد على دار الباشا “التهامي الكلاوي المزواري”حيث كانت تعتزم انشاء متحف للفنون يضم مجموعات متحفية عالمية ذات أبعاد حضارية ، وقيمة انثروبولوجية بالغة يعرض جزء منها اليوم ضمن معرض “رحلات باتي بيرش : شغف ومجموعات “.
هذا،وحضر فعاليات إفتتاح المعرض المذكور،كل من محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، ومهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ،وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس، وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” من الجهة المنظمة، فإن المعرض يتكون من حوالي 200 قطعة أنشأتها باتي بيرش على امتداد عقود طويلة خلال رحلاتها عبر العالم وحتى وفاتها سنة 2007، كما يشتمل على ستة أقسام وهي “مدخل ” و”الفن الآسيوي ” و”الفن ما قبل الكولمبي” و”لمحة من التراث اليهودي المغربي ” و”الفن الإفريقي ” و”قطع منتقاة من روائع الفن الإسلامي “، فضلا عن قطع تراثية استقدمت من بعض المتاحف الوطنية وقطع من المجموعة التي تبرع بها الفاعل الثقافي ، وخبير التحف خالد لغريب.
ولم يخف الوزير ساجد في تصريح له، مدى إفتخاره بهذه المبادرة، لكونه تجسد التثمين الموضوعي للفن المغربي “، مشيرا إلى أن دار الباشا أصبح متحفا للروافد ، لتميزه بهندسته المعمارية المغربية الأصيلة وأنه خضع خلال السنوات الأخيرة عملية ترميم واعادة تأهيل بفضل العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمدن العتيقة ولمعالمها التاريخية ومآثرها الحضارية.
وأوضح ساجد أن صاحب الجلالة أعاد الاعتبار لمهن الصناعة التقليدية مما مكن الصناعة التقليدية من الازدهار وتحقيق اقلاع بقطاع السياحة بفضل هذا التراث الذي يتم تثمينه داخل هذا النوع من المتاحف التي تتيح للسياح اكتشاف ثقافة وحضارة المملكة.
من جانبه ، أكد جاك لانغ ، أن “دار الباشا” تعتبر متحفا متميزا للغاية وتضم معرضا مشرقا يعكس الغنى الثقافي المغربي المذهل والمتنوع ، حيث ثمن وضع ديباجة الدستور المغربي التي تنص على الإقرار بمختلف الروافد الافريقية والاسلامية والعربية والعبرية والمتوسطية المكونة للهوية الحضارية المغربية،ولهوية المغاربة. بمدخل المتحف.
في حين تحدث مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، عن أهمية الإحتفاء بــ “باتي بيرش” وتكريمها، كسيدة مثقفة وإنسانية عشقت المغرب وتبرعت بمليون دولار من أجل إعادة ترميم منبر الكتبية ، كما تبرعت للمغرب بــ 1500 قطعة أثرية، تعتبر اليوم من الإيقونات الأساسية المتحف “، مشددا على العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي سبق أن قام بزيارة للإطلاع على مستوى تقدم الأشغال بهذا المتحف حيث شكلت هذه الزيارة تشجيعا لأعضاء المؤسسة الوطنية للمتاحف للاشتغال البناء في مجال صناعة الثقافة.
وللإشارة، فإن متحف دار الباشا ، المعروف بــ”الستينية” والذي يقع في مقدمة شارع فاطمة الزهراء، بين حي الرميلة وحي روض العروس بقلب المدينة العتيقة لمراكش كان من ضمن سكنى التهامي الكلاوي المزواري باشا مراكش، في عهد الحماية ، قبل أن يتحول ضمن المتاحف المغربية في سنة 2015 لتعمل المؤسسة الوطنية للمتاحف على ترميمها وتحويلها إلى متحف الروافد كشاهد على الثقافة المغربية وتنوع مكوناتها الحضارية .